لماذا خرجت مصر من الجولة الأخيرة بمعركة "يونسكو"؟

كتب: دينا عبدالخالق

لماذا خرجت مصر من الجولة الأخيرة بمعركة "يونسكو"؟

لماذا خرجت مصر من الجولة الأخيرة بمعركة "يونسكو"؟

شهدت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو" على مدار الأيام الأربعة الماضية، منافسات قوية لاختيار مديرها.

مشاهد عدة سيطرت على السباق الانتخابي، بين تنافس 8 مرشحين في بادئ الأمر ثم انسحاب 4 بينهم على مدار أيام الانتخابات، التي انتهت اليوم، بالمنافسة بين مصر وفرنسا في جولة خامسة، فازت فيها الأخيرة، التي دخلت الجولة الأخيرة مع المرشح القطري حمد بن عبدالعزيز الكواري الذي حاز على المركز الأول بالاقتراع، تليه الفرنسية أودريه أزولاي.

وكثفت مصر جهودها الدولية لاقتناص ذلك المنصب على مدار أكثر من عام ونصف، حيث حصلت بالفعل على الدعم الإفريقي، فضلا عن المؤسسات الدولية الأخرى، إلا أنها تخوض جولة الإعادة بالأيام الأربعة الماضية بقوة وثقة، لمحاولة الفوز بمنصب مدير عام "يونسكو"، إلا أنها لم تتمكن من تحقيق ذلك، حيث حصلت على 25 صوتا مقابل 31 صوتا لفرنسا.

ومنذ بداية الانتخابات تداولت عدد من الصحف الدولية أنباء عن تقديم قطر رشاوى مالية للدول الأعضاء لكسب تأييدهم بالانتخابات.

ويرى الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلاقات السياسية في الجامعة الأمريكية، أن خروج مشيرة خطاب من الجولة الأخيرة يعود إلى عدة أسباب، أولها عدم التزام عدد من الدول بقرار تأييد مصر، مثل الاتحاد الإفريقي، فضلا عن الحاجة لمزيد من التكتل والترابط مع الأعضاء، وللجنة طرق أبواب ثقافية مع مراكز القوى بالمنظمة لكسب تأييدها.

وتابع فهمي، لـ"الوطن"، قائلا إن الدولة بكل مؤسساتها والوزيرة مشيرة خطاب أدوا دورهم بشكل جيد جدا بالانتخابات حتى اللحظة الأخيرة، مشيدا بتلك المواقف، متوقعا فوز فرنسا بالمقعد الرئاسي، لرغبتها في إعادة تدوير دورها بالمؤسسة، فضلا عن وجود رؤية لديها لـ"يونسكو".

وتابع أن الدوحة كان لها تحركات دولية سريعة ومكثفة خلال الفترة الماضية ضربت بها المواقف داخل المنظمة الأممية، واستطاعت بها إدارة المعركة لصالحها بكفاءة، نظرا لعلاقاتها الدولية، فضلا عن اعتمادها الضخم على المال السياسي الذي لعب دورا مؤثرا بالانتخابات، بالإضافة إلى صيت مرشحها الثقافي بـ"يونسكو" وعلاقاته القوية السابقة.

"تفتيت الأصوات العربية" هو السبب الرئيسي في عدم حسم المرشحة المصرية للمنصب، في رأي الدكتور أيمن سمير، أستاذ العلاقات الدولية، مضيفا أن ذلك السبب يعود إلى عدم التوافق العربي على اختيار مرشح بعينه في بداية الأمر، فاتجهت في نواحٍ عدة بين مصر والعراق ولبنان وقطر، الذي كان يمكن أن يحسم الانتخابات منذ البداية.

وأوضح أن السبب الثاني لتفوق المرشح القطري هو المال السياسي الذي يلوح به برنامج مرشح الدوحة مستغلا في ذلك الفقر الذي تعاني منه المنظمة، فضلًا عن أن قطر تتبع نظام الرشاوى السياسية لصالحها، وهو ما سيتم كشفه فيما بعد إذا قدمت أموالا لمندوبي الدول، لكون التصويت سريا، مثلما حدث في مونديال 2021.

بينما السبب الثالث، في رأي أستاذ العلاقات الدولية، هو عدم التزام كل الدول الإفريقية بقرار الاتحاد الإفريقي في انتخاب المرشح المصري لمنصب مدير "يونسكو"، وهذا ما أدى إلى تفتيت الأصوات ليستفيد منها المرشحان الآخران.


مواضيع متعلقة