«الوطن» مع أسرة الشهيد «عمرو صلاح»: «مات بطل فوق سلاحه»

كتب: شيماء عادل

«الوطن» مع أسرة الشهيد «عمرو صلاح»: «مات بطل فوق سلاحه»

«الوطن» مع أسرة الشهيد «عمرو صلاح»: «مات بطل فوق سلاحه»

«هادئ الطباع، دمث الخلق، طيب القلب، مُحب للأطفال، خدوم، لا يتأخر عن خدمة أحد حتى وإن كان لا يعرفه»، كلمات قليلة وصف بها والد الشهيد عمرو صلاح، ابنه الذى واجه مجموعة من الإرهابيين اتخذوا الكيلو 135 من طريق الواحات مخبأ لهم، ضرب خلالها مثالاً فى الشجاعة والدفاع عن أرضه غير عابئ بما قد يتعرض له هو وزملاؤه، لكن رصاصات الغدر وجدت طريقها إلى جسده فأسقطته شهيداً وارتقت روحه إلى بارئها فى جلال.

داخل منزل الشهيد فى حى مصر الجديدة، جلس الوالد «صلاح» والوالدة «سلوى وحيد»، فى استقبال المعزين، الجميع يتحدث عن الشاب المحبوب، الذى يحبه الصغار قبل الكبار، تقول والدته: «ابنى راح فى مكان أحسن مش حزينة عليه لأنه مات بطل ولحد آخر لحظة زمايله قالوا إنه كان متمسك بسلاحه وفضل يواجه الإرهابيين، ابنى فدى إخواته المصريين وبلده من الكوارث والعمليات الإرهابية اللى كانت ممكن تحصل وسط المدنيين لو هو وزمايله مكانوش راحوا واجهوا الإرهابيين فى الصحراء».

وتضيف الوالدة التى انهمرت فى البكاء: «أكتر حاجة مضايقانى أن ابنى اتغدر به ومكانش فيه تكافؤ بينه وبين المجموعة الإرهابية»، متسائلة: «ليه مكانش فيه تنسيق وليه مكانش فيه طيران يدعمهم فى محاربتهم للإرهابيين؟ ليه نخلى شوية خونة يعملوا كده فى ولادنا؟». تحاول الوالدة لملمة نفسها قائلة: «ابنى كان ملاك، طوب الأرض كله كان بيحبه، عمره ما زعّل حد، جيراننا لحد دلوقتى مصدومين من الخبر، موته وجعنى أوى وكسرنى بس اللى مصبّرنى أنه مات شهيد وهو بيدافع عن أرضه وعن ولاد بلده».

{long_qoute_1}

تحكى الوالدة عن ابنها وعن آخر لحظات فى حياة الشهيد: «قبل الحادثة كان موجود فى قطاع القوات الخاصة لمدة 3 أيام، كان سايب البيت يوم الثلاثاء وفوجئنا يوم الجمعة بطلوعه ضمن القوات اللى خرجت تهاجم الإرهابيين وساعتها جالنا خبر استشهاده». غياب الشهيد عمرو عن منزله لفترات طويلة، أمر اعتادته الأسرة بحسب والده، الذى أكد أن ابنه كان لا يخبرهم بأى أخبار خاصة عن عمله حتى لا يثير قلقهم، مردداً: «عمرو ابنى مكانش بيعرّفنا حاجة عن شغله، كان بيغيب عن البيت كتير كنا بنكلمه يطمن علينا يقول لنا إنه فى القطاع حتى لما كان بيطلع مأمورية مكانش بيقول لنا عليها إلا بعد ما بيطلعها عشان والدته ما تقلقش عليه».

يصمت الوالد وعلى ملامحه علامات الحزن المغلفة بالرضا تارة والفخر تارة أخرى: «ابنى طول عمره هادئ والضحكة لا تفارقه لكن لما بينزل مأموريات كان زى الأسد فى أرض المعركة لا يتهاون فى حق وطنه»، متذكراً ابنه عندما كان مكلفاً بالنزول مع زملائه لفض اعتصام رابعة: «ابنى كان من أوائل الناس اللى واجهت الإرهاب وكان من ضمن القوات المكلفة بفض اعتصام رابعة وشاف كتير من زمايله وقعوا قدامه أثناء الفض ورغم كده عمره لا خاف ولا اتأخر عن خدمة بلده».

قرار الالتحاق بكلية الشرطة كان قراراً خاصاً بالشهيد عمرو، بحسب والدته، فبعدما التحق بكلية التجارة قسم اللغة الإنجليزية واجتاز السنة الأولى بتقدير جيد جداً، أخبر أسرته برغبته فى الالتحاق بكلية الشرطة وتم قبوله والتحق بعدها بالقوات الخاصة: «كان نفسه يدخل كلية الشرطة بعد ما دخل تجارة إنجليزى ونجح بتقدير جيد جداً ساب كلية التجارة واتقبل فى الشرطة والتحق بالقوات الخاصة على عكس اخواته فادى الذى يعمل فى مجال البورصة وشادى الذى يعمل صحفياً بوكالة أنباء الشرق الأوسط».

تكمل والدته حديثها: «لحد دلوقتى أخواته مصدومين عمرو كان أصغر أخواته والفرق بينه وبين أخوه الكبير 11 سنة والأوسط 5 سنين كان أخوهم الصغير اللى طول الوقت بيحتووه وينفذوا له كل اللى هو عايزه، وهو كان حنين جداً على أخواته»، لافتة إلى أن ابنها كان مرتبطاً ويجهز شقته للزواج: «ابنى كان خاطب وبيجهز شقته بس أنا على يقين إن أصحابه هياخدوا له حقه وهما لسه لحد دلوقتى بيطاردوا الإرهابيين ومش هيسكتوا إلا لما ياخدوا حق ابنى واللى زيه».

مطلب واحد لوالد الشهيد ووالدته يريانه عادلاً من وجهة نظرهما ووجهة نظر كل أسرة قدمت شهيداً، وهو المحاكمات العاجلة لقيادات جماعة الإخوان المسلمين الذين ما زالوا فى السجون حتى الآن ولم يتم إصدار أحكام نهائية ضدهم، وخاصة المتهمين بتمويل الجماعات الإرهابية التى راح ضحيتها ضباط وجنود ومدنيون، يقول الوالد: «نفسنا فى محاكمات عادلة للناس الموجودة فى السجون بدل ما هما قاعدين بيخططوا ويمولوا من داخل السجون وفى الآخر ولادنا هما اللى بيموتوا».


مواضيع متعلقة