صبا مبارك: «أحلام» تشبهنى كثيراً فى «حكايات بنات».. وصداقة بطلات المسلسل سر نجاحه

كتب: نورهان نصرالله

صبا مبارك: «أحلام» تشبهنى كثيراً فى «حكايات بنات».. وصداقة بطلات المسلسل سر نجاحه

صبا مبارك: «أحلام» تشبهنى كثيراً فى «حكايات بنات».. وصداقة بطلات المسلسل سر نجاحه

نجحت فى جذب الأنظار إليها منذ ظهورها الأول فى السينما المصرية، بدأ الجمهور والنقاد يتساءلون عن الفتاة التى استطاعت أن تقدم دور الطبيبة التى تأخر زواجها ببراعة فى فيلم «بنتين من مصر» عام 2010، ليكون هذا الدور بداية التعارف بين النجمة الأردنية والجمهور فى علاقة أصبحت أكثر متانة على مدار السنوات اللاحقة، حيث شاركت فى عدد كبير من الأعمال الدرامية والتليفزيونية التى امتدت جذورها بعمق فى الساحة الفنية. وتكشف صبا مبارك، فى حوارها لـ«الوطن»، عن كواليس آخر أعمالها، مسلسل «حكايات بنات» المعروض على قناة ON E، بالإضافة إلى مشروعاتها الفنية والإنتاجية المقبلة، ومشاركتها فى لجنة تحكيم الدورة المقبلة من مهرجان «مالمو» للسينما العربية، والكثير من التفاصيل فى السطور التالية.

{long_qoute_1}

بعد ردود الفعل التى حققها الجزء الثانى من مسلسل «حكايات بنات» أثناء عرضه على القنوات المفتوحة، هل ترين أن المسلسل ظُلم بعرضه حصرياً على شبكة OSN؟

- حتى الآن لم أتلق ردود فعل الجمهور بسبب سفرى فى الفترة الماضية، وعلى النقيض أرى أن العرض الحصرى لم يظلم المسلسل، فهو يتصدر الأعمال التى حظيت بنسب مشاهدة مرتفعة على osn، وأحبه الجمهور كثيراً، لدرجة أن مشهداً واحداً تم تسريبه من المسلسل سجل 12 مليون مشاهدة على «فيس بوك»، بالإضافة إلى الكم الكبير من الصور والأخبار التى نُشرت يومياً عن أحداث الحلقات، والتفاعل الكبير من المشاهدين على مواقع التواصل الاجتماعى، ولذلك أشكر الله على هذا النجاح، وأقدم امتنانى للجمهور المخلص الذى ما زال يحب المسلسل ويتعلق به، خصوصاً بعد مرور 4 سنوات على عرض الجزء الأول، والتغيرات التى حدثت خلال تلك الفترة فى طاقم الممثلين الرئيسيين والمخرج.

ألم يكن لديكم قلق من تقبُّل الجمهور لاستبدال حورية فرغلى وريهام أمين فى الجزء الثانى والثالث من المسلسل؟

- فى البداية كان لدينا قلق كبير، فحورية فرغلى كان لديها التزامات أخرى، وريهام أنجبت طفلها، وبالتالى ظروفهما لم تتناسب مع موعد بدء التصوير، وجلسنا مع المخرج طارق الجناينى، فهو من الأشخاص الذين يفكرون بشكل عملى، وبدأنا العمل على اقتراحات الأسماء، وتم الاستقرار على إنجى المقدم، وهى صديقتى منذ 7 سنوات، منذ أن عملنا معاً فى «شربات لوز»، ودينا الشربينى صديقة ندى موسى وعملت معها قبل ذلك، لذلك اجتمعنا نحن الأربعة، وهذا سر نجاح المسلسل، فلم يصدق أحد أننا نمثل لأننا أصدقاء بالفعل.

هل ذلك يعنى أن هناك نية لتقديم جزء رابع من المسلسل؟

- أتمنى ذلك، ولكن الأمر يعتمد على نجاح الأجزاء المعروضة حالياً، ومن الممكن أن نقدم بعد عامين جزءاً جديداً بوجود أطفالنا.

