اتهم بالتعاون مع إسرائيل واغتيل قبل تنصيبه رئيسًا.. من هو بشير الجميل؟

كتب: محمد أسامة

اتهم بالتعاون مع إسرائيل واغتيل قبل تنصيبه رئيسًا.. من هو بشير الجميل؟

اتهم بالتعاون مع إسرائيل واغتيل قبل تنصيبه رئيسًا.. من هو بشير الجميل؟

في يوم 14 سبتمبر عام 1982، اغتيل الرئيس اللبناني بشير الجميل، خلال حفل أقامه حزبه القوات اللبنانية، في 14 سبتمبر، في قضية اغتيال أثارت كثيرا من الجدل حينئذ بسبب تعدد المتهمين بقتله.

وُلد بشير الجميل في عام 1947، وهو الابن الأصغر للزعيم المسيحي بيار الجميل مؤسس ورئيس حزب الكتائب اللبنانية، وشقيق أمين الجميل الرئيس اللبناني الأسبق.

وتلقى «بشير» دروسه الجامعية بكلية الحقوق في جامعة القديس يوسف، ونال في عام 1971 شهادتين في الحقوق والعلوم السياسية، وفي عام 1972 سافر إلى الولايات المتحدة لمتابعة دراسته، إلا أنه قطعها وعاد في سبتمبر من العام نفسه، وفتح مكتبًا للمحاماة، إلا إنه أقفل المكتب مع بداية الحرب الأهلية وتفرغ للعمل العسكري.

وتدرج «الجميل» في حزب الكتائب حتى أصبح قائده العسكري، ومن ثم أسس القوات اللبنانية وتولى قيادتها والتي كانت طرفا أساسيا في الحرب الأهلية اللبنانية التي بدأت في عام 1975. 

ويٌُعتبر «الجُميل» من أكثر الشخصيات المثيرة للجدل والمؤثرة في حدث من أهم الأحداث التي شهدتها لبنان في تاريخها الحديث وهي الحرب الأهلية اللبنانية، حيث إنه مُتهم بالتعاون مع إسرائيل في القيام بحرب وعمليات قتل ضد الفصائل الفلسطينية المتواجدة في لبنان في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، بالإضافة إلى قيامه بعمليات وصفت بالمجزرة ضد حلفاء له في التيار المعارض للوجود الفسطيني في لبنان، ولكن تلك الاتهامات ينفيها التابعون لبشير وأنصار حزبي القوات والكتائب اللبنانيين.

وانتخب «الجميل» في 23 أغسطس عام 1982، لكونه المرشح الوحيد للرئاسة اللبنانية، وكان من المقرر أن يتسلم منصبه قبل أسبوع واحد من اغتياله إلا أحد أعضاء ما يسمى بحزب «السوري القومي الأجتماعي» قتله قبل تسلمه الحكم.

وفي يوم 14 سبتمبر عام 1982، كان «الجميل» يلقي خطابًا في زملائه أعضاء الكتائب، انفجرت قنبلة في الساعة 4:10م، ما أدى إلى مقتل بشير و26 سياسيًا آخر من الكتائب، وعقب تداول شائعات حول عدم وفاته لكن رئيس الوزراء اللبناني قد أكد الوفاة عقب الاغتيال بيوم.

واتهم حبيب الشرتوني، وهو مسيحي ماروني وعضو في الحزب السوري القومي الاجتماعي، وتم اعتقاله بتهمة اغتيال «الجميّل»، حيث استطاع الشرتوني تنفيذ عملية الاغتيال بسبب وجود شقة شقيقته في أعلى شقة بشير، والجدير بالذكر أن الشرتوني قد حكم عليه بالسجن ثم خرج منه عند اجتياح الجيش السوري لبنان في نهاية الثمانينيات، ما أكد نظرية أنه كان مكلفًا بالاغتيال من الحكومة السورية.

كما تم اتهام أطراف متعددة بالاغتيال منها الفصائل الفلسطينية بسبب عدائه للفلسطينيين، وإسرائيل بحجة الحديث عن أن بشير كان سيؤخر اتفاقية سلام بين إسرائيل ولبنان، حيث إنه رفض قبل موته بأيام الوجود الإسرائيلي لفترة طويلة في تل أبيب.

عقب اغتيال «بشير» تم تعيين أخيه أمين رئيسًا للبنان، حيث كان مصنفًا بأنه أكثر المعتدلين في القوات اللبنانية، وابن الجميل نديم الذي وُلد قبل شهور وهو الآن نائب في البرلمان اللبناني وعضو في حزب الكتائب، وتم بناء نصب تذكاري لـ«بشير» في حي الأشرفية ببيروت.

كما تتحدث كتب ومراجع قامت بتأريخ وقائع الحرب الأهلية اللبنانية، عن أن نتيجة قتله قامت القوات التابعة له بتنفيذ مجزرة صبرا وشاتيلا في المخيمات الفلسطينية، حيث قُتل عشرات الآلاف الفلسطينيين وأصيب آخرون بدعم وحماية من الجيش الإسرائيلي، في 16 سبتمبر من عام 1982 عقب يومين فقط من اغتياله.

ولم تكن عملية اغتيال بشير الجميل هي عملية الاغتيال الوحيدة في تلك الحقبة الزمنية من تاريخ لبنان، فالبشير استهدف شخصيًا قبل الاغتيال بعامين بمحاولة بسيارة مفخخة ولكن قُتلت بدلا منه ابنته «مايا»، كما قُتل رجال سياسة لبنانيون وأولادهم مثل طوني فرنجية وكمال جنبلاط.


مواضيع متعلقة