عدا السعودية ومصر.. لماذا اختفت الدول العربية عن أزمة كردستان العراق؟

كتب: محمد أسامة

عدا السعودية ومصر.. لماذا اختفت الدول العربية عن أزمة كردستان العراق؟

عدا السعودية ومصر.. لماذا اختفت الدول العربية عن أزمة كردستان العراق؟

دعت المملكة العربية السعودية أكراد العراق، أمس الأربعاء، إلى العدول عن تنظيم الاستفتاء حول الاستقلال المقرر الأسبوع المقبل، محذرة من "مخاطر" قد تترتب على ذلك، في ثاني رد فعل عربي على الاستفتاء الكردي بالعراق.

وقال مصدر مسؤول في تصريح نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية إن المملكة "تتطلع إلى حكمة وحنكة الرئيس مسعود بارزاني لعدم إجراء الاستفتاء الخاص باستقلال إقليم كردستان العراق، وذلك لتجنيب العراق والمنطقة مزيدا من المخاطر التي قد تترتب على إجرائه".

وأضاف أن قرار المملكة جاء "انسجاما مع المواقف الإقليمية والدولية بهذا الشأن"، و"تقديرا للظروف الراهنة التي تمر بها المنطقة وما تواجهه من مخاطر وحرصا منها على تجنب أزمات جديدة قد ينتج عنها تداعيات سلبية سياسية، وأمنية، وإنسانية".

واعتبر أن هذه الأزمات ستؤدي إلى تشتيت "الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة بما في ذلك مكافحة التنظيمات الإرهابية والأنشطة المرتبطة بها"، داعيا الأطراف المعنية إلى "الدخول في حوار".

وكانت مصر أعربت أكثر من مرة خاصة على لسان سفيرها في بغداد عن معارضتها للأستفتاء المقرر عقده في 25 سبتمبر الجاري.

فيما لم تظهر دول عربية أخرى مثل سوريا التي يُخطط الأكراد داخلها لقيام منطقة حكم ذاتي في الشمال السوري رد فعل على الأستفتاء كما لم تظهر دول عربية أخرى في الخليج العربي أو الشمال الإفريقي ردود فعل، حيث اكتفوا بإرسال الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى أربيل لكي يدعوا كردستان لعدم الانفصال دون إبداء آراء حاسمة وقاطعة حول الأمر.

علق الدكتور عبد المطلب النقيب، المحلل العراقي، وأستاذ العلاقات الدولية، على الاختفاء العربي، قائلا إن الأمر يجسد حياة العرب طوال العصور القديمة حيث إن العرب يضعون رؤوسهم في الرمال ولا يظهرون أي مواقف حازمة في مواجهة الأزمات الكبرى، مشيرًا إلى أن أزمة كردستان العراق ستؤدي إلى تقسيم العراق إلى دولة كردية وشيعية وسنية وهو الأمر الذي قد ينتقل إلى الدول العربية الأخرى الصامتة على الاستفتاء أو التي تتخذ موقفا لينا في مواجهته.

وأضاف "النقيب" لـ"الوطن"، أن الموقف العربي يقابله موقف إسرائيلي قوي وعلني في دعم انفصال كردستان العراق، مشيرًا إلى رفع بعض الأكراد في احتفالاتهم بألمانيا علم إسرائيل، كما كشف عن أن إسرائيل أرسلت طائرات حربية إلى كردستان العراق لمساعدتها والدفاع عنها في مواجهة أي تدخل عسكري لإجهاض الاستفتاء المزمع عقده عقب 5 أيام.

وبدوره أشار الدكتور أيمن سمير، أستاذ العلاقات الدولية، إلى أن الدول العربية مشغولة بعدة قضايا تراها أهم من قضية كردستان العراق مثل مكافحة الإرهاب و"المناكفات" مع جيرانها مثل دول الخليج وإيران، أو أزمة الدول العربية مع قطر، مشيرًا إلى أن الغياب العربي مقلق بشكل كبير لأن انفصال كردستان العراق سيخلق 10 حروب صغيرة على الأقل في الشرق الأوسط، بحسب قوله.

وأكد "سمير"، أنه على جانب آخر فإن الأكراد لن يستمعوا لأي صوت عربي، لأنهم يرون أنهم ظُلموا بأن رفضوا الإنضمام لتركيا منذ 100 عام عند تقسيم الدول العربية وقرروا أن ينضموا للعراق ولكن الدولة العراقية حينها لم تعطهم حقوقهم على مدار العصور في العصر الملكي أو العصور الجمهورية وعهد صدام حسين، أو بعد الإطاحة به في 2003، ولم يجدوا أي جديد خلال 100 عام.


مواضيع متعلقة