عبدالحكيم عبدالناصر: عمرو موسى قال كلاماً «عيب وما يصحش» فى حق والدى.. وأقول له: «ادعاء الحكمة بأثر رجعى خطيئة كبرى»

عبدالحكيم عبدالناصر: عمرو موسى قال كلاماً «عيب وما يصحش» فى حق والدى.. وأقول له: «ادعاء الحكمة بأثر رجعى خطيئة كبرى»
- أحمد نظيف
- أفلام ومسلسلات
- أم كلثوم
- الأعمال الدرامية
- الإجراءات الاقتصادية
- الاتحاد السوفيتى
- الانتخابات الرئاسية
- التحية العسكرية
- الجيش والشرطة
- آثار
- أحمد نظيف
- أفلام ومسلسلات
- أم كلثوم
- الأعمال الدرامية
- الإجراءات الاقتصادية
- الاتحاد السوفيتى
- الانتخابات الرئاسية
- التحية العسكرية
- الجيش والشرطة
- آثار
بين الصور التى يحتفظ بها فى ركن واسع من منزله فى حى مصر الجديدة، استقبل عبدالحكيم جمال عبدالناصر، الذكرى الـ47 لوفاة والده، ينظر إلى كل صورة فيستعيد درساً تعلمه وموقفاً يتذكره جيداً لا يمحى من ذاكرته، إلا أن ذكرى الوفاة تأتى هذا العام وسط موجة من الهجوم وصفها بأنها «عيب لا يصح». «عبدالحكيم» قال فى حوار لـ«الوطن» إن الهجوم على «عبدالناصر» دليل على أنه لا يزال حياً لم يمت، ولا تقوده إلا أقلية قليلة جداً يعارضون الرئيس الراحل، بينما الغالبية من الشعب المصرى والعربى تحب الزعيم، مضيفاً أن «قدام كل واحد بيكره جمال مليون بيحبوه»، وأكد أنه تعلم الكثير من الدروس من والده، أهمها أن يكون مواطناً مصرياً بحق ويعى هذا المعنى جيداً، فيما علق على مذكرات عمرو موسى، وزير الخارجية الأسبق، التى تضمنت هجوماً على «عبدالناصر»، بقوله «إن ادعاء الحكمة بأثر رجعى خطيئة كبرى»، مشيراً إلى أن «موسى» زوّر التاريخ وحرّف الحقائق، وتضمن الحوار العديد من النقاط الأخرى مثل رؤيته لمشهد انتخابات الرئاسة المقبلة، ومطالبات تعديل الدستور، والإجراءات الاقتصادية التى اتخذتها الحكومة، ومزيد من التفاصيل فى السطور التالية:
كيف ترى تزامن الذكرى الـ47 لوفاة الرئيس عبدالناصر مع حالة الهجوم والانتقادات التى يوجهها البعض إليه؟
- هذا الهجوم دليل على أن عبدالناصر حى لم يمت، وأنه حتى اليوم يرفض أن يكون جزءاً من التاريخ، بل جزء من المستقبل، لكن البعض يشعرون بأن استمرار عبدالناصر يؤثر على مصالحهم التى ينظرون إليها بأنانية شديدة على حساب مصالح الشعب، هؤلاء الذين ينتقدون جمال عبدالناصر اليوم يرتبطون بجهات ترى أن مشروع عبدالناصر يمثل خطراً عليها، لأنهم يدورون فى فلك أمريكا وإسرائيل ومنظمة الصهيوأمريكية الموجودة فى العالم كله، وبالتالى بيشوفوا إن إحياء مشروع جمال عبدالناصر يعيدهم إلى المربع نمرة 1 الذى بدأوا منه، بالإضافة إلى أن ثورتى 25 يناير و30 يونيو كانتا صورة جمال عبدالناصر أيقونة فى الثورتين، بل أعتبر أن جمال كان قائد ثورة 30 يونيو واستطاع من قبره أن يهزم الإخوان، ملايين الشعب كانوا يرفعون صوره فى الميادين، والهتافات أيضاً تردد اسمه، وحركة تمرد التى التف حولها الناس كانت حركة ناصرية، وقياداتها ناصريون أو لهم هوى ناصرى، وأثناء وبعد الثورة ربط الناس بين السيسى وعبدالناصر، وكانوا يرفعون صورهما بجانب بعضها، لدرجة أن أمريكا قالت لن نسمح بناصر جديد فى المنطقة، لكل هذه الأسباب بدأت الهجمة الجديدة على عبدالناصر خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة لوقف استعادة هذا المشروع وإحيائه مرة أخرى.
