«بنى محمد شعراوى».. قصر قديم مهدد بالانهيار.. وتلاميذ لا يعرفون طابور الصباح ولا الإذاعة المدرسية ولا تحية «العلم»

كتب: حسن عثمان وإسلام فهمى

«بنى محمد شعراوى».. قصر قديم مهدد بالانهيار.. وتلاميذ لا يعرفون طابور الصباح ولا الإذاعة المدرسية ولا تحية «العلم»

«بنى محمد شعراوى».. قصر قديم مهدد بالانهيار.. وتلاميذ لا يعرفون طابور الصباح ولا الإذاعة المدرسية ولا تحية «العلم»

ممر صغير لا يزيد عرضه على 1٫5 متر، فى بدايته وُضعت لافتة بلون أزرق مكتوب عليها «شارع أحمد زويل» داخل قرية بنى محمد شعراوى، بمركز أبوقرقاص.. المدرسة تبدو كأنها كانت قصراً قديماً، ولكن مع الإهمال انتهى عمره وأصبح آيلاً للسقوط، فقبل نحو 50 عاماً تبرع أحد الأهالى بقصر ورثه عن أبيه، ليصبح مدرسة للأهالى.. ومرت الأيام وتغير كل شىء، فالقرية التى كان عدد سكانها لا يزيد على 2000 شخص، أصبح عددهم كبيراً جداً وتزايدت المبانى ولم يطرأ على المدرسة المسقوفة بالألواح الخشبية سوى زيادة عدد الفصول فأصبح بها 6 فصول فقط، ثلاثة منها تفتح نوافذها على الشارع، وهى من نصيب الصفوف الثالث والرابع والخامس الابتدائى.

فناء المدرسة صغير للغاية، لا يسمح بوجود طابور للصباح، فاستغنت المدرسة عن طابور الصباح، ومنذ 20 عاماً لم يحدث يوماً أن قدم الطلاب الإذاعة المدرسية أو تحية العلم، الذى يرفرف فى السماء وإلى جواره علم محافظة المنيا، لدرجة أن أحد التلاميذ سأل والده عن طابور الصباح -عندما رآه فى أحد المشاهد التليفزيونية- قائلاً: «يا بابا هو إحنا معندناش طابور الصباح ليه؟».

ولأن المدرسة ليس فيها طابور للصباح أو حتى إذاعة مدرسية، فهى لا تملك سوى دولاب واحد به عدد من الكتب ووضع فى أحد الأركان وهو للجميع بمثابة «المكتبة»، وبجواره دورة مياه واحدة، خُصصت فقط للمدرسين، أما التلاميذ فليس لهم مكان لقضاء حاجتهم وتلبية نداء الطبيعة سوى فى الخلاء، فى ظل وجود حمام لا يصلح للاستخدام الآدمى ولا يوجد به مياه.

جهاز الكمبيوتر الوحيد فى المدرسة وُضع فى مكتب المدير، لا يعمل ولن يعمل لأنه لا أحد يعرف كيف يستخدمه، كما أن معمل العلوم لا يوجد به سوى بعض الأجهزة البسيطة مثل أنبوبة الاختبار ودورق زجاجى وماسك حديدى يشبه المقص، وجميعها ما زالت تحتفظ بنظافتها لأنها لم تستخدم منذ أن جاءت للمدرسة.

{long_qoute_1}

سيدة سمراء ترتدى عباءة رمادية تقف أمام باب المدرسة المغلق، تنتظر قدوم ابنتها للدخول إلى منزلهم الواقع بجوار المدرسة، تحدثت عمّا يعانيه تلاميذ مدرسة بنى محمد شعراوى، قائلة: «المدرسة قديمة جداً بقالها أكتر من 50 سنة، والمبنى ده عمره يزيد عن 100 سنة، ومبقتش مستحملة التلاميذ، المدرسة مفيهاش حمامات للمدرسات، يعنى لو فى أبلة عايزة تدخل الحمام ممكن تيجى عندنا هنا البيت، الوضع صعب جداً على الجميع، سواء كانوا تلاميذ أو مدرسين».

وتابعت: «المدرسة مفيهاش حديقة ولا حتى حوش ولا مسرح ولا أى أنشطة، الطلاب اللى فى المدرسة عندهم طاقات مش عارفين يخرّجوها، وللأسف مفيش حد مهتم بيهم ولا بيسأل عنهم».

«تعود ملكية المدرسة لـ(آل شعراوى) وهى مؤجرة لوزارة التربية والتعليم، قيمة الإيجار السنوى 57 جنيهاً و15 قرشاً، ويتم إرسال الإيجار السنوى إلى الورثة البالغ عددهم نحو 17 وريثاً، أى إن نصيب الفرد نحو ثلاثة جنيهات، وعن طريق مكتب البريد، وتكلفة إرسال الإيجار السنوى للورثة تبلغ 350 جنيهاً، وفى النهاية لا يصل إليهم فيعود مرة أخرى للمدرسة بعد أن يتم دفع تكاليف الإرسال».. هذا ما قصه أحد المعلمين بالمدرسة الذى أكد أن هناك قطع أرض مملوكة للجمعية التعاونية الزراعية ومن الممكن أن يتم ترك هذه المدرسة وبناء مدرسة أخرى هناك تتسع لجميع الطلاب البالغ عددهم نحو 500 طالب.

وتابع المدرس، الذى رفض ذكر اسمه، أن هناك معاناة يعيشها تلاميذ الصف الرابع والخامس والسادس، لأن نوافذ الفصول مفتوحة على الشارع مما يعرض الطلاب لمخاطر كبيرة أقلها تشتيت الذهن وعدم التركيز: «أنا مبعرفش أشرح للعيال بسبب الشبابيك المفتوحة على الشارع».

وقال أحد التلاميذ: أى حد معدى فى الشارع ممكن يخلينا مانعرفش نركز، يعنى ممكن عيل صغير يحدف التلاميذ بالطوب ويجرى.


مواضيع متعلقة