قصة ضحية "الهاتف المحمول".. "سكين" كشف جريمة تقطيع جثتها بعد 6 سنوات

كتب: محمود الجارحى وجيهان عبد العزيز

قصة ضحية "الهاتف المحمول".. "سكين" كشف جريمة تقطيع جثتها بعد 6 سنوات

قصة ضحية "الهاتف المحمول".. "سكين" كشف جريمة تقطيع جثتها بعد 6 سنوات

6 سنوات مرت على ارتكاب سائق جريمة قتل بمنطقة الوارق.. المتهم قتل زوجته وقطع جسدها إلى 6 أجزاء، وألقى بها في مصرف في بشتيل، ليخلف الحادث سكينا عليه آثار دماء، ورائحة كريهة، وصورة للضحية.

تفاصيل الجريمة تكشفت بعد مرور 6 سنوات، المتهم كان يعتقد أنه نفذ الجريمة الكاملة ولم يترك دليلا واحدا، إلا أن نجليه أرشدا الشرطة عنه بعد مرور تلك الفترة الزمنية، وبعد أن كان حرا طليقا، أصبح الآن خلف القضبان، وتعثرت القوات في استخراج الجثة لإنشاء محور الضبعة في المكان الذي ألقيت فيه أشلاء الضحية.

تفاصيل جريمة القتل كما جاءت في أقوال تحريات المباحث وتحقيقات النيابة، واعترافات المتهم وأبنائه كالتالي:

"مايو عام 2011"

عندما كانت عقارب الساعة تشير إلى الحادي عشر ونصف صباح يوم الأحد الموافق 5 عام 2011، كان يجلس المقدم محمد عفيفي، الذي كان يشغل منصب رئيس مباحث الوراق آنذاك بمكتبه يباشر عمله، وأثناء ذلك سمع صوت شخص يردد عبارة "أنا عايز أقابل رئيس المباحث، أنا عايز حق أختي"، خرج رئيس المياحث آنذاك من مكتبه واستقبل ذلك الشخص، وتبين بأنه يدعى محمد مجدي سباك، واتهم الأخير زوج شقيقته بقتلها وإخفاء جثتها.

"عدم صحة الواقعة"

عقب ذلك بدأ رئيس المباحث في فحص بلاغ ذلك الشخص واستجواب زوج شقيقته ويدعى "محمود" سائق، وقال له: أنت متهم بقتل زوجتك هبة مجدي وإخفاء جثتها.. أنكر المتهم صلته بالواقعة وقال آنذاك بأنه متزوج منها منذ 11 سنة وأنجب منها كل من حسام 10 سنوات، ويوسف 7 سنوات ولا توجد أي خلافات بينهما تدفعه لارتكاب تلك الواقعة.

وابتسم السائق وقال لرئيس المباحث "ياباشا لو في مشكلة كنت هطلقها.. مش هقتلها وأروح في داهية، هي خرجت لوحدها ومرجعتش تاني"، تحفظت القوات على المتهم وتم عرضه على نيابة الوراق برئاسة المستشار محمد شقير آنذاك، وقررت النيابة حجز المتهم 24 ساعة على ذمة التحريات وعقب انتهاء الفترة الزمنية أخلت النيابة سبيل المتهم بعد أن تسلمت التحريات التي أكدت عدم صحة الواقعة.

"خلافات عائلية"

عقب خروج السائق من النيابة وقعت بينه وبين شقيقة زوجته مشادة تتضمن اتهامها له بالقتل، وأخذ السائق أبنائه حسام ويوسف إلى المنزل وقطع العلاقات مع أسرة زوجته لمدة عامين، وبعد ذلك بدأ يتقرب منهم مرة أخرى بعد أن تأكد بأنه نفذ الجريمة الكاملة وأرسل لهم أبنائه للإقامة معهم في محافظة المنيا وبسرعة توالت الأحداث وكبر الولدين وأصبح حسام عمره 16 عاما ويوسف 13 عاما.

"سكين ملطخ بالدماء.. ورائحة كريهة"

عاد حسام وشقيقه يوسف من المنيا منذ يومين، وأقاما في منزل خالهما بمنطقة المعتمدية بكرداسة، وأثناء وجود حسام في المنزل شاهد صورة والدته، وبدأ ينهار في البكاء وتحدث بعبارات كثيرة لخاله من بينها: "أبويا هو اللي قتل أمي.. أنا شفت سكينة كان عليها دم، والسجادة كان عليها دم".

