«أغانى المهرجانات» حيلة المنتجين للترويج لأفلام العيد

«أغانى المهرجانات» حيلة المنتجين للترويج لأفلام العيد
شكلت أغانى المهرجانات ظاهرة لافتة فى أفلام عيد الفطر هذا الموسم، حيث راهن المنتجون على مطربى «المهرجانات الشعبية» للترويج والدعاية لأفلامهم لتحقيق إيرادات ضخمة، وذلك بعد أن انتشرت مؤخراً موجة من أغانى المهرجانات الهابطة التى تحتوى على ألفاظ بذيئة، بدأ ترويجها العام الماضى فى عدد من الأفلام منها «عبده موتة»، و«مهمة فى فيلم قديم»، و«الآنسة مامى» وغيرها، ولكن الظاهرة الغريبة هذا العام هى أنه لا يخلو فيلم من أفلام العيد الخمسة من هذه الأغانى فى «قلب الأسد»، و«نظرية عمتى»، و«البرنسيسة»، و«توم وجيمى» و«كلبى دليلى»، رغم أن هذه الأفلام هى التى صنعت شعبية أكبر لهؤلاء المطربين المجهولين، حتى إنه أصبح لهذه الأغانى جمهور كبير من الطبقة الشعبية والمتوسطة أيضاً، ومن أشهر مطربى هذه الأغانى أوكا وأورتيجا وشحتة كاريكا وعمرو الجزار وفيجو وغيرهم من الأسماء. ليس هذا فقط بل إن ممثلاً مثل محمد رمضان أصبح يغنى هذه النوعية فى أفلامه الأخيرة، لأنها لا تعتمد على موهبة الصوت والغناء وإنما مجرد «رص» كلمات على لحن واحد ومعظمها يحتوى على إيحاءات جنسية ومنها «أديك فى الجركن تركن» التى يغنيها «رمضان» فى فيلمه الجديد «قلب الأسد».
عن هذه الظاهرة يتحدث عدد من المتخصصين.
يقول د.عبدالستار فتحى رئيس الرقابة على المصنفات الفنية: الرقابة من حقها التدخل وحذف مثل هذه الأغانى إذا كانت داخل أحداث الفيلم، أما إذا كانت خاصة بحملة الدعاية للفيلم فيصبح الأمر خارج سيطرة الرقابة الفنية، ويوجه الانتقاد إلى القنوات التى تعرض هذه الأغانى وإلى هيئة الاستثمار أيضاً، ومع ذلك تقوم الرقابة بحملات يومية لجمع هذه الأغانى غير المرخصة والموجودة على «سى دى» غير رسمى ودون أى ترخيص من الرقابة، خصوصاً أن كل كلمات الأغانى تعرض على الرقابة قبل بدء تسجيلها، وتقوم الرقابة بحذف أى كلمات تحتوى على ألفاظ خارجة أو إيحاءات جنسية، وأعتقد أن من يؤدون هذه الأغنيات ليسوا أعضاء بنقابة الموسيقيين، وبالتالى لا تعلم النقابة عنهم شيئاً، ومن حق النقابة التقدم ببلاغات رسمية ضدهم، لقيامهم بانتحال صفة مطرب من خلال هذه الأفلام.
أما الموسيقار حلمى بكر فيلقى بالمسئولية على الجمهور فى انتشار هذه الأغانى الهابطة، ويقول: لا يمكن أن تسمى هذه النوعية من الأغانى «شعبية»، وهى لا تمت بأى صلة للمطربين الشعبيين الذين يملكون أصواتاً قوية، لكن هذه الأغانى يتم تصنيعها تحت السلم من خلال أى جهاز كمبيوتر ومن يغنيها لا يعرف أى شىء عن الغناء، والجمهور يتحمل مسئولية انتشار هذه الأغانى، التى تقدم فى كل الأفلام الآن بهدف الدعاية والربح المادى فقط، ويعتمد المنتجون على هؤلاء المؤدين لقلة أجورهم، وارتفاع أسعار المطربين المعروفين، ولا بد من وجود رقابة فى المنازل، فكيف يسمح أب أن يسمع أبناؤه هذه الأغانى التى تحتوى ألفاظاً وإيحاءات جنسية تخدش الحياء؟
من جانبه دافع أحمد السبكى منتج فيلم «قلب الأسد» على هذه الأغانى قائلاً: لا أعرف لماذا يهاجم الكثيرون وجود الأغانى الشعبية فى الأفلام، خصوصاً بعد أن أصبحت لها قاعدة جماهيرية كبيرة الآن، وأعتقد أن وجودها فى الأفلام فى الفترة الأخيرة بشكل كبير يرجع لنجاحها مع الجمهور وأنها أصبحت وسيلة مهمة من وسائل الدعاية للأفلام، ثم إن هناك شريحة كبيرة من الشعب المصرى تحب هذا اللون الغنائى الشعبى وليس فقط من الطبقة الشعبية الفقيرة أو المتوسطة وإنما وصل إلى قطاع كبير من الجمهور، وستجد أن كل طبقات المجتمع يستعينون بهؤلاء المطربين فى الأفراح هذه الأيام وهذا دليل على نجاحهم ولا نستطيع أن نخفى ذلك ولا أجد أى مبرر لرفض وجود هذه الأغانى فى الأفلام.