بالصور| قصة «شاب من شبرا».. فنان بدرجة «نحات على الموز»

بالصور| قصة «شاب من شبرا».. فنان بدرجة «نحات على الموز»
- سبع صنايع
- شبرا الخيمة
- كلية التجارة
- أحلام
- أحمد حمودة
- أدوات
- سبع صنايع
- شبرا الخيمة
- كلية التجارة
- أحلام
- أحمد حمودة
- أدوات
ينحت بروحه، أدواته خياله وتجاربه وأحلامه، فقط، دون معين أو «مُنظِر».. يمسك بقطع الطين الأسواني بخبرة تهزم سنه الصغيرة، يمسكها بتحد كأنها من أرضه الغريبة غرابة ألوان القطع، يتشممها كأنما يبثها روحه ومتاعبه.. يتركها وقد صنع منها مثالا يشبهه في كل شيء، يماثله في ضحكته الرائقة، وطموحه الذي لا ينكسر وأمله الذي لا يخيب، "والله تشجيعكم ده هو اللي مخليني أواصل"، هكذا يقول المثّال الصغير.
الصلصال والطين الأسواني والجبس والخشب والصخر، مواد تشكل العالم الذي عشقه أحمد حمودة عبدالسلام، خريج كلية التجارة قسم محاسبة، ذو الـ23 عاما.. يده لا تكل ولا تخشى، كل مواد الله طيعة ليمينه، لا تعرقله حاجة ولا توقفه «صخرة»، لا يعييه إلا علاقاته القاصرة، فما يبيعه يكفي بالكاد لطعام يومين أو ثلاثة، حتى بيئته التي نشأ فيها في شبرا الخيمة لم تسعفه كما رغب، "أنا بنحت في الصخر حرفيا، ولو بس عندي معارف وعرفت أبيع كنت هوسع شغلي أكتر، أنا برسم وأنحت وبعمل ديكور وحاجات تانية كتير، يعني تقدر تقول سبع صنايع والبخت ضايع".
أحمد يقلقه موت موهبته، مؤرق بضياع مجهوده في ظل عدم وجود «زبون»، لكنه يؤكد - على أي حال - أنه يطفئ نوبات هوايته المتقدة في عمل يرضيه و«المكسب هييجي لوحده»، يقول: "مهما أعمل فى شغل مش هيبان ولا هيتعرض، فكده الواحد شغله ميت، ومجهوده على الأرض، بس أنا برضو مش باصصلها كده، أنا بعمل حاجة بحبها ومش فارق معايا أوي".
يؤكد عبدالسلام أنه يرسم كما ينحت ولا يربط نفسه بمادة، يمكنه الرسم على قطع الجرانيت كما يمكنه النحت على أصابع الموز، "عملت تصاميم لديكورات من ملل السرير"، هكذا يقول أحمد، ويضيف: "عملت نحت كتير حتى على صوابع الموز وثمرات التفاح، الفن ده غاية مفيش حاجة توقفها".
يحلم الفنان الصغير بجوائز ووطن يحوي عرائسه الصغيرة، ولقمة طيبة من عرق جبينه، كما يحلم أن تصل إبداعاته وإنجازاته البسيطة إلى محبيها، يحلم أن يراه الناس أمام لوحة يكملها، أو تمثال ينهيه، حتى ولو في الشارع.