مدينة الإنتاج الإعلامى: من قلعة لـ«إنتاج الدراما».. إلى خمس قنوات على «يوتيوب»

كتب: انتصار الغيطانى

مدينة الإنتاج الإعلامى: من قلعة لـ«إنتاج الدراما».. إلى خمس قنوات على «يوتيوب»

مدينة الإنتاج الإعلامى: من قلعة لـ«إنتاج الدراما».. إلى خمس قنوات على «يوتيوب»

تعود فكرة إنشاء مدينة الإنتاج الإعلامى، إلى وزير الإعلام الأسبق صفوت الشريف، بعد النجاحات التى حققها قطاع الإنتاج بماسبيرو، حيث كلف كلاً من ممدوح الليثى، أول رئيس للقطاع حينها، والمهندس محمود كشك، رئيس قطاع الهندسة الإذاعية فى الثمانينات، بإجراء دراسة لإنشاء المدينة.

وفى 24 فبراير عام 2000، صدر قرار رئيس مجلس الوزراء، بالموافقة على إنشاء منطقة حرة عامة ذات طبيعة خاصة بمدينة السادس من أكتوبر تخصص للإنتاج الفنى والإعلامى والأنشطة الخدمية المرتبطة به، على مساحة ٣ ملايين متر مربع، وكان الغرض منها توفير مناطق يمكن تأجيرها للأغراض غير التليفزيونية والسينمائية والإعلامية.

وتقوم الورش بتصنيع احتياجات المدينة من مشغولات خشبية ومعدنية وملابس وإكسسوارات، بالإضافة إلى إقامة فنادق بداخلها لتقديم الخدمات الفندقية للوافدين على مدينة السادس من أكتوبر من سائحين وفنانين.

«الفرسان» كان أول مسلسل يتم تصويره فى المدينة، وأعقبه إنتاج الجزء الأول من مسلسل «المال والبنون»، ومسلسل «الوسية»، إلى أن تم بناء حى «المنشية»، الذى شهد تصوير مشاهد فيلم «ناصر 56»، واعتمدت المدينة فى أعمالها الإنتاجية على العمل بنظام المنتج المشارك، حيث أنتجت 22 مسلسلاً فى عام 2002، وبعدها بسنة تم إصدار 15 مسلسلاً إنتاجاً مشتركاً و7 أخرى إنتاجاً مباشراً. {left_qoute_1}

وشهد عام 2004 إصدار 21 مسلسلاً إنتاجاً مشتركاً و3 أخرى إنتاجاً مباشراً، وفى عام 2005 أُنتج 22 مسلسلاً بنظام الإنتاج المشترك وآخر مباشر، وفى 2006 تم إنتاج 20 مسلسلاً مشتركاً و4 مباشراً، وفى 2007 تم إنتاج 4 مسلسلات مشتركاً و4 مباشراً، وفى 2008 تم إنتاج مسلسلات 4 مشتركاً و11 مباشراً، وتم إنتاج 8 مسلسلات مشتركاً و2 مباشراً فى 2009، وتم إنتاج 4 مسلسلات مشتركاً و5 مباشراً فى عام 2010، بينما تقلص نشاط المدينة بشكل ملحوظ فى 2010، إذ تم إنتاج مسلسلين مباشراً وآخر مشتركاً، والأمر نفسه تكرر فى 2012، وبعدها بعام تم إنتاج 6 مسلسلات مشتركاً و2 مباشراً، ويعتبر 2014 الأقل نشاطاً فى تاريخ المدينة، حيث شهد إنتاج مسلسلين فقط بالنظام المشترك، وفى عام 2016 تم إنتاج 3 مسلسلات مشتركاً.

لم تنتج مدينة الإنتاج الإعلامى منذ إنشائها سوى 9 أفلام مصرية، وهى: «حب البنات»، «قبلات مسروقة»، «معالى الوزير»، «واحد صفر»، «أنت عمرى»، «ملك وكتابة»، «كان يوم حبك»، «لعبة الحب»، «فيلم هندى»، كما شاركت المدينة فى إنتاج 4 أفلام أجنبية، وهى «الموت على ضفاف النيل»، بالتعاون مع شركة بريطانية، وفيلم «الإسكندر الصغير» من إنتاج بريطانى، و«عصابة أولسن الصغار» و«الذهب الأسود» إنتاج النرويج.

ويجرى حالياً التحضير لإنتاج أفلام «علاء الدين»، «كليوباترا الصغيرة»، «نفرتيتى»، «البرديات المسروقة»، بالإضافة إلى فيلمى «بيبى كايرو» و«حادثة فى دنشواى»، كما قامت المدينة بإنتاج برنامج واحد عام 2004 وهو «هيما شوا» الذى قدمه الفنان إبراهيم نصر، إلى جانب مشاركتها فى إنتاج مسرحية «الملك لير» بالتعاون مع وزارة الثقافة.

