بروفايل| سامح شكري.. دبلوماسية محاصرة الإرهاب

كتب: ميسر ياسين

بروفايل| سامح شكري.. دبلوماسية محاصرة الإرهاب

بروفايل| سامح شكري.. دبلوماسية محاصرة الإرهاب

«باعتباري أول من طلب حق الرد، سوف أرد على هذه المهاترات وهذا الحديث غير الملائم حتى في بعض العبارات التي استخدمت والتي تعتبر عبارات متدنية لا يجب استخدامها في مثل هذه الأروقة».. بنبرة حازمة ولغة دبلوماسية رصينة، وقف في محفل من قادة الدول العربية بجامعة الدول، يرد الحقائق ويكشف الوجه الزائف لدولة قطر، يتحدث بالبرهان القاطع عن دعم الإرهاب، تعلو نبرة صوته الغاضبة حينما يحين ذكر شهداء مصر الذين سقطوا في حرب غاشمة ضد الإرهاب يدعمها «تميم».

«شكري» الذي تولى مهام الخارجية، وأصبح المتحدث الأول في منبر الدبلوماسية المصرية، في توقيت حرج على مصر، التي تخوض حربًا شرسة ضد الإرهاب، كان اليوم على موعد من فوق منبره ليكشف «إرهاب تميم» وعائلته من داخل «بيت العرب».. «نحن نعلم جميعا التاريخ القطري في دعم الإرهاب، وما تم توفيره من أسلحة ومن أموال لعناصر متطرفة في ليبيا وفي سوريا وفي اليمن وداخل مصر أدت إلى استشهاد العديد من أبناء مصر وهذه الحقوق لن تضيع، وعندما نتكلم نتكلم عن حقائق وعندما نتصرف نتصرف بمسئولية فنحن لا نقبل ما تفضل به مندوب قطر ونعتبر أن هذا الكلام كلام خارج لا يجب أن يثار وبأسلوب غير مقبول».

لم تكن مواجهته اليوم للإرهاب القطري، هي الأولى، ففي ديسمبر العام قبل الماضي، حزم حقائبه، وتوجه إلى حيث العاصمة السودانية «الخرطوم»، وفي خضم المفاوضات حول سد النهضة، كان حريصًا على تسجيل موقفه ضد الإرهاب، عندما أبعد "ميكروفون" قناة الجزيرة، من أمامه التي تعمل على دعم الإرهاب والترويج له.

السيرة الذاتية التي يمتلكها وزير الخارجية، تفرض على خصومه ونظرائه احترامًا ورهبة، فقبل أكثر من 40 عامًا، تولى الشاب الحاصل على كلية الحقوق، أولى مهامه الدبلوماسية، عندما تم تعيينه ملحق دبلوماسي لوزارة الخارجية، ثم أصبح مستشارًا في عام 1990 للوفد المصري الدائم لدي الأمم المتحدة بنيويورك، وظل يتدرج في مناصبه إلى أن وصل لمنصب سفير مصر لدى واشنطن حتى عام 2012، ثم وزيرًا للخارجية في عام 2014.

خلال مشاركته في قمة منظمة التعاون الإسلامي، منتصف أبريل من العام الماضي، تصرف «شكري» بحكمة وجرأة، مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي لم يكف عن دعم الإخوان المسلمين، وذلك عندما تجاهل الحديث معه أو السلام عليه أو توجيه الشكر له، بعد انتقال رئاسة القمة له، حيث غادر شكري فور إنهاء كلمته وقبل أن يتوجه أردوغان لتسلم رئاسة القمة.

تجلت أزمة دولة قطر، وظهر معها الحكمة والحزم في التعامل من قبل «سامح شكري»، وقبل بداية الأزمة كان حازمًا في إعلان الموقف المصري الرافض للإرهاب ومن يدعمه، وكان الدرس قاسيًا على وزير خارجية قطر اليوم عندما فند وزير الخارجية مزاعمه، خلال كلمته بجامعة الدول العربية، وكشف وجهه القبيح الداعم للإرهاب.

تحمل وزير الخارجية على عاتقه مسؤولية كشف الوجه الحقيقي للمنظمات الإرهابية والدول الداعمة لها، ففي كل مناسبة، يتحدث «شكري» عن الممولين للإرهاب، قبل أن يتوسط وزاء خارجية الدول العربية الأربع المقاطعة لقطر، ويتحدث عن شروط عودة العلاقات معها.

إلى جانب الأزمة القطرية، فإن وزير الخارجية المولود في أكتوبر 1952، نجح بذكائه في التعامل مع عدد من الأزمات، أبرزها أزمة الطالب الإيطالي «ريجيني»، بالإضافة إلى تحسين صورة مصر أمام تشويه أفراد الإخوان المتعمد، والرد على تقرير «هيومن رايتس ووتش» الذي صدر مؤخرًا، وزعم وجود حالات تعذيب في السجون المصرية.


مواضيع متعلقة