ماذا فعل الإعصار بولاية فلوريدا؟.. مقيمون في أمريكا يروون لحظات الرعب

ماذا فعل الإعصار بولاية فلوريدا؟.. مقيمون في أمريكا يروون لحظات الرعب
حالة من الترقب والفزع يعيشها سكان ولاية فلوريدا الأمريكية، اتضحت في الصور والفيديوهات المتداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الغربية، بعدما أعلن مركز الأعاصير الوطني الأمريكي بأن سرعة الرياح المصاحبة لـ"إرما" تصل إلى نحو 200 كيلومتر في الساعة، وهو طريقه صوب الولاية بسرعة تبلغ 9 كيلومترات في الساعة.
"الوطن" تواصلت مع أفراد من الجالية المصرية والعربية في الولاية الأمريكية التي تنتظر في ترقب حذر وصول "إرما" خلال الساعات القليلة المقبلة للتعرف على الوضع الحالي هناك ونقل آخر استعدادت الولاية لمواجهة الإعصار المدمر.
تم تقسيم الولاية إلى ثلاثة أقسام "A -B - C " حسب شدة الإعصار فيها، وتعد المناطق A هي الأشد تضررا وتم إخلاءها بالكامل، لقربها من البحر، ونقل سكانها إلى مراكز الإيواء التي أعدتها لهم الحكومة، فيما يتأهب حاليا سكان المنطقتين المتبقيتين للانتقال في أي لحظة إذا تطلب الأمر، وحسبما أكد مراد الجازي، الأردني المقيم بولاية فلوريدا في تصريح خاص لـ"الوطن" فقد شهدت منطقة ميامي نزوح أعداد كبيرة من سكانها باعتبارها المنطقة الأكثر تأثرا بالإعصار.
المشهد في شوارع المنطقة التي يقيم بها مراد داخل الولاية يتمثل في إغلاق تام للمحلات التجارية بدأ منذ ظهر الجمعة الماضية، وازدحام أمام محطات الوقود ونفاذ البنزين في عدد منها، بعد الزحام الشديد على المركبات ووسائل المواصلات بسبب خروج عدد كبير من الأهالي من منازلهم استعدادا للنزوح البري، "أعداد كبيرة ذهبت إلى الولايات الأكثر أمانًا أو غير مهددة بالإعصار ورغم ذلك لم يستطيع الجميع النزوح لأنه لم يتوفر حجوزات طيارات وكانت آخر رحلة فجر يوم السبت وهذا تسبب في ازدحام المواصلات ونفاد البنزين في عدد من محطات البنزين في الولاية".
أعدت الحكومة عدد كبير من الملاجئ في مختلف أنحاء فلوريدا لإيواء النازحين، في مداخل المدارس أو في المناطق الآمنة داخل الصالات الرياضية، وتم تجهيزها بمتطلبات الإسعافات الأولية، إضافة إلى تخصيص ملاجئ خاصة للعائلات التي تمتلك حيوانات أليفة كالكلاب والقطط، لإقامتهم معهم، حسب قول الجازي.
لم يضطر الشاب الأردني وأسرته الخروج من المنزل نظرا لإقامته بعمارة عالية مجهزة ضد العواصف، إلا أن الأسرة حرصت على تأمين احتياجاتها الخاصة من الطعام والشراب، "اشترينا مواد تموينية تكفي 5 أيام و مياه للشرب، وشمع وبطاريات لأن الكهرباء محتمل انقطاعها في أي وقت، وتم شحن الهواتف المحمولة وأجهزة اللاب توب وأخيرا ركن السيارات في جراجات مرتفعة عن الأرض.. منتظرين رحمة ربنا في الساعات القادمة".
أما هاني متري، أحد أفراد الجالية المصرية ومقيم بوسط فلوريدا، فلم يتأثر كثيرا بالإعصار نظرا لبعد موقع منزله عن البحر، إلا أنه يترقب هو الآخر الساعات القليلة المقبلة، حيث يصل "إرما" إلى الولاية الأمريكية في الساعات الأولى من فجر اليوم، حسبما أعلن المسؤولين الوضع في وسط الولاية المهددة مع دقات الثانية ظهرا بتوقيت فلوريدا يصفه متري لـ"الوطن" قائلا: "حاليا بيتم إخلاء البيوت القريبة من البحر والبيوت المتنقلة في الشوارع ولكن البعيدين عن البحر وداخل البيوت يتم توجهيه تعليمات لهم فقط بالابتعاد عن النوافذ حتى لا تتطاير أي شئ من مخلفات الإعصار فتصيبهم ونترقب ما سيحدث في الساعات المقبلة".
أعلنت سلطات الولاية فرض حظر التجوال بدءا من السادسة ليلا حتى السادسة من صباح الغد، بتوقيت أمريكا، تحسبًا لأي كارثة لحظة مرور الإعصار بفلوريدا، وحسبما أكد الشاب المصري، تم إغلاق المحلات التجارية ما عدا البنزينات، مع إعطاء مهلة للمواطنين لشراء احتياجاتهم الخاصة.
وأكد الشاب الذي يقيم بالولاية منذ 12 عاما، أن بعض مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام غير الرسمية تبالغ في نقل الحدث من خلال نشر مقاطع فيديو تثير الرعب في نفوس المشاهدين لها،"في مواقع كتير بتهول من الحدث ولكن مننكرش إن الإعصار شديد في المناطق القريبة من البحر".
فيما اضطر كيرلوس صابر، مصري مقيم بفلوريدا، مغادرة منزله في الولاية والانتقال إلى جورجيا القريبة منها، لينجى بنفسه من الإعصار، تاركا أسرته بعد أن اصروا على البقاء هناك ويقول لـ"الوطن": "اضطريت أسيب بيتي وانتقلت لجورجيا وحاولت أقنع أهلي ينتقلوا معايا لكنهم أصروا يفضلوا وهما مقيمين دلوقتي في ملجأ إيواء داخل مدرسة وحاليا مش قادرين يطلعوا لكن أمان شوية".