28 عاما على حكم "العدل الدولية" باسترداد "طابا"

كتب: صفية النجار

28 عاما على حكم "العدل الدولية" باسترداد "طابا"

28 عاما على حكم "العدل الدولية" باسترداد "طابا"

29 من سبتمبرعام 1988، يوم العزة والكرمة التي أصدرت فيه محكمة العدل الدولية بأحقية مصر في طابا، بعد معركة دبلوماسية وقانونية خاضتها مصر منذ تحرير سيناء "من دون طابا" في 25 إبريل عام 1982 ولمدة 7 سنوات كاملة في واحدة من أهم المعارك الدبلوماسية المصرية.

ليقف الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك من قلب صحراء سيناء في العام التالي وتحديداً في الـ19 من مارس عام 1989 قائلاً "لقد ارتفع علم مصر على أرض طابا ولن ينتكس علم مصر أبداً، وسوف يظل علم مصر شامخا خفاقا على بركة الله" مؤكدا استرداد آخر نقطة من الأراضي المصرية التي احتلها إسرائيل عقب العدوان الثلاثي على مصر، فعمت الفرحة جموع المصريين، ورفرفت الأعلام في كافة أنحاء الجمهورية، وعزقت القوات المسلحة النشيد الوطني.

فعلى الرغم من أنها مساحة طابا صغيرة تبلغ 1020 مترًا من أرض الوطن إلا أنها غالية وعزيرة، حيث أثبتت إن المصريين لا يفرضون في شبر واحد من أرضهم مهما كلفهم ذلك، فنجحت القيادة السياسية في استردادها ليرتفع علم مصر خفاقًا فوق أرض طابا معلنًا للعالم أجمع استرداد آخر نقطة حدود مصرية واستكمال السيادة المصرية على "أرض الفيروز".

كانت السياة المصرية ترى دائماً أن أرض مصر لا تقبل التجزئة، وأن كل "حبّة" رمل في منطقة طابا تمثل مصر كلها لأنها جزء من ترابها، لذا كانت ملحمة طابا من الأحداث المهمة التي فرضت نفسها على الوجدان المصري، بل والعربي أيضا.

وتعد طابا آخر النقاط العمرانية المصرية على خليج العقبة، وتمثل أهمية استراتيجية وسياحية، فهي تبعد عن مدينة شرم الشيخ نحو 240 كيلومترا، وتجاورها مدينة إيلات وتمثل المنطقة الواقعة بين طابا شمالًا وشرم الشيخ جنوبًا أهم مناطق الجذب والتنمية السياحية بجنوب شبه جزيرة سيناء.

وكانت أسرائيل في الـ5 يونيو عام 1967 احتلت إسرائيل كل سيناء بما فيها طابا وبعد حرب 6 أكتوبر، وانتصار مصر فيها ومباحثات السلام بين مصر وإسرائيل، وقّع الرئيس السادات معاهدة كامب ديفيد عام 1979 التي تطالب إسرائيل الخروج من كل سيناء، وفي 25 أبريل 1982 خرجت إسرئيل من كل سيناء ما عدا "طابا" التي خرجت منها بعد جولات من المباحثات والتحكيم الدولي، فتم جلاء الإسرائيليين عنها في 19 مارس 1989، وقام الرئيس الأسبق حسني مبارك برفع العلم عليها، واعتبر هذا اليوم "عيد تحرير طابا".


مواضيع متعلقة