تراجع الأراضي المنزرعة بعباد الشمس يتسبب في أزمة بصناعة الزيوت بالفيوم

كتب: ميشيل عبد الله

تراجع الأراضي المنزرعة بعباد الشمس يتسبب في أزمة بصناعة الزيوت بالفيوم

تراجع الأراضي المنزرعة بعباد الشمس يتسبب في أزمة بصناعة الزيوت بالفيوم

تراجعت زراعة نبات "عباد الشمس" خاصة الزيتي منه، والذي يستخرج منه زيت العباد، بمحافظة الفيوم، بعدما وصلت المساحة المزروعة إلى ما يقرب من 213 فدانا فقط، على مستوى المحافظة، بعد أن كانت 30 ألف فدان في التسعينيات، على الرغم من أنه مصدر هام لزيوت الطعام.

وقال مصدر مسئول بأحد مصانع الزيوت بالمنطقة الصناعية بكوم أوشيم على طريق «القاهرة - الفيوم» الصحراوي، خلال الزيارة الأخيرة لوزير التنمية المحلية، هشام الشريف، للمنطقة الصناعية، إن مصنعه لم يعد قادرا على إنتاج زيوت عباد الشمس، كما كان من قبل على الرغم من أنه كان الأشهر في هذا المجال، وذلك بسبب إحجام المزراعين عن زراعة نبات عباد الشمس الزيتي بالمحافظة.

وأضاف أن هناك مشكلة في توفير التقاوي لنبات عباد الشمس الزيتي للمزراعين، وأنه أصبح مضطر لشراء نبات عباد الشمس من محافظات أخرى في محاولة للاستمرار في إنتاج زيوت عباد الشمس بكامل طاقة المصنع، ولكن تكلفة النقل حالت دون ذلك، مؤكدًا أن المصنع يسعى لتوسعات كبيرة بعد دخول مستثمر جديد فيه، وحاول استيراد نبات عباد الشمس من أوكرانيا، ولكن تكلفة النقل عالية جدا.

وطالب خلال اللقاء مع الوزير ومحافظ الفيوم، بدعم زراعة نبات عباد الشمس بالمحافظة من أجل زيادة إنتاج المصنع من زيوت عباد الشمس التي كانت تشتهر بها المحافظة.

وقال عبدالسلام أحمد، نقيب الفلاحين بالفيوم، أمين أمانة الفلاحين بقطاع شمال الصعيد، إن تعاقد وقرب المصنع مع أراضي الفلاحين كان يشجعهم على زراعة عباد الشمس، ولكن اختلاط مياه الصرف الصحي غير المعالجة مع مياه الري أدى إلى تلف زراعات العباد، لأن الأرض كانت تسحب الأملاح من المياه، ولكن باختلاط مياه الصرف الصحي مع مياه الري زادت معدلات الأملاح مع التلوث الكبير في المياه، فقرر الفلاحون عدم زراعته.

وأضاف أن أزمة عدم زراعة عباد الشمس الزيتي، تفاقمت مع اختلاط مياه مصرف البطس بالصرف الصحي دون معالجة بمياه الري، وهو ما تسبب في تلف محاصيل الزيتون والبصل وعباد الشمس، وكذلك الذرة الرفيعة، مؤكدا أن تعاقد مصنع الزيوت بالأسكندرية مع المزارعين بالفيوم غير مشجع، بسبب ارتفاع تكلفة النقل على المزارع، فضلا عن عدم وجود سعر مغري لشراء طن عباد الشمس أو غيره من محاصيل انتاج الزيوت مثل الزيتون.

وطالب بتحديد أسعار عادلة لشراء محاصيل عباد الشمس، والذي يشجع الفلاح على زراعته، واقترح التوسع في استصلاح الأراضي الصحراوية، وزراعتها بالزيتون اليوناني، والمنزنيلو، لأنها تتحمل الأملاح الزائدة في التربة، ولا تتلف، فضلا عن أنه يستخرج منها زيوت صحية طبية وأعشاب، ويبلغ نسبة إنتاجها للزيوت قرابة 70% والباقي منها يستخدم كعلف جيد للحيوانات.

أما المهندس مجدي عبدالحليم، مدير إدارة الإرشاد الزراعي بمديرية الزراعة بالفيوم، فأكد تراجع مساحات الأرض المنزرعة بنبات عباد الشمس الزيتي، من قرابة 30 ألف فدان في التسعينيات حينما كان مصنع سيلا للزيوت متعاقد مع الفلاحين على شراء إنتاجهم، إلى 213 فدانا فقط العام الجاري، مع توقف المصنع عن الشراء، على الرغم من محاولات الإرشاد الزراعي تحفيز المزارعين على زراعته لمواجهة أزمة نقص الزيوت في مصر، مشيرا إلى أن المساحة المنزرعة منه هذا العام تقترب من العام الماضي.

وأضاف مدير الإرشاد الزراعي بالفيوم، أنه تم التعاقد العام الجاري مع شركة الزيوت بالأسكندرية، من أجل شراء إنتاج محاصيل عباد الشمس من المزراعين، بسعر 4750 جنيها للطن الواحد، وأقيمت ندوات لتشجيع الفلاحين على زراعة العباد الزيتي، مشيرا إلى أن إنخفاض سعر شراء العباد من المزارعين هو أساس المشكلة، والذي دفعهم للتراجع عن زراعته، خاصة مع ارتفاع أجور العمالة وتكاليف الزراعة والإنتاج.

وأشار إلى أنه إذا تم عرض سعر عادل لشراء عباد الشمس الزيتي من الفلاحين، والتعاقد معهم على ذلك، بسعر يتراوح ما بين 6 إلى 7 آلاف جنيها للطن، يشجعهم على عودة زراعته، لأن الفلاح يبحث عن الربح بالتأكيد، مشيرا إلى أن طن عباد الشمس العادي وصل إلى 10 آلاف جنيها.

واقترح أن تتوسع الدولة في الزراعة التعاقدية، والتي ستحل مشاكل تراجع زراعة مساحات كبيرة من الأراضي ببعض المحاصيل الزراعية، من بينها بالطبع عباد الشمس الزيتي.


مواضيع متعلقة