{long_qoute_1}
جمال عبدالناصر رافض يموت، ولو كان مات زى أى رئيس حكم بلد ثم مات، لم يكن أحد سيذكر سيرته، لكنهم يذكرونه رغم مرور 47 سنة على وفاته لأنه ما زال حياً وجزءاً من تاريخ ومستقبل مصر.
قلت تصريحاً أحدث جدلاً كبيراً تعليقاً على مذكرات عمرو موسى، وزير الخارجية الأسبق، التى هاجم فيها عبدالناصر، صرحت بأن «اللى بيكره جمال يشوف له بلد تانية»، هل كنت تقصد العبارة أم مجرد زلة لسان؟
- لا هذا ولا هذا، هى كانت كناية عن أن هذا البلد هواه جمال عبدالناصر، وهو كما قلت جزء من تاريخه وحاضره ومستقبله، وبالتالى اللى بيكره عبدالناصر قوى كده نعمل فيه إيه، كنت أقصد إن اللى بيكره عبدالناصر مش هيكون مبسوط فى البلد، لكن أنا لا أقصد أن من يكره يجب أن يسافر أو يهاجر للخارج، أنا ليست لى صلاحيات، ومجرد مواطن مثل أى مواطن، فكيف أقصد أن مواطناً آخر يسيب البلد ويمشى، هذه كناية لأن أغلبية هذا البلد يمثل لهم عبدالناصر معنى كبيراً ومهماً، وبالتالى من يكرهه ويهاجمه مش هيكون مبسوط، إلا لو حصر نفسه فى طبقة محدودة جداً هى طبقة الـ1%. {left_qoute_1}
زى مثلاً واحد ما بيحبش أم كلثوم ومصمم إنه يروح يقعد فى قهوة أم كلثوم، أكيد مش هيتبسط، أو واحد زملكاوى لكن مصمم إنه يقعد فى مدرجات الأهلى، أكيد مش هيبقى مبسوط، هذا ما كنت أقصده. لكن مصر أكبر من الجميع وتسع الجميع ولو أى شخص فهم كلامى بأنه لازم يسيب البلد ويمشى بقوله ما كنش قصدى، أنا استخدمت شىء فى اللغة العربية اسمه الكناية، وعموماً الذين يكرهون عبدالناصر قلة قليلة، لكن قدرتهم المالية عالية جداً، والذين استعملوا شهادة عمرو موسى فى مذكراته من بلاد مختلفة للهجوم على عبدالناصر خلال الأسابيع الماضية تؤكد ما أقصده.
ترى أن معارضى عبدالناصر مجرد «قلة قليلة»؟
- طبعاً قلة قليلة جداً، وقدام كل واحد يكره عبدالناصر مليون واحد آخر بيحبوه.
هل قرأت مذكرات عمرو موسى؟
- لا.
ذكر فى مذكراته أن الرئيس جمال عبدالناصر كان يستورد طعامه من الخارج.. هل كان ذلك حقيقياً؟
- هذا كلام عيب وما يصحش ومردود عليه، ولا يقبله أحد، حتى خصوم عبدالناصر أنفسهم، والناس كلها لم تقبله.
فى رأيك، لماذا تحدث موسى فى هذه النقاط؟
- لا أعرف، اسألوه، والنقطة التى أخذت عليها علامة تعجب كبيرة جداً هى حديث عمرو موسى عن أن مظاهرات 9 و10 يونيو الرافضة للتنحى بعد هزيمة 67 كانت غير حقيقية أو شيئاً مدبراً، هذا كلام عيب أن يقال، وتزوير للتاريخ، لو واحد من جيل الشباب الذى قال هذا الكلام ممكن أقبلها، وأقول معلش لم يعش فى هذه الحقبة ولم ير بعينيه، ولكن أن يقول ذلك أحد الذين عاصروا هذه الأيام وعاشوها وشاهدوها بأنفسهم، إزاى واحد كان طارح نفسه للشعب أن يكون رئيساً للجمهورية يقول تصريحاً فيه تزييف صارخ للحقيقة؟ الكل أجمع على أن 9 و10 يونيو كانت تلقائية جداً، ومن أهم اللحظات التاريخية فى تاريخ هذه الأمة.
