ملك «المونولوج».. سرق جدته للالتحاق بـ«الموسيقى العربية».. وحلم بمنافسة «عبدالوهاب»

ملك «المونولوج».. سرق جدته للالتحاق بـ«الموسيقى العربية».. وحلم بمنافسة «عبدالوهاب»
- أنور وجدى
- إسماعيل ياسين
- الحموات الفاتنات
- السيدة زينب
- السينما المصرية
- العندليب الأسمر
- الفن العربى
- الفنان الكبير
- الكوميديان الراحل
- الموسيقى العربية
- أنور وجدى
- إسماعيل ياسين
- الحموات الفاتنات
- السيدة زينب
- السينما المصرية
- العندليب الأسمر
- الفن العربى
- الفنان الكبير
- الكوميديان الراحل
- الموسيقى العربية
«أنا صوتى حلو وهنافس عبدالوهاب»، هكذا وصف أسطورة الكوميديا المصرية والعربية إسماعيل ياسين نفسه، حينما راهن أصدقاءه بمدينة السويس بأنه سيذهب إلى القاهرة ويلتحق بمعهد الموسيقى العربية، لكى يحقق حلمه بالغناء ويصير مطرباً شهيراً مثل موسيقار الأجيال.
ورغم أن والد إسماعيل ياسين لم يكن موافقاً على فكرة امتهانه الفن أو الغناء، إلا أن الأخير سرق 6 جنيهات من جدته، وسافر إلى القاهرة للتقديم فى معهد الموسيقى، ولكن لسوء حظه كان مغلقاً فى هذا اليوم، حيث جلس فى السيدة زينب لكى ينجده أحد بأموال يعود بها للسويس، وكرر المحاولة مرات عدة، حتى تعرف على محامٍ يدعى خليل حمدى، أوصله بمالك صالة بديعة مصابنى لكى يغنى فى فقراتها، وفى إحدى السهرات بمنطقة الأزهر، قلّد «ياسين» المونولوجيست سيد سليمان بإتقان، لدرجة أن الشاعر محمد عبدالمنعم «أبوبثينة»، أعجب بموهبته ونصحه بأن يتجه إلى فن المونولوج، ويزيل فكرة الغناء من ذهنه، وبالفعل بدأ عمله كمونولوجيست بأربعة جنيهات فى الشهر.
{long_qoute_1}
ذاع صيت «سمعة» فى صالات القاهرة، حتى وصل إلى بديعة مصابنى التى قررت تبنى موهبته، حيث نصحها نجيب الريحانى بأن تعتنى به، لأنه سيصبح ممثلاً كوميدياً كبيراً فى يوم من الأيام، ومن هنا انطلق إسماعيل ياسين لعالم التمثيل، ولكنه ظل متمسكاً بحلمه فى الغناء دون منافسة أحد، وقدم أغنياته ومنولوجاته فى أعماله السينمائية.
إسماعيل ياسين الذى طرق أبواب السينما لأول مرة فى عام 1939، بفيلم «خلف الحبايب» مع المخرج فؤاد الجزايرلى، حقق حلمه فى الغناء، حينما شدا بأغنية «أبوعرام يشبه على بابا» على ألحان رياض السنباطى، فى فيلم «على بابا والأربعين حرامى» 1942، وخلال فترة الأربعينات قدم أغنيات «آه يانى»، و«مرحب ولاد البلد» و«البنى آدم يطفش إبليس» ومونولوجات «الفرحة» و«المطبخ» و«اسمعى ياللى هتبقى مراتى»، فى أفلام «نمرة 6، المظاهر، البنى آدم، القرش، والبلهوان».
الكوميديان الراحل شارك فى الكثير من أغنيات الدويتو، من بينها «ارقص.. غنى.. اضحك.. كرر» مع على الكسار وعلى عبدالعال فى فيلم «نور الدين والبحارة الثلاثة»، وقدم اثنتين مع الفنانين محمد فوزى ومحمود شكوكو فى فيلم «حب وجنون»، وهما «يا محمد يا حبيب زملاتك» و«المريخ والجن»، وفى عام 1948 قدم استعراض «اللى يقدر على قلبى» مع ليلى مراد ومحمود شكوكو وعزيز عثمان وإلياس مؤدب.
وشهدت حقبة الخمسينات تألقاً غنائياً كبيراً لإسماعيل ياسين، حيث قدم فى تلك الفترة أكثر من 25 أغنية، أبرزها «جيت يا قلبى»، «ما هو بدرى يا سيد المأذون» و«إيه هيهمك» و«يا سهيرى» و«يا ليلة زينة» و«ليه بس يا بخت»، فى أفلام «فلفل، فى الهوى سوا، المعلم بلبل، وقليل البخت»، فضلاً عن أغنية «اوعى يا قلبى» فى فيلم «بين قلبين» 1952، كما حققت أغنيته الشهيرة «الحماتين» رواجاً كبيراً فى فيلم «الحموات الفاتنات»، أما أكثر الأفلام التى قدم فيها أعمالاً غنائية فكان «صاحبة العصمة» عام 1956، وغنى فيه «المولد» و«يا سلام» و«الفقر جميل»، وفى فيلم «إسماعيل ياسين بوليس حربى» 1958، شدا بأشهر أغنياته «فى يوم من الأيام» التى قلد فيها العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ.
