«كريم» زين كرسيه «المتحرك» بأعلام مصر لتشجيع المنتخب باستاد برج العرب

كتب: عبيرالعربي

«كريم» زين كرسيه «المتحرك» بأعلام مصر لتشجيع المنتخب باستاد برج العرب

«كريم» زين كرسيه «المتحرك» بأعلام مصر لتشجيع المنتخب باستاد برج العرب

وجهٌ بشوش يملاء الدنيا بالأمل والحب والتفاؤل، صادق مع نفسه، يحمل من الإصرار ما يجعله يرى الكون براحاً تحت قدميه الصغيرتين، ذلك الطفل الصغير ابن الـ 11 عاما، الذي يجلس على "كرسي متحرك"، نظراً لإعاقته التي لم تمنع "كريم عراقي"، طالب في أولى إعدادى، من الحضور لاستاد برج العرب لمؤازرة وتشجيع منتخب مصر في مباراة اليوم.

لشدة حبه لوطنه وعشقه لمنتخب مصر، دفعه ذلك على الإصرار للذهاب لاستاد برج العرب بالإسكندرية، لمؤازرة فريقه المفضل، عشماً منه في الفوز والوصول إلى تصفيات كأس العالم.

التقت "الوطن" كريم عراقي الذي التقط بعض الصور الحماسية ونشرها عبر صفحته الخاصة على "فيس بوك"، والتي تفاعل معها الكثير، أثناء ذهابه إلى الإسكندرية مطالباً الجميع بالدعاء للمنتخب بأن يحالفه الحظ في مباراة اليوم.

وقال كريم لـ "الوطن"، إن قرار حضوره للمباراة جاء عقب فوزه بأجمل "صورة لطفل" من شركة "سيف" السياحية.

ويحكي كريم قصته مع الشركة بعدما أراد أن يستبدل الرحلة إلى استاد برج العرب لحضور مباراة اليوم بين مصر والكونغو، قائلاً إنهم عرضوا عليه حينها رحلة لشرم الشيخ أو الغردقة أو العين السخنة، لكنّه أبى وطلب من الشركة أن تستبدل الرحلة لأخرى يحضر فيها مباراة منتخب مصر اليوم باستاد برج العرب في الإسكندرية، برفقة والدته التي تشاركه كل لحظات حياته نظراً لإعاقته.

"بعد أن بلّغتنا شركة السياحة بحضور المباراة شعرت بالسعادة والأمل في المكسب وانتابتني حالة من الحماس لم أشعر بها سابقا، وقررت النزول مساء ليلة أمس إلى الشارع أنا ووالدتي لشراء أعلام مصر حتى أتمكّن من تلوين وتزيين عجلتي الخاصة، لأنها بكل تأكيد ستشاركني السفر ومن حقها التشجيع هي الأخرى، وحملت علم مصر وارتديت أيضا تي شيرت المنتخب الوطني"، بهذه الكلمات عبّر كريم عن فرحته لحضوره المباراة.

وأضاف كريم أن قلبه يملأه الأمل في فوز مصر، متوقعا الفوز 2 صفر لصالح المنتخب الوطني، وتبع ذلك كلمات سلّم بها لقضاء الله "لكن في النهاية.. النتيجة بتاعة ربنا، وبنعمل اللي علينا بالتواجد والدعاء.. ولازم نردد عبارات الله أكبر، تحيا مصر والفوز لنا وبإذن الله ربنا هيكتب النصر لمنتخبنا".

وقال "كريم" إن حبه لبلده دفعه أن يكون مواطناً سوياً ناجحاً ومؤثراً في المجتمع، حتى حصد لقب بطل  مصر على مستوى الجمهورية في تنس الطاولة وحصد أيضاً العام الماضي لقب أفضل ناشىء، والتي أقيمت في بورسعيد، ويستعد كريم في شهر 12 المقبل لبطولة الجمهورية.

"أتمنى أن أكون طبيب عظام ماهر لكي أواجه أي عجز قد يلق بأي طفل في مسيرته"، هذه هي أمنية كريم التي تبعها بالتسليم بقضاء الله وقدره في العجز الذي لحق به "راضي جدا بحالتي وبقدر ربنا"، عازما على استكمال مسيرته الرياضية والمهنية.

وأوضحت "ولاء.ع" والدة كريم عراقي، أنها تستمد كل طاقتها من ابنها كريم وتعتبره رجل البيت لها ولشقيقتيه، وتراه سندها في الحياة القادمة رغم إعاقته.

مؤكدة أن كريم خضع لما يقرب من 14 عملية، وقالت إن جميع الأطباء كانوا يتفاجئون بقوته أثناء إجراء العمليات الجراحية دون خوف أو قلق أو توتر منه، لدرجة أن أي فريق طبي كان يندهش من قوته ومواجهته رغم كونه طفلاً صغيراً.

وقالت إن حالة كريم نادرة ولم يقدر العلم على تفسيرها أو وضعها تحت مسمى علمي، لكنها تواجه به صعاب الحياة وتتغلب على كل ما هو قادم بحلم يصنعه طبيبا وبطلا رياضيا عظيما، مؤكدة أن في ضحكة كريم براح الكون والانتصار عليه، على حد تعبيرها.


مواضيع متعلقة