أيضاً قال عمرو موسى إنه بحكم اطلاعه على بعض المكاتبات والخطابات التى كانت موجودة فى وزارة الخارجية آنذاك أدرك أنه كان هناك إهمال لبعض الشئون الداخلية تسبب فى الهزيمة.. ما ردك على ذلك؟
- دوافع وأسباب 67 معروفة، وهى الخط التحررى الذى كانت تتبناه مصر، وأنها لم تكن فى فلك أمريكا ولا من أتباعها، حتى علاقتنا بالاتحاد السوفيتى فى هذا الوقت كانت علاقة ندية وصداقة، وكنا نضرب مثلاً فى التحرر، ورغم الحصار حققنا أعلى معدلات تنمية، وحدثت طفرة فى التعليم والصحة وأقل نسبة بطالة بشهادة المنظمات الدولية، وبدأت الشعوب العربية تلتف حول هذا النظام، والوحدة العربية كانت فى طريقها للتحقق شاء من شاء وأبى من أبى، ولذلك قرروا أن يضربونا واستغلوا بعض نقاط الضعف أو السلبيات، وأى تجربة حكم فيها سلبياتها وإيجابياتها، واستغلوا قصوراً كان موجوداً فى الإدارة، وجمال عبدالناصر أعلن مسئوليته عن كل ما حدث، واستقال، وأقول لعمرو موسى لماذا لم تستقل طالما قرأت وشفت كل الحاجات اللى مضايقاك دلوقتى؟ لماذا سكت عن ذلك وبقيت فى الخارجية حتى وصلت إلى منصب وزير؟
عبدالناصر كان شجاعاً وتحمل المسئولية وأعلن للناس وقرر التنحى وساندته الجماهير، لماذا عمرو موسى سكت وسط كل ذلك ولم يقدم استقالته طالما الأمور كانت تسير بهذا الشكل الذى يتحدث عنه الآن؟
{long_qoute_2}
عمرو موسى قال فى أحد حواراته إن من يريد أن يرد عليه فليرد.. بماذا ترد على عمرو موسى إجمالاً؟
- أقول له إن ادعاء الحكمة بأثر رجعى خطيئة كبرى.
هل ترى أن مشروع عبدالناصر ما زال قابلاً للتنفيذ وتحتاجه مصر؟
- طبعاً، وهو مشروع ثورة 23 يوليو، مشروع التنمية والبناء ومعدلات الإنتاج والتصنيع العالية، ومشروع التحرر من التبعية وأن تكون مصر دولة مستقلة وقوية ورائدة فى إقليمها، مشروع يعبر عن كل المصريين وليس فئة الـ1%. الشعب المصرى استطاع أن يهزم الهزيمة بعد 7 يونيو لأنه يؤمن بهذا المشروع، واستطاع أن يواصل كفاحه وتم إعادة بناء الجيش وانتصرنا فى أكتوبر 73، كل دول العالم قد تخسر معركة لكن يجب ألا تخسر ثقتها فى نفسها، صحيح أن سيناء تم احتلالها بعد الهزيمة لكن إرادتنا لم تُحتل أبداً، والوالد بدأ بناء الجيش بتعيين قيادة محترفة بقيادة اللواء محمد فوزى، وتم لملمة الجراح، وهذا الجيش المحترف هو الذى انتصر فى 73 وهو أيضاً نفس الجيش الذى حافظ على عقيدته وانحاز للشعب فى اختبارين هما 25 يناير و30 يونيو.
