من مدمن إلى لاعب قوى: «مصطفى» أقوى من المخدرات

كتب: مها طايع

من مدمن إلى لاعب قوى: «مصطفى» أقوى من المخدرات

من مدمن إلى لاعب قوى: «مصطفى» أقوى من المخدرات

استقبله الجمهور بحفاوة شديدة، وفى نهاية العرض الذى قدمه صفقوا له بحرارة، وقف منتشياً فرحاً بما حققه من إنجاز، ثم انحنى ليحيى الجمهور، وفى ذهنه يمر شريط الذكريات بما يحمله من صور ومشاهد مر عليها سنوات، لكنها ما زالت حاضرة، خصوصاً فى تلك اللحظة الفارقة التى تشهد تحوله من مدمن مخدرات إلى بطل رياضى.

قبل 5 سنوات كان مصطفى زغلول، 23 عاماً، من منطقة الزهراء فى محافظة سوهاج، فى عالم آخر، كان مدمن مخدرات ينفق كل أمواله على السموم التى كادت تدمر صحته، وتقضى على علاقاته الأسرية والاجتماعية، حيث قاطعه والداه وانفصل عاطفياً عن صديقته، كان يغيب عن الوعى لأيام، ما ترتب عليه فشله فى دراسته وتحويله من الثانوى العام إلى التعليم الفنى زراعى: «كنت بسرق فلوس الدروس وأجيب بيها مخدرات، الأول صحاب السوء أغرونى، وكانوا بيجيبوا لى المخدرات هدية، سيجارة فى التانية اتعودت عليها، فقالولى لا يا حبيبى هات لنفسك»، ومن وقتها لم يقو على الرجوع عن ذلك الطريق.

توقفت حياة «مصطفى» فى الوقت الذى سار كل شىء حوله فى مساره الطبيعى. أصبح وحيداً تماماً. وجهه شاحب وعيناه تحيطهما هالة من السواد، بينما هو يتخفى عن عيون المتسائلين عن حاله فى عتمة الليل. ذات ليلة من لياليه البائسة كاد رأسه ينفجر، اتخذ قراراً بالامتناع عن تناول المخدرات، والتقرب إلى الله بأداء الصلوات والأدعية وممارسة الرياضة بكل أشكالها، حتى احترف كمال الأجسام وألعاب القوة، ومنها «رياضة الجمباز الحديث»، وأصبح مدرباً لتلك الرياضات فى نادى الشرطة بالمحافظة، وكرّمته المحافظة فى 5 سبتمبر من الشهر الحالى، كأفضل شخصية رياضية بالمحافظة: «اشتغلت كل حاجة عشان أصرف على الرياضة، شيال طوب، ديليفرى، نجار، غسل سجاجيد»، عامان ونصف العام يمارس رياضة الجمباز الحديث: «اتعلمتها بسرعة الصاروخ، بقيت بمرّن غيرى بس للأسف محدش بيهتم بالرياضة فى سوهاج، يا دوب 5 بس واشتراكهم 50 جنيه»، ما جعله يعمل بائعاً فى محال البقالة، لأنها مصدر الدخل الوحيد لأسرته، كل ما يحلم به هو الحصول على وظيفة.


مواضيع متعلقة