حوار| أمين سر «فتح» بالقاهرة: المصالحة طوق نجاة..والسيسي يتابعها بنفسه

حوار| أمين سر «فتح» بالقاهرة: المصالحة طوق نجاة..والسيسي يتابعها بنفسه
- فلسطين
- حركة فتح
- حركة حماس
- مصر
- الاحتلال
- أبومازن
- الانتخابات الفلسطينية
- فلسطين
- حركة فتح
- حركة حماس
- مصر
- الاحتلال
- أبومازن
- الانتخابات الفلسطينية
في أول حوار له مع وسيلة إعلام مصرية، الدكتور محمد غريب بعد توليه منصب أمين سر حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" بمصر، أكد على دور مصر التاريخي والهام تجاه القضية الفلسطينية، وأن مصر لم ولن تتخلى عن فلسطين، فمنذ البداية وعبء القضية الفلسطينية على عاتق مصر، حروب خاضتها وتضحيات قدمتها لأن قضية فلسطين هي قضية مصر، لأنها بدورها التاريخي تمثل ثقلاً هاماً ودعماً أساسياً لعملية المصالحة الفلسطينية، فاستقرار الوضع الفلسطيني هو بالتأكيد استقرار للوضع العربي والإقليمي، وهناك زخما كبيرا في الموقف المصري والعربي تجاه المصالحة الحالية، بما يمثله ثقل الرئيس السيسي وجهاز المخابرات المصرية، ما سيؤدي بإذن الله إلى إنجاح المصالحة.
وأضاف "غريب" في حواره لـ"الوطن"، أن ما تعتبره حماس تنازلات قَدمت، سواء بالموافقة على حل اللجنة الإدارية أو بعودة الحكومة إلى قطاع غزة وإجراء الانتخابات، ليست كافية، لأنها بالضرورة استحقاقات مرحلية من حق الشعب الفلسطيني وليست مقدمة خصيصا لحركة فتح، حيث إن اللجنة الإدارية التي شكلتها حماس منذ 6 أشهر كانت بديلا لحكومة التوافق التي شكلت في 2014، وكانت حماس من القوى المشكلة للحكومة التي باشرت عملها حتى 2015، ثم منعت من دخول غزة ومن ثمّ شكلت حماس لجنتها الإدارية في 2017 كبديل لحكومة التوافق بدون أي مبرر.
وإلى نص الحوار،،،
- في رأيك، ما هي أصعب البنود التي كان من المتوقع أن تكون حجرا عثرا في المصالحة؟
عمليا لم نخض بعد في التفاصيل الهامة، وأن ما تعتبره حماس تنازلات قَدمت حتى اللحظة سواء بالموافقة على حل اللجنة الإدارية أو عودة الحكومة الفلسطينية إلى قطاع غزة وإجراء الانتخابات، هي بالضرورة استحقاقات مرحلية من حق الشعب الفلسطيني وليست مقدمة خصيصا لحركة فتح، حيث إن اللجنة الإدارية التي شكلتها حماس منذ 6 أشهر كانت بديلا لحكومة التوافق التي شكلت في 2014، وكانت حماس من القوى المشكلة للحكومة التي باشرت عملها حتى 2015، ثم منعت من دخول غزة ومن ثمّ شكلت حماس لجنتها الإدارية في 2017 كبديل لحكومة التوافق بدون أي مبرر، أما عودة حكومة التوافق إلى قطاع غزة فهو وضع طبيعي، وأيضا الانتخابات التشريعية والرئاسية استحقاق طبيعي للشعب الفلسطيني، الذي من حقه ممارسة الديمقراطية وانتخاب من يمثله في المجلس التشريعي وفي الرئاسة، وبالتالي فأن تلك النقاط هي أقرب إلى "حسن النوايا" فحماس أبدت حسن نواياها لجديتها في المصالحة، وهذه بداية جيدة وحركة فتح تقدر جيداً أهمية موافقة حماس عليها، وتلك الروح الطيبة والتوجه الوطني الذي من شأنه إنجاح المصالحة في وقت وفرصة هامة جداً لإنجازها.
{long_qoute_1}
- وماذا عن المرحلة المقبلة؟
النقاط التي ستناقشها المرحلة المقبلة، تتمحور حول اتفاق مايو 2011 الموقع في القاهرة، والذي جمع بين حماس وفتح وكل الفصائل، وكان بالأساس يضم 5 نقاط رئيسية تحتاج إلى حسم وآلية تنفيذ، وهو ما سيجري تنفيذه منتصف الأسبوع الجاري، وهذه النقاط التي نتحدث عنها يأتي في مقدمتها ما يتعلق بمنظمة التحرير الفلسطينية، حيث تم الاتفاق في 2011 على إعادة تفعيل هيكلة منظمة التحرير الفلسطينية، وينطبق هذا على جميع المؤسسات التابعة للمنظمة، والآن نحن بحاجة إلى آليه تنفيذ ما تم التوافق عليه في 2011.
