المصالحة المجتمعية تبدأ فى قطاع غزة بتفاهم مع «دحلان» و«حماس» تنتظر نتائج زيارة وفد «فتح» للقاهرة

كتب: محمد الليثى

المصالحة المجتمعية تبدأ فى قطاع غزة بتفاهم مع «دحلان» و«حماس» تنتظر نتائج زيارة وفد «فتح» للقاهرة

المصالحة المجتمعية تبدأ فى قطاع غزة بتفاهم مع «دحلان» و«حماس» تنتظر نتائج زيارة وفد «فتح» للقاهرة

بدأت لجنة المصالحة المجتمعية التى تشكلت بناء على التفاهم بين تيار الإصلاح للقيادى الفلسطينى محمد دحلان، وحركة «حماس» الفلسطينية فى قطاع غزة، والتى نصت على تعويض عائلات ضحايا الانقسام الفلسطينى- الفلسطينى، وكان ذلك فى احتفال تم تنظيمه، مساء أمس الأول، فى القطاع بمشاركة ممثلين من جميع الفصائل الفلسطينية باستثناء حركة «فتح»، حيث تم تقديم شيك بقيمة 50 ألف دولار «دية» لكل عائلة من عائلات 14 شخصاً لقوا حتفهم عام 2007 خلال الانقسام، من ضمن 730 حالة سيتم تعويضها.

وبحسب ما نقلته وكالة «فرانس برس»، قال النائب فى المجلس التشريعى عن حركة حماس أحمد بحر فى كلمة بالاحتفال: «بدأنا تحقيق المصالحة الاجتماعية ونسعى إلى تحقيق المصالحة الوطنية، وفد حركة حماس أبدى استعداداً كاملاً لإنجاح المصالحة، وندعو حركة فتح للاستجابة لمقتضيات المصالحة»، مضيفاً: «اليوم تم إنجاز عشرين ملف مصالحة اجتماعية.. هناك إصرار من الجميع على إنجاز هذا الملف برغم المعوقات التى تفتعلها السلطة وأجهزة عباس».

{long_qoute_1}

من جانبه، قال القيادى فى «حماس» الدكتور أحمد يوسف، إن العلاقة مع محمد دحلان تتوطد يوماً بعد الآخر، مشيراً إلى أن «هناك العديد من المشروعات فى طريقها للتنفيذ على الأرض فى إطار المصالحة المجتمعية لحقن الدماء وحل الكثير من المسائل المرتبطة ببعض الاحتقانات فى الشارع الفلسطينى بقطاع غزة، ومع أجواء المصالحة بدأت تنتهى قضية الخلافات السابقة على خلفية أحداث 2007»، مضيفاً: «الأجواء إيجابية، والعمل عمل مشترك، وجهود المصالحة تتم بتنسيق بين الطرفين، والدعم المالى متوافر لإنهاء كل ملفات الدماء التى عطلت المصالحة فى فترة من الفترات، فكل هذه أمور تمهد الطريق لتعزيز العلاقة وتوطيدها أكثر وأكثر». وأضاف «يوسف» لـ«الوطن» أن مشروع أمس الأول واحد من عدة مشاريع لمواجهة البطالة ومساعدة طلاب الجامعات، وبشأن الأنباء التى تفيد اشتراط حركة «فتح» عدم التعامل مع «دحلان» لإتمام المصالحة، قال: «لا أعتقد أن هناك أى اشتراطات من هذا النوع، محمد دحلان أصبح شريكاً وطنياً موجوداً على الساحة، الخلاف بينه وبين أبومازن شخصى وليس وطنياً، وبالتالى هذه قضية يمكن معالجتها وحلها، ويمكن أن تكون هناك أطراف عربية قادرة على تحقيق مصالحة بينهما، هذا ملف آخر ليس له علاقة بأى تحركات باتجاه المصالحة، نحن معنيون أن نحقق هذه المصالحة مع هذا التيار ومع محمد دحلان كما نريد أن نحققه مع أبومازن وباقى تيار فتح»، مؤكداً أن حركته لن تقبل بأى اشتراطات من هذا القبيل من أجل تحقيق المصالحة، مستطرداً: «العلاقات أصبحت علاقة شراكة وطنية، ونسعى إلى تعزيزها بشكل أقوى لأن هذا التيار له حضور كبير فى قطاع غزة، واستقرار العلاقة مع هذا التيار استقرار للأوضاع فى قطاع غزة، وتمكين لبناء رؤية فى إطار مشروع وطنى يتحرك به الجميع، وليس وارداً أن تكون العلاقة مع أبومازن على على حساب محمد دحلان أو العكس، فنحن معنيون أن نتواصل مع الجميع ونأمل أن تكون هذه المصالحة وتطبيقها على الأرض عاملاً مشجعاً لأبومازن بأن حماس صادقة فى توجهاتها.. وإذا كان النائب دحلان كان بيننا وببينه ما صنع الحداد استطعنا أن ننجح ونقيم تعاوناً وتنسيقاً على الساحة الوطنية، فمن باب أولى أن تكون هذه العلاقة ميسرة ويمكن الوصول إليها مع أبومازن».

وعن مكتب «حماس» بالقاهرة، قال إن من سيتولاه عضو المكتب السياسى روحى مشتهى، لافتاً إلى أن نبأ إيجابياً يؤكد أن القاهرة محطة مهمة لترتيب الأوضاع الفلسطينية. وبشأن آخر تطورات المصالحة، قال «يوسف» إننا بانتظار ما تنتهى به زيارة «فتح» إلى القاهرة «فحماس وضعت كل الأوراق بأيدى الإخوة فى مصر تحت تصرفها، وهناك منسوب عال من الثقة فى إدارة هذا الملف، فالكرة الآن فى ملعب أبومازن وحركة فتح، فقد سلمنا الأوراق لمصر وفوضناها للتحدث باسم الحركة، وما تراه مناسباً للساحة الفلسطينية، سعياً للمضى قدماً فى ملف المصالحة».

وفيما يخص الإجراءات الحدودية بين مصر والقطاع، قال إنه لا إمكانية الآن لأى تجاوزات أو اختراقات للحدود، وإن حماس والأجهزة الأمنية بغزة اتخذت من الاحتياطات ما يكفى لقطع الطريق أمام أى خلل أمنى ممكن أن يقع عبر الحدود.

من جانبه، أكد أسامة القواسمى، المتحدث باسم «فتح»، على أهمية الدور المصرى وتقديره، مضيفاً: «نحن استمعنا إلى بيان غير واضح من حركة حماس وتكرار للمواقف السابقة، لذلك هناك اتصال مباشر بيننا وبين القيادة المصرية والوفد تشكل بناء على اجتماع اللجنة المركزية بالذهاب إلى القاهرة واللقاء مع القيادة المصرية من أجل توضيح الأمور وماهية الموقف الحقيقى لما توصلت إليه مصر مع حماس، وسنكون إيجابيين دائماً، ونأمل أن يكون هناك تطور حقيقى»، مستطرداً: «ما استمعنا إليه من حماس تكرار للمواقف السابقة، أى إنهم يتحدثون عن نيتهم وأنهم سوف يحلون اللجنة الإدارية فى غزة، نحن موقفنا واضح وثابت، حل اللجنة دون أى شرط أو مقابل، وتمكين الحكومة من العمل، وبعدها يمكن أن نجلس مع حماس»، لافتاً إلى أن الوفد الذى وصل أمس إلى القاهرة يضم عضوَى اللجنة المركزية عزام الأحمد وحسين الشيخ، ومفوض العلاقات الدولية فى الحركة روحى فتوح.


مواضيع متعلقة