من وجهة نظرك، ما سبب تعلق قطاع كبير من الجمهور بالمسلسل؟

- اعتدت أن أحصل على ردود الفعل على «تويتر»، بعد عرض الحلقات مباشرة، لأنها تكون طازجة بدرجة كبيرة، ومن أكثر التعليقات التى لفتت انتباهى أن عدداً كبيراً من الجمهور كانوا يجدون أنفسهم فى «أحلام» وأصدقائها، وكنا اتخذنا قراراً منذ الحلقة الأولى بتجاهل الكلام الذى سيُثار حول الحوار فى المسلسل، فيجب أن يكون الحوار بيننا طبيعياً حتى يصدقه الجمهور، بالإضافة إلى جرعة الرومانسية التى يقدمها، والصداقة من ناحية أخرى، فلا يوجد مسلسل يتحدث عن علاقة الأصدقاء، والعلاقات التى تجمع الفتيات، وكل ما قدم أقرب إلى الكليشيهات، فنحن تطرقنا إلى صداقات نسوية حقيقية يتحدثن عن أشياء قد تبدو تافهة سواء فيما يتعلق بالموضة أو الموسيقى أو العلاقات مع الجنس الآخر.

{long_qoute_2}

إذاً هناك مشاهد ارتجال فى مسلسل «حكايات بنات».

- كان هناك الكثير من الارتجال فى مشاهد العمل، ولكن فى إطار الموضوع الذى نتحدث عنه، فكنت أضع نفسى مكان «أحلام»، وأتساءل ما النصيحة التى أقدمها لصديقتى التى يخونها زوجها؟ وأوقات كثيرة كان المخرج مصطفى أبوسيف يضحك ويقول لنا: «أنا مش عارف أعمل كات»، فلو تركنا من الممكن أن نتحدث 4 ساعات متواصلة دون توقف.

كيف كانت تحضيراتك لشخصية «أحلام» التى اختلفت كثيراً عن أدوار المرأة القوية فى أعمالك السابقة؟

- دائماً هناك إحساس بأننى يجب أن أقدم الشخصية القوية، ولكن فى النهاية كل ذلك متعلق بالاختيار والمتوقع، فأحياناً أتعرض للظلم عندما يحصرنى الكثير فى هذا القالب ويظنون أنه شبيه بطبيعتى، خصوصاً الممثلات اللائى يقمن بدور المرأة الصلبة القوية وشخصية الفارسة أو الملكة قلائل، لذلك يتم وضعى فى هذا النطاق لأنى أستطيع تقديمه بشكل جيد، ومشروعات مثل «حكايات بنات» تنصفنى، حيث تمكنت من خلالها أن أقدم أدواراً بسيطة تشمل الرومانسية والكوميديا الخفيفة.

ولكن الجمهور يشعر أن «صبا» هى «أحلام».. ما تعليقك؟

- العديد من المتابعين سألونى عن ذلك كثيراً، الإجابة نعم، هى «بهتت عليا وأنا بهت عليها»، وتقمصى لشخصية «أحلام» لفترات طويلة جعلنى أتعامل بسجيتها، وفى أوقات أخرى أتعامل بطبيعتى كصبا مبارك، فيجمعنا عدد كبير من الأشياء المشتركة.

تتواصلين مع الجمهور عبر «السوشيال ميديا» خارج إطار النجومية.. فتظهرين أحياناً دون مكياج.. هل ترفضين تصنيفك فى قالب النجمات؟

- أحب أن أظهر على طبيعتى، وفى أوقات كثيرة أشاهد فتيات شعرها مصفف بعناية وتضع مساحيق تجميل وترتدى ملابس باهظة، وأتساءل كيف تستطيع فعل ذلك طوال الوقت؟ وينصحنى بعض أصدقائى بالاهتمام بنفسى، قائلين: لماذا لا تكونين مثل زميلاتك الممثلات؟ وأحاول أحياناً فعل ذلك وأوقات أخرى أعود كما كنت، وجمهورى بالتحديد يحبنى بهذا الشكل، وأنا أرتدى حذائى الرياضى وملابس مريحة، ولكن هذا لا يعنى أننى لا أحب التأنق والملابس والموضة، فأنا أفعل ذلك ولكن فى الأماكن المخصصة لها.

