الجامع والكنيسة: أسعار رمزية أو بالمجان.. ومفيش دعاية.. والله المستعان

كتب: سارة صلاح

الجامع والكنيسة: أسعار رمزية أو بالمجان.. ومفيش دعاية.. والله المستعان

الجامع والكنيسة: أسعار رمزية أو بالمجان.. ومفيش دعاية.. والله المستعان

لم تعد دور العبادة قاصرة على تأدية الشعائر الدينية فقط، إنما تفتح أبوابها قبل بداية العام الدراسى للطلبة، من المرحلة الابتدائية حتى الثانوية، لتلقى دروس خصوصية بها فى جميع المواد الدراسية بأسعار مخفضة مقارنة بالمراكز الخاصة، بحسب كلام بعض الطلبة والمعلمين الذين أكدوا أن الهدف من تلك المراكز تخفيف العبء على الأسرة وإتاحة الفرصة للطلاب غير القادرين مادياً على الحصول على دروس خصوصية، بالمجان.

يتراوح سعر الحصة فى المساجد، بحسب هؤلاء الطلبة، ما بين 25 و40 جنيهاً، بحسب المادة، فى حين أن هناك مواد أخرى يدفع الطلبة ثمنها شهرياً، أما الكنائس فتقوم بمنح طلابها بكافة المراحل الدراسية مجموعات تقوية بمبالغ رمزية، إذ يقوم طلبة المرحلة الابتدائية بدفع 10 جنيهات شهرياً مقابل الحصول على دروس فى كافة المواد الدراسية، و10 جنيهات فى الحصة بالنسبة للمرحلتين الإعدادية والثانوية.

فى مسجد الرحمن بمنطقة شبرا الخيمة، تحول الطابق الثالث به إلى «سنتر» يقوم فيه المعلمون بإعطاء الطلبة دروساً خصوصية فى جميع المراحل التعليمية، حيث تم تقسيمه إلى قاعات، وفى مقدمة الطابق تجلس إحدى الموظفات وأمامها مجموعة من الإيصالات، تجيب عن أسئلة الطلبة الذين يترددون على المركز لمعرفة أسماء المعلمين بالمركز ومواعيدهم، وهى تقول: «الطلبة بتيجى تسأل عن المواعيد وتحجز، ولما بتستقر على المدرس والميعاد بتدفع تمن الحصة أو بتدفع بالشهر على حسب المادة والمدرس، وبتاخد وصل أنها دفعت».

{long_qoute_1}

«هنا المكان أوفر وأحسن، والمدرسين إللى فيه أفضل من بره»، يقولها محمد عربى، طالب بالمرحلة الثانوية، شعبة أدبى، مشيراً إلى أنه يحصل على جميع المواد من تاريخ وجغرافيا وفلسفة وعلم نفس بالمركز نظراً لانخفاض سعر المواد فيه، بالإضافة إلى «سمعته» الجيدة فى المنطقة: «زمايلى إللى أكبر منى كانوا بياخدوا فى المركز ده وجابوا مجموع كبير، وهما إللى قالوا لى عليه، ومع بداية شهر 8 حجزت فى كل المواد، ودفعت 100 جنيه مقدم لكل مادة، تمن المذكرات إللى بناخدها».

ويشير «عربى» إلى أن سعر المادة بالمركز لا يتجاوز الـ120 جنيهاً شهرياً فى حين أن المراكز الخارجية وصل سعر المادة فيها لـ200 جنيه، حسب كلامه، ويضيف: «بادفع أول كل شهر 120 جنيه للمادة وباخد إيصال بالدفع، وبناخد 4 حصص فى الشهر كل حصة ساعتين، وبقالى حصتين باخد هنا، ولقيت أن شرح المدرسين كويس وبافهم منهم، ده غير إن عددنا مش كتير فى المجموعة».