هل تشعر أحياناً بأن هناك نوعاً من الشماتة فى هزيمة 67 يقودها بعض خصوم عبدالناصر؟
- آه طبعاً، هناك شماتة وضغينة، لكن أيضاً هناك توجهاً متعمداً لقتل روح النصر فى هذا الشعب وإرساء روح الهزيمة والتأكيد عليها، عمرى ما شفت شعب استطاع أن ينتصر وما زال هناك من يتحدث بروح الهزيمة، وهل الذين يتحدثون بروح الهزيمة الآن كانوا يريدون أن تقبل مصر بالمطالب الإسرائيلية التى قامت من أجلها حرب 67، وأن تتخلى مصر عن دورها العربى والإقليمى والقضية الفلسطينية.
لم يقتصر الهجوم على عبدالناصر فى مذكرات سياسية فقط، لكن بعض الأعمال الدرامية أيضاً سواء قديماً أو حديثاً هاجمت تلك الفترة.. هل تابعت تلك الأعمال؟
- للأسف هناك أفلام ومسلسلات مزورة ومفبركة اتعملت من زمان، من السبعينات والثمانينات بهدف الهجوم على عبدالناصر وفترته ومشروعه، وتناولت أعمال تعذيب واعتقالات وهذا كله كذب، ولحد النهارده أحياناً يظهر عمل بنفس الهدف، وهذا هجوم قديم وليس جديداً، بدأ من بعد حرب 73 مع بداية حدوث حلف بين القيادة المصرية حينذاك وأمريكا، بدأت عملية إهالة التراب على عبدالناصر ومشروعه، لم يستطيعوا أن يشككوا فى نزاهة يده أو وطنيته، لأنه ماكنش فيه حرامية ولا فساد ولا تزاوج بين المال والسياسة، فلم يجدوا شيئاً يقولونه إلا أنه كان يوجد معتقلات وتعذيب للناس، وأنا عايز أفهم إزاى المعارضين اتعذبوا بهذا الشكل فى عصر عبدالناصر وعاشوا كل هذا العمر بعد وفاته، أغلب معارضى عبدالناصر عاشوا 80 و90 سنة وبصحة جيدة، هناك محاولات ممنهجة لتشويه عبدالناصر بلا شك وإهالة التراب عليه سواء بالفن أو السياسة. {left_qoute_2}
ننتقل إلى نقطة أخرى خاصة بالانتخابات الرئاسية المقبلة.. هل ترى أن هناك أسماء تستطيع أن تنافس الرئيس السيسى حال ترشحه لفترة جديدة؟
- حتى اليوم لا يوجد أحد، ولم يعلن أحد عن نفسه، ولا أرى أحداً يستطيع وقادراً على أن يشغل منصب رئيس الجمهورية باستثناء الرئيس عبدالفتاح السيسى، وجهة نظرى الشخصية أنه فى الظرف الذى نمر به ومع الانهيار التام لجميع مؤسسات الدولة إلى اليوم حتى مع محاولات إحيائها من جديد، إلا المؤسسة العسكرية القادرة على الصمود والتماسك، أنا شخصياً لن أعطى صوتى لمرشح رئاسى لن يكون على توافق تام مع المؤسسة العسكرية، لن أعطى صوتى لمرشح لا أكون على ثقة تامة بأن القائد العام للقوات المسلحة عندما يعطيه التحية العسكرية فهو يعطيه فعلاً التحية العسكرية، وطبعاً هذه المواصفات غير موجودة إلا فى الرئيس السيسى، إحنا مش فى حمل تكرار تجربة 2012 مرة أخرى، ويأتى رئيس من الإخوان أو من غيرهم ويقف على رأس هذا البلد، لن نقبل بتكرار هذا الأمر مرة أخرى.
هل تؤيد مطالب مد الفترة الرئاسية لتكون 6 سنوات بدلاً من 4 سنوات؟
- أنا شخصياً أثناء كتابة الدستور كان من رأيى أن تكون فترة الرئاسة 5 سنوات، لكن خلاص الدستور طلع، ولو أردنا إجراء تعديلات دستورية على فترة الرئاسة لن تكون على هذه الفترة ولكن بعدها، وأنا أريد أن تكون المواد المتعلقة بحكم رئيس الجمهورية محصنة، لأننى أخشى أن يأتى رئيس بعد ذلك ويتم تعديل المواد فى عهده من جديد ليستمر إلى الأبد 100 سنة، مش أى حد يلعب فى مواد انتخاب رئيس الجهورية، وهناك مواد كثيرة فى الدستور تحتاج إلى مراجعة بلا شك، وهذا شىء طبيعى، لأن الدستور اللى اتعمل مش من الحاجات الجامدة.
