مصر على طريق رأب الصدع الفلسطيني: «مصالحة» و«صفقة تبادل أسرى»

مصر على طريق رأب الصدع الفلسطيني: «مصالحة» و«صفقة تبادل أسرى»
تواصل مصر توسطها للمصالحة الفلسطينية، بداية باستضافتها لوفد من حركة «حماس» الأسبوع الماضي، حتى استعداداتها لاستقبال وفد من حركة «فتح» غدا.
وركزت صحف ومواقع إسرائيلية على آخر التطورات في القاهرة، حيث ذكر موقع «واللا» الإسرائيلي أن مسؤولين أمنيين مصريين عرضوا على «حماس» صيغة لتبادل الأسرى مع إسرائيل
{long_qoute_1}
وبحسب ما نقله الموقع عن صحيفة «القدس» تحت عنوان «مصر لحماس: أرسلوا معلومات عن الإسرائيليين في مقابل جثامين الأسرى»، فإن المصريين عرضوا هذه الصفقة من أجل تخطي الخلاف بشأن الأسرى في إطار صفقة شاليط التي تمت عام 2011، موضحًا أن الصفقة تشمل تسليم 39 جثمانا فلسطينيا والمحتجزين لدى إسرائيل منذ عملية «الجرف الصامد»، 19 منهم من حماس، وفي المقابل ستزود حماس إسرائيل بتفاصيل عن الإسرائيليين المحتجزين في غزة، وبعد ذلك ستقوم إسرائيل بتحرير أسرى صفقة شاليط والذي تم اعتقالهم إلى جانب الدخول في مفاوضات «حقيقية وجادة» تنتهي باتفاق لتبادل الأسرى يتفق عليه الجانبان من خلال اتصالات غير مباشرة تحت إشراف مصر.
وأشارت المصادر أيضًا إلى أن هناك اتفاق «مصري - إسرائيلي» وبموجبه تلتزم إسرائيل باحترام كل إطار للمفاوضات إذا تم الاتفاق مع حركة «حماس».
{long_qoute_2}
ووفقًا لما ذكرته هيئة البث الإسرائيلية، نفت مصادر مقربة من «حماس» النبأ الذي نُشر، أمس الأول، ومفاده أن مصر أبلغت رئيس المكتب السياسي للحركة «إسماعيل هنية» بأنها رفعت يدها عن صفقة تبادل محتملة.
وبدورها ذكرت صحيفة «الأخبار» اللبنانية أن مصر تفاهمت مع حماس على بقاء منسق رفيع من الحركة بصورة دائمة في القاهرة في مكتب خاص به، من أجل متابعة التفاهمات الجارية، والتي وصلت إلى مرحلة التنسيق الأمني والسياسي العالي.
المتحدث باسم «فتح» يكشف لـ«الوطن» برنامج فتح في القاهرة
من جانبه، قال المتحدث باسم حركة «فتح» فايز أبو عيطة، إن قرار زيارة وفد من الحركة للقاهرة تم اتخاذه في الاجتماع الأخيرة للجنة المركزية للحركة، بعد بيان «حماس» في القاهرة والتي عبرت من خلاله عن استعدادها لحل اللجنة الإدارية في قطاع غزة، واستجابة لدعوة الأخوة في مصر.
وأضاف لـ«الوطن»، أن الوفد سيستمع من مصر عن فحوى الحوارات التي دارت مع «حماس»، وإذا كان هناك نوايا جادة لحل الأزمة وتمكين حكومة الوفاق الوطني من العمل، مستطردا: «نثمن الجهد المصري لرأب الصدع الفلسطيني وإنهاء الانقسام»، لافتًا إلى أن الزيارة ستستمر بحسب المحادثات وليست محددة.
وتابع: «الأمر سيحتاج إلى خطوات فعليه من أجل إنهاء الانقسام وليس إلى بيانات، فالخطوة الفعلية حل اللجنة الإدارية وتمكين حكومة الوفاق من العمل، واستئناف تنفيذ ما تبقى في اتفاق المصالحة».
محلل سياسي إسرائيلي: مصر تعود إلى دور الوسيط الإقليمي
بدوره، قال المحلل السياسي الإسرائيلي «يوني بن مناحم» في مقال له بموقع «نيوز وان» الإسرائيلي، إن مصر تستثمر جهودًا كبيرة لتحقيق المصالحة الفلسطينية، وإتمام صفقة تبادل الأسرى، وبذلك تعود مصر إلى دور الوسيط الإقليمي لتعزيز موقفها في ضوء التغيرات الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط، لافتًا في مقال له تحت عنوان «مصر تعود إلى دور الوسيط الإقليمي»، إلى أن القاهرة مارست ضغوطًا على وفد حماس، كما ضغطت على الرئيس محمود عباس، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد، والمسؤول أيضًا عن المفاوضات، سعيًا لدفع المصالحة وإمكانية الوصول لها.
وتابع: «هناك مسؤول كبير في حركة فتح قال إن تحقيق تقدم في التوسط بين حركتي فتح وحماس استنساخ، فمصر حققت بالفعل 3 اتفاقيات للمصالحة على مر السنين بين الحركتين، وفي كل مرة تنتهكها حماس، فمن المستحيل أن نصدق حماس، ففتح وحماس هطان متوازيان لا يمكنهما أن يلتقيا حتى لو حققت مصر اتفاقا جديدا، فلن يستمر طويلًا».