وبدأ يحكي هو وشقيقه يوسف عن آخر ليلة شاهدوا فيها والدتهما وقال الاثنين إن والدهما تعدى عليها بالسباب والشتائم ووقعت بينهما مشاجرة بسبب شراء والدتهما هاتف محمول، ومنذ تلك الليلة لم يشاهدا والدتهما وفي الصباح عثروا على سكين ملطخ بالدماء.

"اتهام بالقتل"

بمجرد انتهاء الطفلين من الحديث قام خالهما باصطحابهما إلى قسم شرطة الوراق وحكى للرئيس المباحث تلك التفاصيل وتفاصيل محضر التغيب واتهم زوج شقيقته بقتلها منذ 6 سنوات، وعقب ذلك أخطر رئيس المباحث اللواء هشام العراقي مساعد أول وزير الداخلية لأمن الجيزة، الذي أمر بسرعة فحص البلاغ.

وانتقل اللواء إبراهيم الديب مدير الإدارة العامة للمباحث بصحبة عدد من الضباط على رأسهم اللواء محمد عبد التواب مدير المباحث الجنائية، والعميد أيمن الحمزاوي، مفتش مباحث وسط الجيزة، والقائم بأعمال رئيس القطاع، إلى قسم الوراق واستمعت القوات لأقوال الطفلين مرة أخرى وتم استئذان النيابة العامة وتم استدعاء الزوج لمناقشته حول ملابسات الواقعة.

"مواجهة بين الابن والأب"

حضر السائق "محمود. أ"، 44 سنة إلى ديوان القسم وفوجئ بنجليه وبدأت القوات في مواجهته باعترافات أبنائه عليه، نفى المتهم الاتهامات المنسوبة إليه واستمر في الإنكار.. وبتضييق الخناق عليه انهار واعترف بقتلها خنقا. ورفض استكمال تفاصيل واقعة ارتكابه للجريمة.

"تركت جثتها تحت السرير"

ضيقت القوات الخناق عليه حتى انهار أمام اللواء هشام العراقى مساعد أول وزير الداخلية لأمن الجيزة معترفا بقتلها بعد مشاجرة بسبب هاتف محمول، قائلا: "ماكنش قصدي أقتلها.. أنا كنت بعاتبها، وماتت في إيدي، وبعد كده خفت لأحسن يتقبض عليا، لفتها في ملاية وتركت جثتها تحت السرير وقفلت أوضة النوم.. ورحت نمت مع الأولاد".

"قطعت جثتها 6 قطع"

يواصل المتهم اعترافاته قائلا "بعد ما عدى حوالى 12 ساعة لقيت الأولاد بيسألوا عن رائحة كريهة في الشقة.. طبعا أنا خفت من الشرطة.. جبت منشار وفضلت أقطع في جسمها لمدة 7 ساعات لحد ما اتقطع 6 قطع.. وبعدين جبت 3 أكياس بلاستيك وحطيت فيها الأشلاء وتخلصت من الجثة على مدار 3 أيام في مصرف بمنطقة بشتيل، ورحت بعد كده ما كنتش عارف إن هييجي يوم والجريمة تتكشف.

"محور الضبعة"

عقب ذلك تم اقتياد المتهم تحت حراسة أمنية مشددة أشرف عليها اللواء إبراهيم الديب مدير الادارة العامة للمباحث الى مكان إلقاء المتهم للجثة وتبين بأنه يتعذر استخراجها بسبب إنشاء محور الضبعة على جزء كبير من المصرف، الذي ألقيت فيه الجثة.

"4 أيام"

عقب ذلك توجهت مأمورية من المباحث تحت قيادة العميد أيمن الجمزاوى مفتش مباحث وسط الجيزة، إلى سرايا نيابة حوادث شمال الجيزة الكلية بشارع السودان، مصطحبة معها المتهم، الذي مثل أمام حسين عامر مدير نيابة حوادث شمال الجيزة، واعترف بتفاصيل الواقعة بالكامل.

وقررت النيابة برئاسة محمد شرف رئيس نيابة الحوادث حبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار، جرت التحقيقات تحت إشراف المستشار وائل الدرديري، المحامى العام الأول لنيابات شمال الجيزة، ولا تزال التحقيقات مستمرة.

 


مواضيع متعلقة