- كيف سيتم التعاطي مع ملف الأمن في قطاع غزة؟
الأمن في غزة الآن يتمثل في 3 أجهزة، وهي الجهاز العسكري، وجهاز الأمن الداخلي ويضم الشرطة والدفاع المدني، والثالث هو "كتائب القسام"، إضافة إلى قوات المقاومة المسلحة للفصائل الفلسطينية الأخرى في غزة، وجميعها تمتلك سلاحا، والرئيس أبو مازن والسلطة يرون أنه من المفترض أن يكون السلاح "واحد"، وهو السلاح الشرعي للسلطة، لأن تعدد الأسلحة يقود بالضرورة إلى الفوضى وتهديد استقرار الوطن.
دعنا لا نستبق الأمور، ونعتبرها "نقطة خلاف" لأنها ستحل بإذن الله، لكنها نقطة للنقاش الوطني الجاد وللبحث عن حلول وآلية تنفيذ.
- هل تستطيع حكومة الوفاق حل مشكلات القطاع المتراكمة منذ سنوات عديدة؟
من الظلم أن ننتظر من الحكومة الآن حلّا سريعاً لمشكلات سنوات عشرة، فهي لا تمتلك عصا سحرية لحل جميع المشكلات في وقت قصير، ولكن من المهم التوصل إلى اتفاق وصيغة للتنفيذ، وهذا يحتاج جهد ودعم وميزانية، وطالما تم الاتفاق على الحل، فأن السلطة ومصر والدول العربية والصديقة ستساهم لإنجاح هذا الاتفاق، والبحث عن خطوات عملية لتنفيذ هذه الآليات، وقد تكون هناك مستجدات أخرى على اتفاق 2011 الذي مر عليه 6 سنوات. {left_qoute_1}
- هل قطاع غزة بحاجة إلى مصالحة مجتمعية؟
قبل سيطرة حماس على غزة، كان هناك الكثير من الضحايا لأشكال مختلفة سواء بالعنف أو الانفلات الأمني، وأبرياء دفعوا الثمن، وهذا الأمر استمر أيضا خلال سيطرتها على القطاع، وفي اتفاق 2011 كان يوجد طرح لتعويضات وإعادة السِلم الاجتماعي، ولكن آلية التنفيذ تحتاج إلى إرادة و إمكانيات.
- هل تتلاعب "الأونروا" بالخدمات التي تقدمها للمواطنين في قطاع غزة؟
"التلاعب"، هذا لفظ للاتهام لا تستحقه الأونروا التي منذ نكبة 1948 تقوم بدور هام جدا في القطاع الصحي والتعليمي والاجتماعي بغزة وفي مخيمات الشتات أيضا بشكل عام، ولكنها كجهة تتبع منظمة الأمم المتحدة فهي تتعرض لضغوط وأزمات، وذلك يقلل من إمكانياتها ويعوقها عن النهوض بما هي مكلفة به، وبالتأكيد له بعد سياسي، ما يؤدي لتقليل الموازنة والدعم.
وعلى سبيل المثال، الوضع الصحي في غزة متدهور، حيث يحكمه بيئة محيطة وإمكانيات وخدمات أولية وثانوية، فهناك تربة ملوثة من أثر الحروب ومياه غير صالحة للشرب ومؤسسات تابعة للصحة دمرت، بجانب الحصار الذي أثر على دخول الغذاء والأدوية للقطاع، حتى وإن كانت الشقيقة مصر تساهم بشكل كبير ودائماً في تخفيف الأزمة، وكلما سمحت الظروف لمصر فهي لا تتأخر وهي تفتح دائما مستشفياتها لعلاج الفلسطينيين، لأن إسرائيل تغلق أبوابها أمام المصابين، وأصبحت تضع شروطا مجحفة ومبالغ طائلة لعلاجهم، والوضع الصحي جزء من مسؤولية السلطة التي تتحمل التكلفة كاملة في الخدمات المقدمة لغزة، والتكلفة الفعلية الخدماتية لغزة ضخمة جدا، وربما كان المأزق المالي وتقليص فاتورة الخدمات من قبل السلطة وتقاعد الموظفين في الفترة الأخيرة، كان واحدا من دوافع حماس لقبول المصالحة لأنها تعاني على الأرض ماليا كما تعاني إقليميا وداخليا.
- هل اضطرت حماس لقبول المصالحة بعد رفع قطر وتركيا أيديهما عنها؟
هذه ليست المحاولة الأولى للمصالحة، فمصر منذ بداية الانقسام وهي مصرة على لم الشمل الفلسطيني، وهذه المرة دعمت المصالحة بثقلها بداية من الرئيس عبدالفتاح السيسي ومدير المخابرات العامة المصرية والحكومة بشكل عام وأيضا الحس الشعبي المصري، فكما تعم الفرحة والتفاؤل شوارع غزة لنجاح المصالحة، فأنا أرى السعادة في الشارع المصري أيضا، وهذه المرة حماس جادة فعليا أكثر مما مضى، حيث كانت تحكمها أمور كثيرة، فالمتغيرات الإقليمية والداخلية لديها جعلتها تفكر بشكل أكثر براجماتية على الأرض، وتجد أن المصالحة ليست فقط طوق نجاة بل حل أمثل لمعضلة حماس والمعضلة الفلسطينية بشكل عام، وبالتأكيد التغيرات الإقليمية بانحسار دور قطر وإيران عن الدعم ليس فقط للدعم المادي ولكن السياسي أيضا، وتغير التحالفات في المنطقة ودوليا، صنع لديها تخوفا أن تتجه نحو التهميش وتقليص الدور في ظل التوجه الذي نلمسه نحو إحياء عملية السلام.