هل ترى أن دستور 2014 تمت كتابته فى ظرف سياسى صعب وبالتالى خرج فى صورة متعجلة؟
- لا نستطيع أن نقول إن الدستور سيئ، هو دستور طيب، وبه مواد كثيرة جيدة، والأهم هو الالتزام بالدستور، وبعد فترة 4 سنوات أو 8 سنوات ممكن نجلس ونتحدث ونناقش ونقيم ونشوف وقتها إيه اللى يتغير، وبمناسبة الالتزام بالدستور، هناك أمر يضحكنى كثيراً أن دستور مصر كان يقول حتى تعديلات 2005 و2007 إن مصر دولة اشتراكية، فى حين أن الحكومات التى كانت موجودة هى حكومات أحمد نظيف وعاطف عبيد وهى شديدة الرأسمالية، وهذا أمر كان عجيباً.
ما رأيك فى تشكيل بعض السياسيين جبهة معارضة فى الوقت الحالى؟
- أرفض ذلك طبعاً، وأرى أننا فى وقت حالياً لا بد أن نضع إيدينا فى إيد بعض، وليس وقته أن نشكل جبهة للصدام والمعارضة، هذا لا يصح ولا يجوز فى ظل الظروف الصعبة التى تمر بها مصر وتتطلب منا جميعاً أن نقف صفاً واحداً. لكن عموماً كل واحد حر.
هل تحدث أحد معك للانضمام والمشاركة فى اجتماعاتهم؟
- لا، لم يتصل بى أحد، هم يعرفون موقفى جيداً، ويعرفون أننى لن أوافق على المشاركة معهم فى أى جبهة.
الدولة اتخذت إجراءات اقتصادية صعبة، وهناك غضب بين المواطنين لكنهم يتحملون تلك الإجراءات.. كيف تحلل ذلك؟
- أحلله بأن الناس عندها وعى، الشعب يعرف أنه يجب عليه أن يتحمل، وهو يتحمل بالفعل، لكن فى نفس الوقت على الدولة أن تخفف آثار تلك الإجراءات الاقتصادية، خاصة أنه بعد ما حدث فى الأربعين سنة الأخيرة أصبح هناك طبقة قليلة جداً هى القادرة، بينما بقية الشعب يحتاج ويعانى، واختفت الطبقة المتوسطة، وفى رأيى المتواضع أن الحل لخروج مصر من أزمتها الاقتصادية يجب أن يكون حلاً ثورياً فى التصنيع والزراعة، ويجب أن يدير هذا الملف بشكل مباشر رئيس الجمهورية، مصر تعيش فى حالة حرب حالياً والحل الوحيد هو العمل على الزراعة والصناعة، والأزمة ليست فى الأسعار وهى تحت المستوى العالمى، ولكن مشكلتنا فى مستوى الدخل الذى يجب أن يشهد طفرة، ولن يحدث ذلك إلا بأداء اقتصادى كبير يتغلب على البيروقراطية والمعوقات الكبيرة الموجودة، ونحن أصبحنا نرى أداء إيجابياً خاصة فى قطاع الأعمال وبقايا الشركات التى أفلتت من الخصصة فى عهد مبارك، ونحتاح أن يكون شعار «صنع فى مصر» يمثل غالبية المنتجات التى نستخدمها، هذا هو الطريق الذى يجب أن نخوضه حالياً.
ما الإجراءات التى تقترح على الحكومة اتخاذها فى الوقت الحالى؟
- أقترح أن يتم إدارة ملف التصنيع من قبل رئيس الجمهورية مباشرة، والتوسع فى مساحة الرقعة الزراعية، وتجريم أى تعدٍ على الرقعة الزراعية تجريماً حاسماً، لا بد أن نتعامل مع هذه الملفات بمنتهى الحسم.