ما نوعية الشخصيات أو الأعمال التى تستهدفين الوجود بها؟

- أنا أحب الأعمال التى بها تحد على مستوى التمثيل، ولا أستطيع تقديم الشخصيات السهلة، مثل «درية» فى «أفراح القبة» فتجمعنى بها علاقة مركبة أحبها وأكرهها، ولكن هذا تكنيك متعلق بالتمثيل، فأحب الأدوار التى تتضمن أشياء تحركنى وتستفزنى لتقديمها، وبخلاف ذلك أنا أختار أفلامى بناء على المخرج، فإذا كان موهوباً سيختار نصاً ومنتجاً وفريق عمل جيدين، وكنت محظوظة بالتعاون مع مخرجين مهمين منهم محمد ياسين، بالإضافة إلى خالد مرعى الذى تعاملت معه فى مشروعين مختلفين تماماً، وهما «العهد» و«شربات لوز».

حدثينا عن الصعوبات التى واجهتِها فى فيلم «مسافر حلب إسطنبول».. ومدى تشابهه مع تجربتك فى فيلم «الثمن» التى تطرقت لأزمة اللاجئين أيضاً.

- إطلاقاً، «الثمن» مختلف تماماً، إذ يعد فيلم «المسافر» تجربة خاصة جداً، وكل القصص الواردة به حقيقية، حيث تركت المخرجة عملها بعد مشوار ناجح فى إخراج عدد من المسلسلات التركية الضخمة، وقررت أن تعيش فى مخيمات اللاجئين السوريين وسجلت معهم ما يقرب من 250 ساعة، ثم اختارت قصصاً وبدأت تعّمل عليها، وفى المرحلة الثانية تم اختيار الممثلين وشكل اللاجئون الحقيقيون 90% منهم، فهذا الفيلم من المشروعات التى تأثرت بها، على كل المستويات كإنسانة وسيدة وفنانة.

وهل هذا السبب وراء قرار إنتاجك للفيلم؟

- بالطبع، عندما عُرض علىّ الفيلم كان متعثراً وفى حاجة إلى تمويل كبير، وقررت أن أدعمه، رغم أنه عُرض علىّ كممثلة، فأنا لست منتجة بالمعنى المعروف، فأنا لا أمتلك مبالغ مالية كبيرة أضعها فى عمل سينمائى، ولكنى مهمتى كـ«كريتيف برديوسر» تقتضى الحصول على تمويل للمشروعات، ومتابعة كل التفاصيل الفنية الخاصة به.

حرصتِ على الوجود فى عدد من المهرجانات السينمائية العالمية والمحلية خلال الفترة الماضية.. ما تقييمك لوضع السينما العربية المشاركة فى تلك الفعاليات؟

- السينما العربية حققت طفرة هائلة منذ أكثر من عامين، وبدأت تتجلى نتائجها، وهناك أفلام كانت ضمن القائمة القصيرة فى جوائز الأوسكار مثل فيلم المخرج ناجى أبونوار، وأخرى حصدت جوائز فى برلين وفينيسا، بالإضافة إلى مشاركة محمد دياب فى لجنة تحكيم جوائز الأوسكار، ورغم أن التجارب ليست كبيرة فإنها مهمة جداً، وبدأ يظهر جيل جديد من صنّاع السينما ممن كانوا يعانون من قبل ليحصلوا على فرصة تحقق أحلامهم، وظهرت حالياً نسبة من الأفلام الجيدة الخالية من الإسفاف وفى نفس الوقت تجارية وممتعة.

من المقرر أن تشتركى فى لجنة تحكيم الدورة المقبلة من مهرجان «مالمو».. كيف تقيمين تلك التجربة؟

- شاركت فى لجان تحكيم كثيرة بمهرجانات عالمية ومحلية وعربية، ومن أهم أسباب وجودى بها مشاهدة عدد كبير من الأفلام من دول وثقافات مختلفة، فمن الضرورى أن أركز على تفاصيلها، فالجائزة تساهم فى بيع الفيلم ومشاهدته فى دور العرض، وبالتالى عندما تفكر فى أهمية صوتك لدى صانع العمل تشعر بمسئولية كبيرة.

«صبا» تتوسط بطلات «حكايات بنات»


مواضيع متعلقة