- كيف ستؤثر المصالحة بين فتح وحماس على مفاوضات السلام الراكدة حتى الآن؟
المصالحة إذا تمت فسوف تعضد الموقف العربي الفلسطيني بالمفاوضات، وكما نعلم فحكومات إسرائيل اليمينية كانت تتساءل مع من نتفاوض، تتحجج بالانقسام، ولم الشمل الفلسطيني يبطل ذريعتها ويجعل المفاوض الفلسطيني أكثر قدرة وقوة في المفاوضات، وعملية السلام والمفاوضات والمقاومة من الموضوعات المطروحة هذا الأسبوع للنقاش، وستكون مطروحة بشكل أوسع مع الفصائل، ولابد أن يكون قرار المقاومة والسلام في يد واحدة، وهي السلطة وحكومة التوافق التي تقرر، وفي تقديري هذا يدعم ويسرّع عملية السلام.
- هل سيترشح الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن لفترة رئاسية جديدة؟
هذا الموضوع تحكمه عدة اعتبارات، في المقام الأول الرئيس محمود عباس أبو مازن نفسه، فهو ومنذ فترة عازف عن فكرة ترشيح نفسه في الانتخابات القادمة، ويريد أن يضع المهمة في يد أمينة ويهييء الوضع الفلسطيني بشكل أفضل لمن سيأتي من بعده، فهو المقرر الأول، أما المقرر الثاني فهو اللجنة المركزية لحركة فتح وتنفيذية المنظمة، لأن أبو مازن ليس رئيسا فقط للسلطة بل رئيسا للجنة المركزية لحركة فتح ولمنظمة التحرير الفلسطينية، اللتان لهما القرار لمن يترشح سواء أبو مازن أو البديل حال عدم ترشحه، ثم الجانب الثالث وهو الشعب الفلسطيني وقد تمارس ضغوط شعبية وفتحاوية ومن فصائل أخرى على أبو مازن للاستمرار، لأنه من ساهم في إرساء دعائم الدولة والتوجه نحو إنجاح المشروع الوطني الفلسطيني والدولة الفلسطينية في الضفة وغزة وعاصمتها القدس الشريف، وظلّ أكثر إصراراً على الثوابت وعدم المساس بها، والأمر يعود إليه، والإجابة عنده فقط.
- ما تحليلك لردود أفعال الاحتلال الإسرائيلي عقب نجاح المصالحة الفلسطينية؟
عندما بدأت المفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي، كان للشعب الفلسطيني ممثل واحد ولم يكن منقسما، واستمر يحاور ويناور ويناقش منذ 1992 حتى 2012، ورغم ذلك لم يعط الاحتلال الإسرائيلي للشعب الفلسطيني حقوقه ولم يقر بالكثير من الاستحقاقات للشعب الفلسطيني وحقه في تقرير مصيره ودولته المستقلة وضرب بعرض الحائط قرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية، وعندما حدث الانقسام كان يتساءل من الذي سيتفاوض معه، وهذا موقفه من الأساس ولكن هذا أعطاه ذريعة للرفض عند طرح مسألة المفاوضات، والمشكلة تكمن هنا في العقلية الإسرائيلية وحكومة نتنياهو، وإذا كانت معنية بالسلام فالعنوان موجود والانقسام ليس مبرراً، والأمر يعود إلى العقلية اليمينية المتطرفة الرافضة للسلام لديهم.
- كيف ترى الدور المصري في إنجاح المصالحة الفلسطينية؟
مصر لم ولن تتخلى عن فلسطين، فمنذ البداية وعبء القضية الفلسطينية تحمله على عاتقها، حروب خاضتها وتضحيات قدمتها لأن قضية فلسطين هي قضية مصر، وأمن فلسطين هو أمن مصر، والدولة المصرية في قلب كل فلسطيني، كما أن فلسطين في قلب كل مصري، ومصر بثقلها العربي والإقليمي والدولي وبدورها التاريخي تمثل ثقلاً هاماً و دعماً أساسياً لعملية المصالحة الفلسطينية، وهي معنية جداً بإتمام المصالحة التي يتابع الرئيس السيسي تفاصيلها بنفسه رغم شواغله الكثيرة، فاستقرار الوضع الفلسطيني هو بالتأكيد استقرار للوضع العربي والإقليمي، وهناك زخما كبيرا في الموقف المصري والعربي تجاه المصالحة الحالية، بما يمثله ثقل الرئيس السيسي وجهاز المخابرات المصرية، ما سيؤدي بإذن الله إلى إنجاح المصالحة.