بعد قرب تحرير سوريا والعراق من «داعش».. أين ستذهب «فلول» التنظيم؟

بعد قرب تحرير سوريا والعراق من «داعش».. أين ستذهب «فلول» التنظيم؟
يضيق الخناق على تنظيم داعش في سوريا والعراق، بالتزامن مع إعلان الجيش العراقي اليوم الأحد، إكمال المرحلة الأولى من عمليات تحرير قضاء الحويجة بمحافظة كركوك، آخر معاقل التنظيم الإرهابي في بلاد الرافدين.
وقبل أيام، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية، التي تقاتل التنظيم الإرهابي في معقله بالرقة في سوريا، أنه تم تحرير 90% من مساحة المدينة من قبضة التنظيم، فيما أكدت جيهان شيخ أحمد، المتحدثة باسم القوات، أن مسألة تحرير المدينة بالكامل لن تستغرق أكثر من شهر.
المعطيات على الأرض، تؤكد أن مسألة تحرير المناطق التي احتلها التنظيم منذ 2014، أصبحت وشيكة، وهو ما يثير مخاوف بشأن وجهة أعضاء التنظيم المقبلة، بعد خسارتهم للأرض التي أقاموا عليها دولتهم.
أحمد بان، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، أكد أن أفراد التنظيم لم يعد بوسعهم سوى الهروب من حيث أتوا في السابق، حيث الصحراء الواسعة في العراق وسوريا، ثم الاعتماد على حروب العصابات، والضربات المفاجئة لعناصر الأمن من وقت لآخر، وهي الاستراتيجية القديمة للتنظيم قبل إعلان دولته.
وأضاف «بان» لـ«الوطن»، أن عناصر من التنظيم تحاول الآن الهرب إلى تركيا، لكن عودة العناصر الإرهابية إلى بلادهم يظل خيارًا صعبًا، وذلك بسبب الإجراءات الأمنية المشددة التي تفرضها أغلب الدول على المطارات، والتي تقف حائلًا دون عودة الإرهابيون إلى موطنهم الأصلي.
من جانبه قال سامح عيد، الباحث في شئون الحركات الإسلامية إن العناصر السورية والعراقية ستظل في بلادها، ترتكب العمليات الإرهابية من وقت لآخر بعد فقدانها الأرض، في حين أن أغلب العناصر الأجنبية، ستحاول الهرب إلى مكان آخر لـ«الجهاد».
وأضاف «عيد»، أن عناصر التنظيم في الوقت الحالي تجري مراجعة لأفكارها، وتتذكر كلمات أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة، عندما حذرهم قبل عامين من استراتيجية تأسيس الدولة، موضحًا أن هناك رغبة لدى عدد كبير منهم في العودة إلى تنظيم القاعدة مرة أخرى.
واعتبر الباحث في شئون الحركات الإسلامية، أن العالم بأسره قد يكون أمام سيناريو آخر كالذي عرف بـ«العائدون من أفغانستان»، في أعقاب الغزو السوفيتي، موضحًا أن العالم سيشهد خلال الـ10 سنوات المقبلة موجة من الإرهاب تتركز في أوروبا والشرق، بسبب العناصر الإرهابية العائدة.