الأزهر والكنيسة يتفقان على خطر الزيادة السكانية وضرورة تنظيم الأسرة

كتب: محمد يوسف

الأزهر والكنيسة يتفقان على خطر الزيادة السكانية وضرورة تنظيم الأسرة

الأزهر والكنيسة يتفقان على خطر الزيادة السكانية وضرورة تنظيم الأسرة

اتفق ممثل الأزهر والكنيسة خلال كلمتيهما اليوم، أمام لجنة التضامن الاجتماعي، على خطر الزيادة السكانية وضرورة تنظيم الأسرة الذي لا يتعارض مع الدين. 

وقال سعيد عامر أمين عام الدعوة بمجمع البحوث الإسلامية وممثل شيخ الأزهر، إن هناك عدة حقائق عن الزيادة السكانية، تتمثل في أن الأديان السماوية جاءت رحمة وسعادة للبشرية، ولغرس المعاني الفاضلة في نفوس الناس جميعا، وبالتالي فإن الكلام في الأمور الدينية يجب أن يكون مبنيا على الفهم والعلم الصحيح.

وأضاف سعيد عامر، خلال جلسة الحوار المجتمعى بمجلس النواب، اليوم الإثنين، برئاسة الدكتور عبدالهادي القصبي رئيس لجنة التضامن الاجتماعى، أن الحقيقية الأخرى تتمثل في الخلاف في بعض الأمور التي تقبل الاجتهاد ما دام القصد الوصول إلى الحق، والجميع يعلم أن "البنون زينة الحياة الدنيا"، ولكن في نفس الوقت أمانة في يد الآباء، لذا عليهم أن يراعوها حق رعايتها، بإخلاص في إحسان تربيتهم، والحقيقة الأخرى تتمثل في أن هذا الكون الذي نعيش فيه أقامه الله على نظام بديع محكم، ونحن نعيش في عصر لا تتنافس فيه الأمم بكثرة تناسلها أو أراضيها ولكن بالابتكار العلمي.

وأكد عامر، على ضرورة توضيح رأي الدين، في حل هذه المشكلة، خاصة أن هناك مفاهيم مغلوطة وجب على أهل العلم توضيح الصحيح في هذا الاتجاه، ومن التفسيرات الخاطئة التي تشيع بين الناس أن الله تكفل بالرزق لكل كائن حي، ويستشهد هؤلاء بآيات القرآن ولهذا فإن الدعوة لتنظيم الأسرة لا تتعارض مع النص، والجميع يعلم أن الله هو الرزاق، وجعل لكل شيئا سببا والسعي والأخذ بالأسباب ولابد من السعي كما أمرنا الله، واستخدام عقولنا لتدبير أمور حياتنا وعدم استخدام العقل يعد من الذنوب الكبرى، خاصة وأن العقل لا يتعارض مع الدين.

من جانبه قال القس بولس سرور، ممثل الكنيسة المصرية خلال  جلسة الاستماع، إن الكنيسة تنادى منذ زمن بعيد بتنظيم الأسرة، وفي سبيل تحقيق ذلك توظف عددا من الآليات للوصول للهدف المنشود.

وأضاف ممثل الكنيسة، في كلمته خلال جلسة الحوار المجتمعي أن الدين نص صراحة على هذا الأمر من خلال عدد من الآيات، منها أن السيد المسيح قال: "من أراد أن يبني برجا فلا يجلس أولا"، ويحسب حساب النفقة حتى لا يبتدئ ولا يكمل، ولهذا فإن تنظيم الأسرة أمر خطير، ومن الآيات المسيحية أيضا "لا تشتهي كثرة الأولاد الذين لا خير فيهم، ولا تفرح بكثرتهم إن لم تكن فيهم مخافة الرب".

وطالب مثل الكنيسة المصرية بتصحيح المفاهيم الدينية المغلوطة لدى البعض في القرى والنجوع والكفور، وأن القضية ليست بالكم، وعلى الأسرة أن تكون نواة حل هذه المشكلة، وهذا لن يتحقق سوى من خلال تغيير المفاهيم المغلوطة، ونشر الثقافة الحقيقية والتنويرية للمواطنين في كل أنحاء الجمهورية، وعليهم أن يعلموا أن هناك فرقا بين التواكل والاتكال على الله".