"الحكيم" لـ"كردستان": لا للقرارات الأحادية في وقت الأزمات والتحديات

"الحكيم" لـ"كردستان": لا للقرارات الأحادية في وقت الأزمات والتحديات
جدّد عمار الحكيم، زعيم تيار الحكمة الوطني العراقي، رفضه للاستفتاء المزمع إجراءه في إقليم كردستان العراق، الإثنين المقبل، مشددًا على أن القرارات المصيرية لا تتخذ بصورة أحادية في وقت الأزمات.
وقال "الحكيم"، خلال كلمته أمام تجمع جماهيرى ضخم مساء اليوم بمناسبة الاحتفال بالأول من محرم، موجهًا حديثه لأبناء إقليم كردستان: "يا أبناء كردستان العزيزة، أنتم أبناء العراق العظيم، أنتم نسمة شمال هذا الوطن، يا أبناء أربيل والسليمانية ودهوك، يا أبناء حلبجةَ والأنفال، يا أصدقاء الجبالِ ورفاق درب الثورة والنضال، إن الحقوق لا تسقط بالتقادم، وحقكم في هذا الوطنِ متساوٍ مع حقوقِ إخوتكم في الوطنية العراقية، فكردستان عزيزة علينا، وحريتها وعزتها ورفاهها هدف سام نؤمن به، ولقد سرنا في الطريقِ معاً، فلنكمل الدرب معاً ولنتفق على وحدتنا".
{long_qoute_2}
وتابع: "إننا نتفهم تماما الحلم الذي قاتلتم من أجله عشرات السنين وقدمتم عشرات الآلاف من الشهداء، وكبرت معه الأجيال الكردية، لكننا نحتاج أن نتفق، وأن نضع مصالح شعبنا قبل مصالحنا، وأن لا نحسب حركة الشعوب بسنوات عمرنا فنتخذ قرارات مضغوطة قد تطيح بكثيرٍ من الإنجازات، نحتاج جميعاً إلى الوقت كي تنمو دولتنا ويتخلص وطننا من إرهاصات الدكتاتورية والإرهاب، فلم يعد العراق يحتملُ أزمات متتابعة أخرى، وسياسة الأزمات لن تؤدي إلا إلى مزيد من الدمارِ وفقدانِ الثقة بين أبناء الوطنِ الواحد والجغرافية الواحدة، وسيكون الجميع خاسراً، فليس هناك رابح في تنازع الأخوة في الوطن لا سمح الله".
واستطرد زعيم تيار الحكمة العراقي: "ندعو اللَّه أن يكون صوت العقلِ والمنطقِ لدى الجميع أعلى وأقوى من صوت الحزازات والانفعالات، أيها الأخوة والأخوات الأحبة، يا أبناء العراق، إخوتي وأخواتي وأصدقائي في كردستان الحبيبة، العراق يكفيكم شرور العالم، وذراعه تحتضنكم وتحميكم، فتمسكوا بحلمكم وتمسكوا بعراقيتكم، ولنمنح الأجيال القادمة فرصة للاختيارِ بعيداً عن الأزمات والضغوط والتحديات الآنية، فالقرارات المصيرية نتخذها معاً، وها نحن نعلنها بوضوحٍ، لا للقرارات المصيرية الأحادية في وقت الأزمات والتحديات، ولن تموت أحلام الشعوب وحقوقها بالتقادم.
{long_qoute_3}
ودعا "الحكيم" في خطابه الجماهيري إلى الحذر من عودة الإرهاب تحت مسميات أخرى، لأن الفكر التكفيرى لا يزال حاضر وبقوة، متابعاً: "معركتنا مع الإرهاب لم تنته بعد، ولم يستمع لنا البعض عندما قلنا إن الإرهاب لا يعترف بالحدود وإنه سرطان العصرِ وإنه لن يتوقف، وسيرتد على الذِين حاولوا استغلاله واستخدامه سلاحاً ضد خصومهم، ومن يربي الأفاعي لا يلوم إلا نفسه، حين تلدغه، ولقد دفعت بعض الدول ثمن احتضانها للإرهاب وسمحت أن تكون أراضيها معبراً للإرهابيين كي تصفي حساباتها مع خصومها على أرضِ العراق".
وأضاف، أن "من يتصور أن الإرهاب سينتهي بنهاية (داعش) فهو واهم، لأن الإرهاب لا يتحدد بالمسمى، بل بالفكر الضال، وما دام الفكر التكفيري موجودًا فإننا قد نرى (داعش) آخر باسم آخر، وتحت تبريرٍ آخر وفي بلدٍ آخر، فالإرهاب فكر وليس ممارسات فحسب، وبعض الدول تنمي التطرف عبر مناهجها الدراسية، فكيف نقضي على الفكرِ التكفيري وهو يدرس في المدارس".
{long_qoute_1}
واختتم زعيم تيار الحكمة الوطني العراقي: "علينا نحن المسلمين أن نختار بين العيشِ في ظل الفكرِ الظلامي المنحرف أو العيشِ في ظل حضارتنا المتنورة، وتطلعاتنا الواعدة ضمن الرؤية الوسطية للإسلام، لقد قدم العراقيون بحربهم على الإرهاب خدمة كبيرة للدول الإقليمية ولباقي دول العالم، فنحن العراقيين، من هزم خرافة داعش، وقاتلنا بالنيابة عن العالمِ ونلنا ثقة العالمِ واحترامه بفضل الله، نشكر كل من ساعدنا ووقف معنا من الشرفاء والأحرارِ في العالم، ونشكر الأخوة والأصدقاء والحلفاء".