فى المقابل تقول «سارة سعيد»، طالبة بالمرحلة الثانوية الأزهرية، إن المركز لا تختلف أسعار دروس المواد فيه عن المراكز الخارجية، إذ تقوم بدفع 40 جنيهاً فى الحصة لمادة الفيزياء، أى ما يعادل 160 جنيهاً شهرياً، موضحة أنها جاءت خصيصاً للمركز بسبب كفاءة معلم مادة الفيزياء: «باخد فى المركز فيزياء بس لأن المدرس إللى هنا الكل بيشكر فيه، ولما كلمته قال لى إنه بيدى فى مراكز ومن ضمنها المسجد، ولأن ده أقرب حاجة لبيتى أخدت هنا»، لافتة إلى أنها تقوم بدفع 40 جنيهاً لأحد العاملين بالمركز قبل بداية الحصة مقابل الحصول على إيصال ومذكرتين إحداهما بها شرح الدرس والأخرى مخصصة للأسئلة.

{long_qoute_2}

ويقول أحد المسئولين بالجمعية الشرعية التابع لها المسجد، رفض نشر اسمه: «إن الجمعية تقوم بتأجير بعض الغرف للمعلمين مقابل الحصول على نسبة معينة يتم الاتفاق عليها مسبقاً، بهدف الاستفادة من تلك المبالغ فى مساعدة العديد من الأسر الفقيرة فى المنطقة»، مؤكداً أن الجمعية أرسلت العديد من الطلبات لترخيص المركز إلا أنه عادة يتم رفضها، على الرغم من أن المركز لا يهدف لربح وإنما هدفه تخفيف العبء عن الأسرة.

يضيف: «كنا زمان بناخد مثلاً 1000 طالب، وعلى كل طالب جنيه واحد، وبنقسمهم إلى مجموعات، ونجيب لهم طلبة من كلية تربية يشرحوا لهم، وكل أسبوع نجيب مدرس كبير فى السن وعنده خبرة يشرح لهم برضو، وكنا بنحارب الدروس الخصوصية وبندى فرصة للكل أنه يستفيد، لكن دايماً كانوا بيهاجمونا والوزارة ومجلس المدينة عملوا لنا محاضر وأغلقوا المركز أكثر من مرة»، حسب قوله.

لم يختلف الوضع كثيراً بمسجد التقوى بمنطقة شبرا الخيمة، حيث وقف العشرات من الطلبة أمام المسجد، فى انتظار موعد حصتهم ممسكين فى أيديهم بعض «الملازم» مطبوع عليها بخط كبير اسم المركز التابع للمسجد ومن تحته اسم المعلم ومادته التى يقوم بتدريسها، وآلات حاسبة تساعدهم فى دراسة شعبتهم العلمية بالثانوية العامة.

من بين هؤلاء كان «عمرو محمد»، الذى اعتاد الحصول على الدروس الخصوصية منذ صغره فى ذلك المركز نظراً لقربه من منزله بجانب انخفاض سعره مقارنة بالمراكز الخاصة الأخرى، على حد قوله: «من أولى ابتدائى باخد هنا دروس، وماجربتش أنى آخد دروس فى البيت أو حتى فى سناتر لأن أسعارها مبالغ فيها بشكل كبير، ده غير أن المدرسين مش بيختلف شرحهم كتير عن بره».

ويشير «عمرو» إلى أن أعدادهم فى درس مادة الرياضيات لا يتجاوز الـ8 طلاب، الأمر الذى يساعده على الاستيعاب بشكل جيد، بجانب أنه يتيح له الفرصة لطرح بعض النقاط التى تقف أمامه أثناء المذاكرة ليعيد المعلم شرحها مرة أخرى، ويقول «عمرو»: «فى المراكز بره العدد بيكون 20 و30 طالب، وزمايلى إللى بياخدوا فيها مش بيقدروا يسألوا المدرسين لو فيه حاجة وقفت قدامهم وهما بيذاكروا، لأن عددهم كبير والمدرس بيكون عايز يشرح، وبعد ما الحصة تخلص بتيجى مجموعة غيرهم، وده إللى بيخليهم ياخدوا درس خصوصى فى البيت بفلوس أكتر».

