بروفايل| الجندى المصرى عليه السلام

كتب: إمام أحمد

بروفايل| الجندى المصرى عليه السلام

بروفايل| الجندى المصرى عليه السلام

قصيدة شاعر فى حب الوطن، وآية من آيات الحق بين الناس، كتب دستوره بدم طاهر من 5 مواد مقدسة لا تُبدد ولا تُعدل ولا يمسسها شرٌ، الأولى عن الشرف، والثانية عن الصدق، والثالثة عن الشجاعة، والرابعة عن الولاء، والخامسة عن تضحيات الأبطال. هو الجندى المصرى الذى رسم على القلب وجه الوطن نخيلاً ونيلاً وشعباً أصيلاً، وصان مصر طول الزمن لتبقى حرة جيلاً فجيلاً، هو سيف الأمة الذى لا يلين ودرعها التى لا تنكسر وهامتها المرفوعة إلى السماء وكرامتها الأبية فى وجه كل معتدٍ.

أن تكون جندياً يعنى أن تكون مستعداً للشهادة، وأن تكون بالأخص جندياً مصرياً يعنى أكثر من ذلك بكثير، فهو الشهادة نفسها منتصراً أو مضرجاً فى دمائه، وهو المقام الأعلى لدرجات البطولة فى كل حال، حمل فى يده سلاحاً وفى يده الأخرى حمل روحه دون خوف عليها من أن تطولها رصاصة غدر، لأنها أقوى من الموت، حية ما دام الوطن حياً، ونابضة ما دامت الأرض تنبض بأهلها.

قبل الحرب هو عامل فى مصنع أو مزارع فى أرض أو حرفى يؤدى مهنته، وبعد الحرب هو شهيد أو بطل، لا مساحة للوسط تطأ فيها قدمه، ولا خيار ثالث يضعه أمام عينيه، هكذا يشهد التاريخ له من «مصر القديمة الموحدة» إلى «مصر 73 المنتصرة»، فى كل معركة لم يخذل ناسه أبداً، ولم يدعهم طعاماً وشراباً للمعتدين، بطل دائماً، حتى فى هزيمته ظل بطلاً، وفى انكساره أبياً وصادقاً وشريفاً، فلم يحدث أن فر من ميدان أبداً، ولم يلق سلاحه فى معركة حتى تنفد خزائنه.

خير جنود الأرض، معنى يورّثه جيل إلى جيل، من آلاف السنين إلى اليوم، ويؤكده الجندى المصرى فى كل مواجهة عندما يلبى النداء مسارعاً ويقف مثل سارية ممدودة إلى السحاب فى وجه العدو ليحمى أهله ويصون أرضه ويدافع عن شرفه وشرف «السلاح» الذى يمسكه و«الأفرول» الذى يرتديه، و«البيادة» التى يثبت بها قدميه فى تراب الأرض فلا تهتز ولا تتعثر.

يقظاً حتى فى موته، لا ينام

وهو ليس نبياً، لكن عليه السلام.


مواضيع متعلقة