بعد 45 عام من عرضه ...باحث شرعي يكشف حقيقة أحداث "الشيماء"

كتب: أحمد حامد دياب

بعد 45 عام من عرضه ...باحث شرعي يكشف حقيقة أحداث "الشيماء"

بعد 45 عام من عرضه ...باحث شرعي يكشف حقيقة أحداث "الشيماء"

ارتبطت بعض المناسبات الدينية والوطنية عندنا ببعض الأعمال السينمائية التي لا يمكن أن تمر المناسبة أو الذكرى دون أن نشاهدها على أغلب الشاشات العربية.

من ضمن هذه الأعمال الخالدة فيلم "الشيماء"، والذي نشاهده كثيراً هذه الأيام التي نحتفل فيها بعام هجري جديد.

وفيلم "الشيماء"الذي أٌنتج عام 1972 وقامت ببطولته سميرة أحمد وأحمد مظهر وغسان مطر وأخرجه المخرج الراحل حسام الدين مصطفي وكتبه صبري موسي وراجع مادته التاريخية عادل عبدالرحمن يٌعتبر من أشهر الأفلام الدينية على الإطلاق ويحتوي على أغاني دينية نالت شهرة واسعة في الوطن العربي بأكمله.

ويحكي الفيلم عن "الشيماء" شقيقة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الرضاعة والتي كانت تغني في حب أخيها وتقف أمام قومها الكفار وتهاجمهم بسبب عداوتهم لأخيها في الرضاعة وأيضاً وقوفها أمام زوجها بجاد بني سعد(الذي قام بدوره أحمد مظهر) والذي امر النبي بقتله وأسلم في نهاية المطاف بحسب الفيلم.

ولان أحداث الفيلم ترتبط بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم فوجب التأكد من حقيقة هذه الأحداث ومدي صحة حدوثها.

فضيلة الداعية الشيخ أحمد عبدالحليم خطاب الباحث الشرعي وأحد علماء الأزهر الشريف إستنكر بشدة ما جاء في فيلم "الشيماء"وأبدى تعجبه من مرور هذه المعلومات التي لا تخفى على أصغر طالب علم فضلاً عن لجان مراجعة الأعمال الدينية بالأزهر الشريف.

ونفى خطاب ما جاء في الفيلم جملة وتفصيلاً موضحاً أن الشيماء شخصية حقيقية وهي أخت النبي محمد صلى الله عليه وسلم من الرضاعة وأنها إبنة حليمة السعدية مرضعة النبي الأكرم.

وأوجز خطاب ما جاء عن الشيماء في أشهر كٌتب السيرة حيث ذكرت كتب السير إسمها ب"حذافة "وأوضح أن إيمانها وإسلامها محل خلاف بين أهل العلم.

وقال خطاب أن إبن حجر العسقلاني ذكر في كتابه (الإصابة في تمييز الصحابة)أن الشيماء بنت الحارث بن عبد العزى بن رفاعة أخت الرسول (ص) من الرضاعة واسمها حذافة.

وذكر أهل السير أن الشيماء كانت تحضن رسول الله مع أمها و أن الشيماء لما وصلت إلى رسول الله قالت يا رسول الله إنى لأختك من الرضاعة، قال وما علامة ذلك قالت له علامة فعرف رسول الله العلامة فبسط لها رداءه ثم قال لها ها هنا فأجلسها عليه وخيرها فقال إن أحببت فأقيمى عندى محبة مكرمة وإن أحببت أن أمتعك (أحملك بالأمتعة) فارجعى إلى قومك فقالت بل تمتعنى وتردنى إلى قومى فمتعها وردها إلى قومها.

وقال أبو عمر أغارت خيل رسول الله على هوازن فأخذوها فيما أخذوا من السبى فقالت لهم أنا أخت صاحبكم، فلما قدموا بها قالت يا محمد أنا أختك وعرفته بعلامة عرفها، فرحب بها وبسط رداءه فأجلسها عليه ودمعت عيناه فقال لها: إن أحببت أن ترجعى إلى قومك أوصلتك وإن أحببت فأقيمى مكرمة محببة، فقالت بل أرجع فأسلمت وأعطاها رسول الله نعما وشاة وثلاثة عبيد وجارية.

ونفي خطاب ما جاء في فيلم "الشيماء" من أنها كانت تغني وكانت تدافع عن الإسلام مؤكداً أنها قابلت النبي صلى الله عليه وسلم عام 8 هجرية وبالتالي لم تكن أسلمت وقت هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ولم تغني مع الأنصار "طلع البدر علينا" إحتفالاً بهجرته كما يزعم الفيلم.

وقال خطاب انها قابلت النبي صلى الله عليه وسلم يوم غزوة هوازن أويوم غزوة حنين وكانت تكبره في السن بعشر سنوات حينئذ وكان عمرها 70 سنة وكان عمره صلى الله عليه وسلم حوالي 60 عام.

وأبدى خطاب تعجبه من مرور هذه المعلومات المؤكدة عن عادل عبدالرحمن والذي تولي تدقيق المادة التاريخية للفيلم.

أما عن زوجها بيجاد بني سعد والذي قام بدوره الفنان الراحل أحمد مظهر فأوضح خطاب أن بجاد زوج الشيماء أخت النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الرضاعة ولا يوجد نص صريح صحيح يبين إسلامه، وخلاصة القول عن بجاد كما في كتاب سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد صلى الله عليه وسلم أن الشيماء كلمت النبي صلى الله عليه وسلم في بجاد أن يهبه لها ويعفو عنه ففعل صلى الله عليه وسلّم. 

ولم تذكر أى من كتب السير المعتبرة ما جاء في الفيلم عن انه كان يعادي النبي صلى الله عليه وسلم أو أنه صلى الله عليه وسلم أمر بقتله.