أمين رابطة الجامعات الإسلامية: المفتي خليفة النبي في أداء البيان

كتب: سعيد حجازي وعبدالوهاب عيسي

أمين رابطة الجامعات الإسلامية: المفتي خليفة النبي في أداء البيان

أمين رابطة الجامعات الإسلامية: المفتي خليفة النبي في أداء البيان

قدّم الدكتور جعفر عبد السلام، الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية بحثا للأمانة العامة لدور وهيئات الفتوى في العالم برئاسة الدكتور شوقي علام، حول "الفتوى ودعم القضايا الإنسانية المشتركة".

وقال عبدالسلام في نص البحث: "الفتوى هي الإبانة والتوضيح لِما هو مُبْهَم وغير واضح، وهي الإجابة عن التساؤل، وهي تُبَيِّن المشكل من الأحكام، والمفتي هو الذي يجيب الناس على أسئلتهم، ويبين لهم أحكام الله تعالى فيما يسألونه، والمستفتي هو طالبُ الفتوى مِن أهلها، والمستفتي يسأل عن المسألة ليبرئ ساحةَ ذمته من المساءلة أمام الله تعالى فيما يريد الإقدامَ على فعله، حتى تطمئنَّ إليه نفسه، وما لم تطمئن إليه النفس من فتوى فلا ينبغي للمسلم أن يأخُذَ به، حتى يستشير ويستفتي ثانية".

وحول خطر الفتوى، قال "عبدالسلام": الإفتاء بغير علمٍ حرامٌ ومن الكبائر؛ لأنه يتضمنُّ الكذبَ على الله تعالى ورسوله، ويتضمن إضلال الناسِ.

وأضاف: "هناك شروط المفتي ذكَر العلماء شروطًا لا بد أن تتوفر فيمن يتصدى للإفتاء، منها المعرفة الجيدة باللغة العربية وقواعدها؛ فإن شريعةَ المصطفى صلى الله عليه وسلم مُتَلَقَّاها ومُسْتَقَاهَا الكتاب والسنَّة، وآثار الصحابة ووقائعهم، وأقضيتهم في الأحكام، وكلها بأفصحِ اللغات، وأشرف العبارات؛ فلا بد مِن الارتواء باللغة العربية؛ فهي الذريعةُ لمداركِ الشريعة، وما يتعلَّقُ بأحكام الشريعة مِن آيات الكتاب، والإحاطة بناسخها ومنسوخها، عامِّها وخاصِّها، وتفسير مجملاتها".

وتابع: "مرجعَ الشرع وقُطْبَه الكتابُ العزيز، ومعرفة السنن؛ فهي القاعدةُ الكبرى؛ فإن معظمَ أصول التكاليف متلقًّى مِن أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله، وفنون أحواله، ومعظم آي الكتاب لا يستقلُّ دون بيان الرسولِ صلى الله عليه وسلم، ولا يمكن الاعتمادُ على السُّنن إلا بالتبحُّر في معرفة الرجال، والعلم بالصحيح من الأخبار والسقيم منها، وأسباب الجرح والتعديل، وما عليه التعويلُ في صفات الإثبات مِن الرواة، والثقات، والمسنَد والمرسَل، ومعرفة مذاهب المتقدِّمين من الفقهاء؛ حتى لا تتعارض فتواه مع ما تقدم من إجماعٍ مِن قِبَل هؤلاء الفقهاء، والإحاطة بطرق القياس، ومراتب الأدلة، والورَع والتقوى؛ لأن الفاسقَ لا يوثَق بأقواله، ولا يعتمد في شيء مِن أحواله، ولصعوبة تلك الشروط وشدَّتها، ينبغي على كل مَن يستسيغ أمر الفتوى أن يفكِّرَ ألف مرة قبل أن يُقدِمَ على هذا الصنيع؛ فإنه ليس أمرًا عاديًّا كما يتخيلُ البعض، ولا تنفع فيه المعرفةُ السطحية ببعض أمور الدين؛ إذ لا بدَّ فيه مِن التمييز بين القشر واللُّباب".

وتابع: الفتوى من الأمور الخطيرة والتي لها منزلة عظيمة في الدين، والمفتي خليفة النبي صلى الله عليه وسلم في أداء وظيفة البيان".

 


مواضيع متعلقة