تنفيذ 816 وحدة سكنية و344 محلاً تجارياً وواجهات على الطراز الإسلامى

تنفيذ 816 وحدة سكنية و344 محلاً تجارياً وواجهات على الطراز الإسلامى
- أهالى المنطقة
- الأماكن الأثرية
- البنية التحتية
- التراث المعمارى
- الجو البارد
- الرقم القومى
- السيدة زينب
- الصرف الصحى
- المدير التنفيذى
- المشروع القومى
- أهالى المنطقة
- الأماكن الأثرية
- البنية التحتية
- التراث المعمارى
- الجو البارد
- الرقم القومى
- السيدة زينب
- الصرف الصحى
- المدير التنفيذى
- المشروع القومى
«تل العقارب» منطقة عشوائية تقع فى حى السيدة زينب، مساحتها أكثر من 7 أفدنة، تتزاحم فيها العشش والغرف الصفيح، حُرم أهلها من الخدمات والصرف الصحى، لكنها تحولت الآن إلى موقع تشييد وبناء، بعد بدء عملية تطويرها، «الوطن» رصدت تحويل منطقة تل العقارب إلى تل الأمل، كما أطلق عليها الأهالى، حيث استمر العمل فيها لمدة 8 أشهر، من أجل توفير 816 وحدة سكنية للأهالى.
سور كبير يحيط بالمنطقة بالكامل، حيث تستمر عمليات الإنشاءات، وتطهير الأرض وتسويتها، والعمل على بنيتها التحتية، بينما تتضح ملامح العمارات الجديدة، التى تم إنشاؤها بطراز إسلامى متميز، يرتفع صوت الآلات، بينما ينشغل العمال فى مواقعهم بعد تناولهم طعام الإفطار.
محسن إسماعيل، شاب عشرينى، بشرته صبغتها الشمس بسمرة لافتة، بينما غٌطيت ملابسه بالتراب والرمل، يقول «شغال هنا بقالى شهر ونص مبيض محارة، والمشروعات دى بتوفر فرص عمل كويسة للشباب»، يوضح إسماعيل أن دخله اليومى كمبيض محارة، لا يقل عن 160 جنيهاً، وأن تطوير مشروع تل العقارب وفر له فرصة عمل بشكل مستمر، قائلاً «الشغل هنا مفتوح، أخلص حاجة ألاقى اللى بعدها».
{long_qoute_1}
بينما يقول جمال عادل، عامل تشوين طوب، إن عمله يبدأ من الساعة 8 صباحاً حتى الـ5 مساءً، مثل كثير من العمال فى المشروع، مضيفاً، «شفنا المنطقة دى الأول قبل ما نبدأ شغل فيها، ودلوقتى بقت حاجة تانية خالص، العمارات أفخم من المناطق الراقية والكمبوندات الكبيرة»، يجاوره شاب صغير يحمل «جركن» مياه، محمد، 16 سنة، يحضر للعمل بصحبة أبيه، ويوفر لهم كل ما يحتاجه العمال من مياه وإفطار وخلافه من مستلزماتهم اليومية، يقول، «الشغل هنا بيخلص 5 المغرب وبروح مع أبويا، معظم اللى شغالين فى الإنشاءات مغتربين من المحافظات، وإحنا جايين من الفيوم، ومعظم الحراس من أهالى السيدة زينب».
بينما يقول المهندس محمد نجيب، مشرف معمارى، «مهمتى الإشراف على كافة العمائر، والتأكد من عدم وجود أى أخطاء قبل الصب، العمال هنا ملتزمون فى الشغل فى ورديتين، وردية بالنهار تنتهى الساعة 5 مساء، وتبدأ وردية تانية بالليل كلها شغل صب بعد الساعة 5 مساء، لأن بيفضل إنها تتم فى الجو البارد».
{long_qoute_2}
يجلس محمد أحمد، أحد مشرفى الأمن فى المشروع، وأحد أهالى حى السيدة زينب، بجوار إحدى الوحدات السكنية فى المنطقة، يقول إن المشروع مكنه من توفير فرصة عمل ثابتة خلال الأشهر الماضية، وهو الأمر الذى لم يخصه وحده، بل شاركه فيه عدد كبير من أهالى المنطقة الذين تمكنوا من الحصول على عمل فى بناء المشروع أو فى حراسة الوحدات السكنية ليلاً، بل قرر بعضهم العمل فى المشروع على سبيل التطوع.
