أنور وجدى.. "لبيس" يوسف وهبي الذي تربع على عرش السينما وهزمه المرض

أنور وجدى.. "لبيس" يوسف وهبي الذي تربع على عرش السينما وهزمه المرض
- أنور وجدى
- حريق هائل
- دور العرض
- ذات يوم
- طفلة صغيرة
- عايز فلوس
- عمل فنى
- قناة الحياة
- ليلى فوزى
- ليلى مراد
- أنور وجدى
- حريق هائل
- دور العرض
- ذات يوم
- طفلة صغيرة
- عايز فلوس
- عمل فنى
- قناة الحياة
- ليلى فوزى
- ليلى مراد
نجم عاشق للفن وسارق للكاميرا، صاحب موهبة وخيال وكاريزما، بدأ حياته الفنية بفقر وضيق خلق منه إنسانا يعشق الكفاح ويهزم الظروف ويتغلب على الصعاب، ليصبح فى سنوات قليلة أحد كبار الفن في مصر، إنه أنور وجدى المولود فى الـ 10 من أكتوبر عام 1904.
كانت قصة التحاق أنور وجدى بالفن قاسية وكفيلة أن تبعد أى شخص عن دخول المجال، ففى الوقت الذى كان يريد فيه والده أن يكون شابا ناجحا منتبهاً لدراسته، كان أنور يضرب بكلام والده عرض الحائط ويرغب فى أن يكون ممثلا.
اتجه أنور وجدى إلى القاهرة ذات يوم وقصد مسرح رمسيس فرأى صورة يوسف وهبى على باب المسرح، وجن جنونه وبكى بشدة لكى يراه ولو مره، وعندما حاول دخول المسرح منعه الأمن، ما اضطره لأن يجلس على المقهى الواقع أمام المسرح لعله يرى يوسف وهبى فيأخذه للتمثيل معه، ولكن محاولته باءت بالفشل، حيث أن يوسف وهبى اعتاد على دخول المسرح من الناحية الخلفية دون أن يراه أحد.
لم ييأس أنور وجدى وظل يجلس على المقهى ليتمكن من مقابلة يسوف وهبى يوماً ما، وفى إحدى الأيام نشب حريق هائل بالمسرح، فقام أنور وجدى لإخماد النيران وكأنه عربة مطافىء بما قدمه من مجهود رائع، فعرض عليه مدير المسرح مبلغا من المال مقابل ما فعله، فلم ياخد أنور وجدى ذلك المبلغ المعروض عليه رغم احتياجه الشديد له، وقال للرجل "اعمل معروف أنا مش عايز فلوس أنا عايز اشتغل مع يوسف وهبى"، وهو ما وافق عليه عميد المسرح العربي، وفور دخوله الغرفة " قال له أنور وجدى "أنا عايز اشتغل معاك أى حاجة عايز اشتغل حتى فراش المهم اشتغل معاك" فأعجب يوسف وهبى بأدائه وانفعاله واقتنع به كممثل في أثناء حديثه معه، بحسب برنامج "ممنوع من العرض" للماكير محمد عشوب.
عمل أنور وجدى فى بدايته لبيسا خاصا بيوسف وهبى، وفى نفس الوقت يؤدى أدوار كومبارس فى مسرح رمسيس الذى اتخده بيتا له، حيث كان المسرح مأواه في القاهرة، وارتبطت حياة يوسف وهبى بحياة الشاب الصغير أنور وجدى الذى صاحبه فى كل شئ، إلى أن توجه معه إلى السينما فقدم أدوارا صغيرة وبدأ يتعرف على المنتجين والمخرجين، ليقدم بعد ذلك أدوارا أساسية وهو مازال يعمل لبيسا ليوسف وهبى، إلى أن شاهده الرجل ذات مرة يؤدى دورا مهما فى عمل فنى فقال له "يا أنور إنت كبرت خلاص وبقيت ممثل، من النهارده إنت مش هتلبسنى الجزمة تانى ولا هتنزل تربط لى رباطها، من النهارده إنت ممثل كبير مش لبيس".
سطع نجم أنور وجدي في سماء الفن بشدة، لكن القدر كان له رأي آخر في حياته، فقد كان مصابا بمرض وراثي في الكلى مات بسببه والده وشقيقاته الثلاث، وكان في بداية الخمسينيات من عمره عندما بدأ يشعر بأعراض المرض الذي لم يكن له علاج في ذلك الوقت.
ورغم ما حققه أنور من نجومية وثروة، بات محروما من تناول العديد من الأطعمة بأمر الطبيب، وكان يصاب بالحزن بسبب هذا المنع فعندما كان فقيراً لا يجد ما يأكله كان يمكنه أن يأكل أي شيء وعندما أصبح يملك المال لم يعد في إمكانه أن يأكل ما يشتهيه، ثم تدهورت حالته الصحية سريعا وفقد بصره في أواخر أيامه، كما عانى من فقدان الذاكرة المؤقت، قبل أن يتوفى في 14 من مايو 1955.