هل يمثل حزب البديل تحديا حقيقيا لأنجيلا ميركل؟

كتب: نسيبة حسين

هل يمثل حزب البديل تحديا حقيقيا لأنجيلا ميركل؟

هل يمثل حزب البديل تحديا حقيقيا لأنجيلا ميركل؟

فاز الحزب الديمقراطي المسيحي بزعامة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بنسبة 21% من مقاعد البرلمان "البوندستاج"، ودخل حزب "البديل" اليميني إلى المشهد السياسي بنسبة 13%، ليصبح الحزب الثالث من حيث عدد المقاعد.

ووصفت ميركل هذا الأمر بـ"التحدي الكبير" خلال مؤتمر صحفي، مؤكدة أن حزبها سوف يحلل أسباب ذهاب أصوات ناخبين إلى الحزب اليميني، والعمل على استعادتها.

وشهدت الفترة الماضية عداء شديدا بين "حزب ميركل" و"البديل" بسبب أزمة اللاجئين، قدم على إثرها أنصار الأخير أكثر من ألف شكوى جنائية ضد ميركل تتهمها بالخيانة العظمى.

وقال السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، إن فوز حزب البديل في الانتخابات الألمانية بـ94 مقعد يعد تحديا لميركل ولكن لا يمكن وصفه بالخطير، ويتمثل ذلك في الظهور القوي للأحزاب اليمينية المتطرف ذات النزعة القومية في الحياة السياسية، والتي لا تعتبر النازية عارا يجب أن تندم عليه ألمانيا، كما يطالب "البديل" بالانفصال عن الاتحاد الأوروبي، وترحيل الأجانب إلى بلادهم، مع بقاء الألمان داخل الدولة، للحفاظ على نقاء الثقافة والعرق الألماني، وفقا لوصفهم.

وأضاف "حسن" لـ"الوطن" أن التوقعات كانت تشير إلى فوز الحزب بنسبة 6% من المقاعد، ولكن المفاجأة كانت بحصولهم على ما يقرب من 13%، مما دفع ميركل إلى التصريح بأن حزبها يواجه تحديا يفرض عليها دراسة خسارتها أصوات هؤلاء الناخبين والعمل على استعادتها، حيث اقتصر ظهور الأحزاب اليمينية المتطرفة بشكل صغير داخل الولايات وليس على المستوى الاتحادي.

وتابع: "المستشارة الألمانية بدأت باتخاذ خطوات مع ظهور حزب البديل قبل الحملة الانتخابية، حيث عدلت من سياستها تجاه اللاجئين.

وذكر ضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن حزب المسيحي الديمقراطي الاجتماعي الذي ترأسه ميركل يمكن أن يتجه إلى التحالف مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي، والحزب الديمقراطي المسيحي الحر، ليحصل على أغلبية بـ60% رغم إعلان رئيس الاشتراكي الديمقراطي بأنه سيعمل كحزب معارض، إلا أن المواقف يمكن أن تتغير.

وفي السياق ذاته أوضح أيمن سمير، خبير العلاقات الدولية، أن التحدي الذي يمثله حزب البديل والتقدم بأفكار وربما مشاريع قوانين تخالف رؤية الحزب الحاكم في القضايا الخلافية، خاصة بعد أن أظهر الحزب قوة كبيرة، من خلال إجبار المستشارة الألمانية على العدول في تصريحاتها الداعمة بشكل صريح وكامل للاجئين سواء عن طريق استقبالهم أو تقديم مساعدات مادية وسياسية.

وأكد "سمير" أنه على الجانب الاقتصادي سوف يقيض من سياسات ألمانيا الداعمة للدول المتعثرة اقتصاديا، مثل اليونان وقبرص، والتي من خلالها تتصدر ألمانيا زعامة الاتحاد الأوروبي، مما سيعد تراجعا في الدور القيادي لألمانيا.

وأشار خبير العلاقات الدولية، إلى أن الحلول المطروحة أمام ميركل هى التحالف مع أحزاب "المسيحي الاجتماعي البافاري، والليبرالي الحر، والخضر"، مما سيجبر حزبها على تقديم المزيد من التنازلات في مجال الرعاية الاجتماعية، والحفاظ على البيئة، والتي تعد من القضايا الأساسية التي يعمل عليها حزب الخضر.


مواضيع متعلقة