خمسينات القرن الماضى كانت بمثابة العقد الذهبى لإسماعيل ياسين، حيث قدم خلالها أقوى الاسكتشات والدويتات الفنية التى جمعته بأشهر المطربين والمطربات، أبرزها أغنيته مع صباح فى فيلم «الآنسة ماما» بعنوان «ماعرفش»، و«أبطال الغرام» مع محمد فوزى وصباح، و«هس بس ليشوفونا» مع حسن فايق فى فيلم «ليلة الدخلة»، و«حلوين كده ليه» مع سعد عبدالوهاب فى فيلم «بلد المحبوب».
وفى فيلم «الحب فى خطر» قدم أغنية «جنينة الغرام» مع محمد فوزى وصباح، أما أشهر أغنياته فى تلك الفترة فكانت «البلياتشو» فى فيلم «دهب» مع أنور وجدى وفيروز، و«حود من هنا» فى «قدم الخير» مع الفنانة الكبيرة شادية ومحمد سلمان، وأوبريت «فارس الأحلام» من فيلم «لحن حبى» مع الفنان الكبير الراحل فريد الأطرش وصباح، وغنى «تبقى الأيام» و«أنتم» مع نجاح سلام، و«المكوجى» فى فيلم «الكمساريات الفاتنات»، وفى فيلم «المليونير الفقير» قدم أغنيتين؛ الأولى مع فايزة أحمد بعنوان الأسانسير، والثانية «علشان بحبك أنا» مع نجوى فؤاد.
واختتم إسماعيل ياسين مشواره الغنائى بأغنيتين فى فترة الستينات؛ الأولى «أيظن» فى فيلم «إسماعيل ياسين فى السجن» عام 1960، والأخيرة «شوشو زمانها جاية» فى فيلم «العقل والمال» 1965، وكانت من كلمات عباس كامل وألحان محمد فوزى.
وتحدث حلمى بكر عن مشوار إسماعيل ياسين الغنائى، قائلاً: «أرى أن تاريخه يدرس، لأنه من وجهة نظرى هو أفضل من قدم الأغنية والمونولوج فى السينما المصرية، وتعاون معه أكبر الشعراء والملحنين والمطربين فى الوطن العربى، أمثال محمد فوزى وفريد الأطرش وسعد عبدالوهاب وصباح وشادية وفايزة أحمد ونجاح سلام».
وأضاف: «ارتبطت به كثيراً خلال السنوات العشر الأخيرة من حياته، ربما لم نتعاون بشكل كبير على المستوى الفنى، ولكن على الصعيد الإنسانى كنا صديقين مقربين للغاية، يكفى أننى كنت شاهداً على لحظة وفاته، حيث تدهورت حالته المادية، فبعد أن كان يمتلك قصراً فى شارع العروبة وعمارة وفيلا فى منطقة الزمالك انتهى به الحال بشقة صغيرة أمام سنترال الزمالك».
وتابع: «أتذكر قبل وفاته بعشرة أيام، طلب منى أن أساعده فى تقديم مونولوجات فى إحدى الصالات، فأجريت اتصالاتى حتى وصلت إلى سعيد مجاهد، وعرضت عليه فكرة ضم (سمعة) لصالته، فرحب بشدة وقرر إعطاءه 50 جنيهاً ولكننى أصررت على أن تكون 100 جنيه، وهو أعلى أجر حصل عليه مطرب فى ذلك الوقت، وبالفعل ظل الفنان الكبير يقدم استعراضاته الغنائية لمدة 6 أيام، وفى اليوم السابع لم يذهب إلى الصالة، فاتصل بى صاحبها هاتفياً، لكى أحضر له (ياسين)، وحينما ذهبت إلى منزله وجدت أن روحه قد صعدت إلى السماء.
فى سياق متصل، يقول الموسيقار حسن إش إش، أشهر فنانى المونولوج الغنائى فى وقتنا الحاضر: «إسماعيل ياسين يعد مدرسة فنية، فجميع الأجيال تعلمت منه كيفية صناعة مونولوج ناجح، ونحاول حالياً الاستفادة من الأعمال التى قدمها، ونعمل على تطويرها».
واستطرد: «فى بداية مشوارنا، قدمنا أعمال (ياسين) حتى ننجح، ويعتبر مونولوج (الفلوس) واحداً من أهم المونولوجات فى تاريخ الفن العربى، وجميع الفنانين حاولوا تقليده، فهناك من نجح، وآخرون فشلوا».