المهندس بدر الدين محمد عبدالفتاح، مشرف على مشروع تطوير تل العقارب، يقول: «انتهينا من رمى الأساسات والعمدان والأسقف، حيث انتهينا من كل أساسات البنايات بنسبة 97%، ونسبة كبيرة من العمارات على وشك الانتهاء منها، حيث يشمل المشروع 16 عمارة سكنية، ومكون من 3 نماذج، نموذج أ، وب وج، ويتكون من 816 شقة، مختلفة المساحات من 65 متراً لـ90 متراً، وكل عمارة نحو 5 أدوار، وسيتم تسليم الوحدات السكنية للأهالى بعد الانتهاء من تشطيبها تماماً».
بينما يوضح عماد سعيد، المدير التنفيذى للمشروع، أن المنطقة تشمل 16 عمارة، وقد استمر العمل لساعات طويلة من أجل تطهير الأرض، ونقل أطنان من المخلفات الموجودة بها، ووضع أساسات العمارات، موضحاً أن وتيرة العمل فى المنطقة تعد سريعة، حيث تزداد التطورات بشكل يومى، ويتصف المهندسون والعمال بالحماس الشديد، قائلاً «كلنا منتظرين وقت التسليم، لما أسر بسيطة تاخد وحدات سكنية محترمة ومتشطبة بشكل نضيف، وشقق مساحتها 60 متر و90 متر، ومكونة من غرفتين وصالة أو 3 غرف وصالة».
ويوضح المهندس عماد أن المنطقة كانت تشمل نحو 300 وحدة قبل التطوير، سواء كانت عشة أو غرفة صفيح وغيرها، وكانت مقامة فوق تبة عالية، ولكن عند التطوير تمت تسوية المنطقة بالأرض، والعمل على البنية التحتية فى المشروع، كما تم تصميم واجهات العمارات الجديدة وفق طراز معمارى متميز، يتناسب مع طبيعة المنطقة الإسلامية، خاصة أن التراث المعمارى مستوحى من الأماكن الأثرية فى حى السيدة زينب، وتم تصميمه لمقاومة العشوائيات، خاصة أن الأسقف مائلة حتى لا يتم تربية طيور أو عمل عشش فوق الأسطح، كما توجد المشربيات وأرشات وإضاءة شبه طبيعية، وقمنا بمراعاة التهوية ودخول الضوء بشكل مستمر لكافة الوحدات السكنية، وهناك عمائر لها مدخل أو مدخلان أو 4 مداخل على حسب كل نموذج سواء كان أ، أو ب أو ج، ويضيف عماد قائلاً: فى هذا المشروع القومى نحول الفرد إلى مواطن، ونحول العشة إلى بيت آدمى، وأيضاً يتم تقنين الأرض، خاصة أن الأهالى لم يملك معظمهم أى عقود ملكية وكانت الأرض بالنسبة لهم وضع يد، وهناك أكثر من 50 عاملاً فى المشروع من أهالى المنطقة، الذين نعتمد عليهم بشكل أساسى فى أعمال الحراسة، وفى أعمال الإنشاء، أيضاً لهم دور فى طمأنة بقية الأهالى عن تطور المشروع وأنه سيتم تسليمه لهم بعد الانتهاء منه، وأيضاً مشروع التطوير وفر مصدر رزق لـ1250 عاملاً، بعضهم جاءوا من محافظات بعيدة بعدما ضاقت بهم سبل توافر عمل فى محافظاتهم.
أما عن أهم الصعوبات أثناء تطوير المنطقة، يقول عماد: «طبيعة التربة فى منطقة تل العقارب بها مواد عضوية، جعلت من الصعب البناء عليها، ولذلك اضطررنا لتغيير طبيعة الأساسات أكثر من مرة، سواء من خلال قواعد منفصلة، لدبشة خرسانية، لخوازيق، وكان هذا الاختيار الأخير الذى اعتمدنا عليه، حيث وضعنا خوازيق تحت الأساسات لإيجاد طبيعة تربة صلبة تسهل البناء عليها، ولم تكن تلك الصعوبة الوحيدة، بل مع بداية العمل فى المشروع ازدادت الضغوط من بعض الأهالى، الذين أرادوا توقف العمل، وحضروا ببعض بطاقات الرقم القومى التى توضح أنهم ولدوا فى منطقة تل العقارب، بالرغم من عدم إقامتهم فيها.