وفى يناير 2016، دشنت مدينة الإنتاج الإعلامى 5 قنوات على موقع الفيديوهات «يوتيوب»، لعرض الأعمال الدرامية التى أنتجتها المدينة، فى مجالات الدراما والسينما والأطفال والكوميديا والدين، فيما تم نشر 2500 مقطع فيديو، من بينها 1700 عرضت 70 عملاً درامياً، كما سجلت قنوات المدينة 120 مليون مشاهدة، ما جعلها تحصل على جائزة الدرع الفضى لموقع اليوتيوب.

وتحتوى مدينة الإنتاج الإعلامى على 6 مجمعات للاستديوهات (أ، ب، ج، ف، هـ، ك)، تشمل 73 استديو مؤجراً للفضائيات المصرية والعربية، كما يبلغ مساحة الاستديو من 55 إلى 1200 متر مربع، بالإضافة إلى 2 استديو للصوت واستديو دوبلى، وآخر للدوبلاج.

وخفضت المدينة أسعار التصوير فى الأماكن المفتوحة، بسبب تزايد حدة المنافسة مع القطاع الخاص، وتتباين أسعار تأجير المناطق على حسب أهميتها، فيبلغ سعر تأجير «أحياء الإسكندرية» 10 آلاف جنيه دون إكسسوارات، و6 آلاف لمنطقة الغابات بمدينة الملاهى «ماجيك لاند»، وألف جنيه لشارع عماد الدين دون إكسسوارات، 6 آلاف لمنطقة البورصة والمنشية، 7 آلاف للحى الشعبى، و8 آلاف جنيه لمنطقة «بيت الأمة»، والأمر نفسه لحى جاردن سيتى، و7 آلاف للمناطق الشعبية، و8 آلاف للقرية الريفية (أ) دون إكسسوار، و7 آلاف للقرية الريفية (ب)، و10 آلاف لمنطقة القلعة، كما تحصل المدينة على مستحقات القيمة الإيجارية لمناطقها بنظام اليوم الواحد، وبحد أقصى 12 ساعة فقط.

ومن جانبه، أكد محمد رضا رئيس قطاع الإنتاج السابق بمدينة الإنتاج الإعلامى، أن المدينة أصبحت خارج سوق المنافسة فى السنوات الأخيرة، لافتقارها دراسات تسويقية جديدة تساعدها على تسويق أعمالها، مضيفاً: «لا يوجد جهاز تسويقى قوى يعمل بالآليات الحديثة، كما أن قطاع التسويق فى المدينة (عقيم جداً)».

وتابع: «أصبحنا خارج المنافسة مع القطاع الخاص، لأن الشركات الإنتاجية الخاصة لديها آليات عمل مفتوحة فى الإنفاق والتسويق، فى حين أن المدينة ما زالت محكومة باللوائح التى لم تتغير منذ إنشائها، فالإعلامى أسامة هيكل رئيس المدينة أمر بوقف الإنتاج وعدم تمويل أى أعمال درامية دون دراسة، حتى لا تتعرض المدينة لخسائر مادية، مثلما حدث فى مسلسلى (الدخول فى الممنوع) و(أولاد يوسف المغربى) اللذين وصلت تكلفة إنتاجهما إلى ما يقرب من 20 مليون جنيه، ولم يسوقا سوى بـ8 ملايين فقط، بسبب سوء اختيار النصوص والأعمال المعروضة، التى يشارك فيها نجوم من الدرجة الثانية».

وأضاف: «يعد عبدالرحمن حافظ، أول رئيس لمدينة الإنتاج الإعلامى، إذ كانت تنتج فى عهده ما يقرب من 25 إلى 30 عملاً درامياً فى السنة الواحدة، وذلك لأن الدولة كانت تدعم المدينة بشكل كبير فى وجود صفوت الشريف وحافظ، أما الآن فقد طغى حجم إنفاق القطاع الخاص على رأس المال الحكومى».

ولفت إلى أن الشركات الخاصة تسعى إلى احتكار نجوم الصف الأول بأجور عالية تفوق الميزانية المخصصة من الحكومة: «مستحيل أن تدفع المدينة لأى فنان مهم 20 أو 30 مليون جنيه، على غرار ما يحدث فى القطاع الخاص، غير المرتبط بلوائح أو قوانين تحكم العمل به، فالمجال مفتوح أمامهم لتسويق أعمالهم بالخارج بصورة مباشرة، بالإضافة إلى إحياء الحفلات ودفع العمولات لوسطاء التسويق، وهو ما يفوق قدرات المدينة».

وفيما يتعلق بلجوء شركات الإنتاج لتصوير أعمالها خارج أسوار مدينة الإنتاج الإعلامى، أوضح: «جميع مناطق التصوير داخل المدينة استهلكت تماماً، وشوهدت فى جميع الأفلام والمسلسلات، خصوصاً أنها لما تتغير منذ إنشائها، ما دفع الجهات المنتجة للبحث عن أماكن جديدة لم تكرر كثيراً فى المسلسلات والأفلام، فيجب تحديث تلك المناطق خصوصاً المنطقة الريفية والحى الإسلامى والبحيرات وحى الإسكندرية، حتى تعود المدينة لجذب رؤوس الأموال مجدداً، لا سيما أن دخلها الوحيد بات يتمثل فى تأجير الاستوديوهات للفضائيات فقط».


مواضيع متعلقة