وتقول إحدى العاملات بالمركز التابع للمسجد، رفضت نشر اسمها: «المركز هدفه خدمة الطلبة من خلال توفير مجموعة كبيرة من المعلمين، يقومون بإعطائهم دروساً مقابل مبالغ مالية تختلف باختلاف المادة والسنة الدراسية، كما أن المركز يعفى الطلبة الأيتام أو غير القادرين مادياً من دفع ثمن الدروس، مضيفة: «مادة الفيزياء الحصة فيها بـ25 جنيهاً، والأحياء الشهر بـ120 جنيهاً، ومادة الرياضيات بجميع فروعها 200 جنيه شهرياً، والشهر فيه 8 حصص، كل حصة ساعتان، والفرنساوى 140 جنيهاً فى الشهر».

وتضيف: «أما بالنسبة للنصف الأول من المرحلة الابتدائية فتبدأ أسعار الدروس فيه من 50 جنيهاً للثلاث مواد الأساسية: عربى، حساب، إنجليزى، وتزداد القيمة بعض الشىء فى كل صف، لتصل فى الصفين الخامس والسادس إلى 80 جنيهاً لكل المواد، بينما اختلف الوضع فى المرحلة الإعدادية حيث تزداد المصاريف الشهرية فيها لتصل إلى 90 جنيهاً لجميع المواد».

وتتابع السيدة الثلاثينية: «المركز هنا مش بيجبر الطلاب على حاجة، أول شهر يعتبر مجانى لكل الطلبة عشان يجربوا كل المدرسين إللى موجودين، وبيكون لكل مادة أكتر من مدرس بمواعيد مختلفة، وعدد الطلاب مش بيزيد عن 25 طالب فى المجموعة»، لافتة إلى أن المعلم يدفع إيجار المكان للجمعية الشرعية التابع لها المسجد: «لو مثلاً الطالب بيدفع 120 جنيه، المدرس بياخد الـ100 ويدى للجمعية الـ20 جنيه، والجمعية بتاخد الفلوس تجيب بيها كسوة للأيتام، وشنط مدارس للمحتاجين، وعلاج الفقراء».

وفى كنيسة مارمينا بمنطقة العمرانية يتوافد الطلاب من كافة المراحل الدراسية وخاصة الابتدائية للحصول على مجموعات التقوية التى تنظمها الكنيسة لطلابها بمبالغ رمزية، حيث تخصص الكنيسة فصولاً قليلة لطلابها ليقوم فيها المعلمون بشرح كافة المواد الدراسية، بحسب كلام «صفوت لاوندى»، مشرف على مجموعات التقوية بالكنيسة: «فى عندنا 4 فصول فى الكنيسة، كل فصل بيكون فيه عدد قليل من الطلبة عشان الكل يقدر يستفيد، وفى مدرسين بيشتغلوا معانا طواعية وفى مدرسين بياخدوا 50%، ومخصصين فصل لتعليم القراءة والكتابة للطلبة لأن فى أطفال بيكونوا فى الصف الرابع والخامس ولسه مش بيعرفوا يكتبوا ويقروا».

ويشير «صفوت» إلى أن مجموعات التقوية فى الكنيسة تقوم على جزأين، هما: طلبة يتم إعفاؤهم من دفع مصاريف الدروس بعد عمل بحث حالة والتأكد من أن حالة الأسرة لا تسمح بدفع تلك المصاريف، وطلبة آخرون يقومون بدفع 10 جنيهات شهرياً لجميع المواد بالنسبة للمرحلة الابتدائية، أما المرحلة الإعدادية والثانوية فيقوم الطالب بدفع 10 جنيهات فى الحصة لكل مادة من المواد الدراسية، مضيفاً: «للأسف مفيش إقبال كبير من طلبة ثانوى على المركز وأغلبهم بيلجأ إلى الدروس الخصوصية، فى المراكز أو البيوت رغم أننا بنوفر ليهم مدرسين فى جميع المواد»، مبرراً ذلك بقوله: «مفيش عناصر تجذبهم إنهم ياخدوا دروسهم فى الكنيسة، لأننا مش بنعمل إعلانات ودعاية كتير زى المراكز الخاصة، ده غير إن القاعات بره بتكون مكيفة».


مواضيع متعلقة