الصنايعية والعمال.. أجور متدنية.. ومعاناة يومية فى المواصلات
عمال الورش يشكون عدم وجود وحدة إسعاف قريبة
يواجه العمال والصنايعية داخل المدينة الصناعية بالكوثر صعوبات شديدة فى المواصلات ذهاباً وإياباً داخل المدينة، سواء فى ارتفاع التكلفة أو قلة العربات، بالإضافة إلى معاناتهم مع ارتفاع الأسعار ووقف الحال الذى أصاب المدينة بأكملها نتيجة ارتفاع الخامات مما جعلهم يعملون أياماً محدودة فى الأسبوع.
أحمد عبدالله، 24 عاماً، يعمل داخل إحدى الورش لتصنيع الرخام، يؤكد أنهم كعمال وصنايعية يواجهون مشكلة فى وسائل المواصلات داخل مدينة الكوثر الصناعية ومنها وإليها، قائلاً: «بركب مواصلتين من قدام الورشة هنا لحد البيت، الأولى من هنا لحد بوابة الكوثر بـ10 جنيه، ومن البوابة بركب عربية تانية ملاكى أو ميكروباص لحد البيت بـ10 جنيه غيرهم، يعنى بدفع فى اليوم 40 جنيه مواصلات رايح جاى، ولو راكب عربية مخصوصة بدفع 30 جنيه فى المشوار الواحد ده لو ملاقتش مواصلات»، موضحاً أنه يستغنى فى أوقات كثيرة عن تلك المواصلات هرباً من تكاليفها مستقلاً سيارة صاحب الورشة على الأقل مرة فى اليوم، مدخراً جزءاً من يوميته التى تبلغ قيمتها 65 جنيهاً، متابعاً بنبرة حزينة: «اليوميات هنا بصراحة منقدرش نفتح بيها بيت، والواحد شغال هنا عشان يجيب مصاريف اليوم لحد ما ييجى لى أى سفر خارج مصر».
وأوضح «عبدالله» أن المقابل الذى يحصل عليه لم يعد يكفيه، ولا يستطيع من خلاله الزواج، وأن ارتفاع الأسعار بشكل كبير جعله يستغنى عن بعض ما كان يحلم بشرائه، مضيفاً: «كان نفسى دايماً إنى أجيب موتوسيكل ومش عارف طبعاً لأن سعره وصل دلوقتى 10 آلاف جنيه، ولو فكرت أجيبه قسط هيبقى سعره أعلى والأقساط مش قليلة، وقعدت فكرت كتير فيه بس لقيته صعب بالفلوس اللى باخدها دى، ودلوقتى بقى العامل مغلوب على أمره».
«عبدالله»: «بركب العربية مع صاحب الورشة».. و«على»: «بدفع 20 جنيه فى اليوم عشان أروح شغلى»
هيثم الهلالى، 35 عاماً، حاصل على ليسانس حقوق ويعمل على ماكينة تقطيع الرخام داخل إحدى الورش بالمدينة الصناعية الثانية بالكوثر منذ 4 أعوام، يؤكد أن مشاكل العمال عامة على الجميع، كالغلاء الذى يعيش فيه الجميع، والحالة الصعبة التى وصلت إليها المعيشة فى ظل اليوميات القليلة التى يحصل عليها العمال والصنايعية، مضيفاً: «اللى كان بياخد يومية مثلاً 50 جنيه السنة اللى فاتت، السنة دى بقت ملهاش لازمة بسبب الظروف اللى بقينا فيها دى، ودلوقتى الصنايعى بياخد 100 جنيه والعامل بياخد يومية 60 جنيه، ده أنا عندى بنتين واليومية بتكفينى بصعوبة يدوب على قد الأكل والشرب، أمال اللى بياخد 60 جنيه ومتجوز وعنده عيال يعمل إيه؟!»، وأوضح «الهلالى» أنه بحث عن الكثير من الوظائف فى المصالح الحكومية والقطاع الخاص ولم ينجح، ثم اتجه للعمل فى ليبيا محاسباً 4 سنوات حتى ساءت الأمور هناك.
على شعبان، 18 عاماً، يعمل داخل إحدى الورش لتقطيع الأخشاب، يسكن فى أخميم، يرى أن أكثر ما يواجه العمال فى المدنية الصناعية، المواصلات، قائلاً: «بدفع 20 جنيه يومياً فى المواصلات من البيت للمفارق، ومن المفارق للورشة، فى 6 أيام فى الأسبوع يعنى نحو 120 جنيه فى الأسبوع بدفعها بس على المواصلات».
مختار السيد، 29 عاماً، صنايعى بإحدى ورش النجارة، يوضح أن العامل داخل المدينة الصناعية مُعرض فى أى وقت للإصابة وتعرض سلامته لمخاطر كثيرة، لأنه يتعامل مع آلات حادة، مضيفاً: «رغم كل ده مفيش إسعاف هنا لأنها مجرد عربية إسعاف ومفيهاش إسعافات أولية، وأقرب مستشفى هى أخميم المركزى وبعدها سوهاج الجامعى».