تاريخ الاقتراض.. بدأ بـ"الساموريين" و"حمورابي" ووصل لبنوك "الأمريكان"

كتب: أيمن صالح

تاريخ الاقتراض.. بدأ بـ"الساموريين" و"حمورابي" ووصل لبنوك "الأمريكان"

تاريخ الاقتراض.. بدأ بـ"الساموريين" و"حمورابي" ووصل لبنوك "الأمريكان"

كشف تقرير لـ"فيجوال كابيتالست" المتخصص في الأبحاث المالية، عن امتداد تاريخ الإقراض إلى عصور ما قبل الميلاد، حيث ذكر التقرير الذي تناولته "أرقام كابيتال" صباح اليوم، إن هناك أدلة تاريخية تفيد بأن مختلف الحضارات كانت تسمح بالاقتراض لأسباب متعددة، بينها الحصول على فضة كافية لشراء مسكن أو قروض زراعية للمزارعين.

- الاقتراض في العصور القديمة -

تقول دراسات إن السومرية هي أول حضارة مدنية عاش 89% من سكانها في مدن، ويعتقد أن أول قروض استهلاكية لأغراض زراعية استخدمت خلال تلك الفترة قبل 3500 عام من الميلاد.

وكتب حمورابي قوانينه في عهد البابليين في 1800 قبل الميلاد تقريبا، وتقول دراسات إنها وضعت صفة رسمية لأول قوانين معروفة بشأن الاقتراض، ووضع فيها حد أقصى للفائدة كان 33.3% سنويا. وحتى تصبح قانونية، اشترطت قوانين حمورابي أن يشهد موظف من الدولة على الإقراض وأن يجري تسجيله كعقد.

أما عند الرومان وفي العام 50 قبل الميلاد، كتب سيسترو وهو سياسي روماني شهير، أن جاره اشترى 625 فدانا من الأرض مقابل 11.5 مليون "سيسترس"- العملة الرومانية آنذاك-، عبر الائتمان والأوراق، وقال سيسترو إنه لجأ إلى الائتمان لإتمام عملية الشراء.

- أوروبا بعد القيصر -

بعد انهيار الحضارة الرومانية الغربية وخلال العصور المظلمة في أوروبا في العام 800 ميلادي، توقف النشاط التجاري بشكل شبه كامل، وحظرت الكنائس الربا، وزاد الاحتياج لرؤوس الأموال والاقتراض في عهد الاستكشافات مع بداية القرن السادس عشر، ومع بدء المستكشفين والتجار رحلات تجارية في مناطق بعيدة. وفي العام 1545، وبعد انطلاق الإصلاح، أصبحت إنجلترا أول بلد يؤسس "سعرا قانونيا" للفائدة، وذلك خلال حكم هنري الثامن وكان 10%.

- نشأة "الائتمان الاستهلاكي" الحديث -

شهد العام 1803 في إنجلترا، أول ظهور للسجلات الائتمانية، عندما اجتمع مجموعة من الخياطين وتبادلوا معلومات بشأن الزبائن المتعثرين عن دفع ديونهم، وفي العام 1826 تشكلت جمعية "مانشستر جارديان سوسايتي"، وبدأت في وقت لاحق في نشر "رسالة إخبارية" شهرية بمعلومات عن المتعثرين عن دفع ديونهم.

أما في نيويورك العام 1864، أسست "آر.جي. دون آند كومباني"، وكانت تعرف في السابق باسم وكالة التجارة، نظاما يعتمد على الحروف والأرقام لتتبع الجدارة الائتمانية للشركات، وظل النظام مطبقا حتى مطلع القرن العشرين.

وفي "أتلانتا" العام 1899 تأسست شركة "ريتيل كريدت كومباني"، وبدأت جمع قائمة موسعة بالزبائن الذين لهم جدارة ائتمانية، وغيّرت الشركة اسمها في وقت لاحق إلى "إكويفاكس"، وهي اليوم الأقدم بين أكبر ثلاث وكالات ائتمانية بالولايات المتحدة.

- رواج "الائتمان" في مطلع القرن العشرين -

في العام 1908، جعلت سيارة هنري فورد "موديل تي" السيارات في متناول عدد كبير من الناس، لكنها ظلت غالية الثمن عند الشراء دفعة واحدة. وحلت جنرال موتورز المشكلة في العام 1919 بإقراض المستهلكين المال الذي يحتاجونه لشراء السيارات، عندما تأسست شركة "جنرال موتورز أكسبتانس كوربوريشن"، ونشرت فكرة تمويل خطة التقسيط.

وبعد سابقة جنرال موتورز، تمكن المستهلكون من شراء غسالات، وأثاث، ومبردات وغيرها من الأجهزة المنزلية بنفس الطريقة.

- أول بيانات كبيرة حتى عصر "المعلومات" -

بحلول الخمسينيات من القرن الماضي، كان للأمريكي المنتمي للطبقة المتوسطة حسابات ائتمانية في عدد من شركات التجارة، ويحتفظ ببطاقات مختلفة، وبات من الشائع دفع أقساط شهرية، وفي العام 1958 ظهر "بنك أمريكارد" (فيزا الآن) في كاليفورنيا، وتبعه "أمريكان اكسبريس" و"ماستركارد"، لتقدم للأمريكيين قروضا عامة على مجموعة كبيرة من المشتريات.

وأجرت جمعية مكاتب الائتمان الأمريكية في العام 1964 أول دراسة لتطبيق تكنولوجيا الكمبيوتر في تسجيل وأرشفة السجلات الائتمانية. أما اليوم فتح عصر المعلومات عهدا جديدا في الائتمان الاستهلاكي وتقييم المخاطر، وباتت التقارير الائتمانية تساعد في اتخاذ قرارات بشأن الإسكان والوظائف والتأمينات وتكاليف المرافق العامة.


مواضيع متعلقة