ذكرت أن مصر تعيش فى حالة حرب.. ما المطلوب من الجميع لمجابهة هذا الظرف؟
- المطلوب أن كل شخص يعمل بجد، ويحاسب نفسه بنفسه، ويشوف فى نهاية يومه ماذا قدم، وفيما أجاد وفيما أخطأ، يجب أن يشعر كل مواطن وكل مسئول بالمسئولية الملقاة على عاتقه، هذا هو المطلوب، وما ينفعش كل مواطن يبقى مستنى الحكومة تعمله كل حاجة، كل مواطن يعرف أنه عنصر منتج وأنه فرد أمن وأنه موجه توعية فى محيطه، أى مواطن مصرى إذا رأى أى شىء خطأ لا يقول أنا مالى، الإيجابية والشعور الشديد بالمسئولية هو ما نحتاجه، ويجب ألا نترك الجيش والشرطة الذين يدفعون فاتورة الدم وكل واحد يفضل قاعد فى مكانه ولا يكون إيجابياً أو مفيداً.
هل تخشى عودة الإخوان مرة أخرى؟
- لا يمكن، عودة الإخوان مستحيلة، إلا لو الإخوان ومعهم كل المنظمات الإرهابية ضربوا مصر بالقنبلة النووية، غير كده لا يمكن عودتهم أبداً، الإخوان انتهوا للأبد، وهذه هى الميزة الوحيدة التى حصلنا عليها من السنة السوداء التى حكم فيها الإخوان، خلال هذه السنة اتكشفوا أمام المصريين، ولم يعد فى مقدرتهم خداع الشعب المصرى والاحتيال عليه مرة جديدة كما فعلوا كثيراً.
وكيف ترى أداء الأحزاب الموجودة حالياً؟
- لا توجد أحزاب من الأساس كى أرى لها أى أداء.
ماذا تقول لقادة هذه الأحزاب؟
- هى غير موجودة، هتكلم مع حاجة مش موجودة، الأحزاب هواء، لا يراها أحد ولا يشعر بها أحد ولا أعتقد أنها موجودة من الأساس.
أخيراً.. نعود إلى الرئيس عبدالناصر مجدداً، وفى ذكرى وفاته الـ47، ماذا تعلمت من والدك؟
- تعلمت إزاى أكون مجرد مواطن، لا أكثر ولا أقل، أتصرف كمواطن مصرى، ولا أقوم بأى شىء فيه شبهة استفزاز لأى مواطن آخر، كان مؤمناً جداً بهذا الشعب المصرى والعربى لأقصى درجة، عندما أقابل أياماً صعبة فى حياتى أجلس أمام صورته وأقول كيف استطاع أن يواجه الهزيمة وكيف استطاع أن يعبر عن أحلام أمة كاملة، فكنت أقول فى نفسى إن الأمل موجود دائماً، ويجب ألا نتخلى عن الأمل، هذا أهم ما تعلمته من والدى.
ابنى خالد عندما أتم 16 سنة، وكان عليه أن يستخرج بطاقة الرقم القومى، صممت أن يذهب إلى مجمع التحرير وينهى أوراقه بنفسه، ولم أكلم له أحداً أو أطلب من أحد أن يرافقه، فكان غاضباً، لكن بعد عودته قال أنا قضيت أحلى يوم فى حياتى، فبعد أن وقفت فى طابور طويل ووصلت إلى شباك الموظف، فعندما قرأ اسمى وعرف أن جدى هو جمال عبدالناصر تفاجأت بمعاملة لم أتصورها من الجميع، قال لى لم أكن أعرف أن الناس يحبون جدى لهذه الدرجة.
هل هذا هو الميراث الحقيقى الذى تركه لكم جمال عبدالناصر؟
- نعم، حب الناس هو الميراث الحقيقى الذى تركه لنا، وفعلاً نبوءة والدى كانت حقيقية عندما سألوه ماذا ستترك لأبنائك، فقال لهم سأعلمهم جيداً، وأتركهم للمصريين، وهم سيضعون أبنائى فى أعينهم، وبالفعل تحققت النبوءة ونشعر بهذا الحب فى كل مكان نذهب إليه، بل أكثر من ذلك نشعر بأن أبناء جمال عبدالناصر ليسوا خمسة فقط، لكنهم بالملايين من أبناء الشعب المصرى والعربى.