أسر ضحايا «الهجرة غير الشرعية» فى ليبيا: كانوا بيجروا ورا لقمة العيش

كتب: صالح رمضان وإسلام فهمى

أسر ضحايا «الهجرة غير الشرعية» فى ليبيا: كانوا بيجروا ورا لقمة العيش

أسر ضحايا «الهجرة غير الشرعية» فى ليبيا: كانوا بيجروا ورا لقمة العيش

صرخة واحدة انطلقت من منزل محمد إبراهيم الشحات، 28 سنة، فى قرية ميت زنقر، التابعة لمركز طلخا فى الدقهلية، أمس، قبل أن تتبعها عشرات الصرخات من باقى المنازل المحيطة، مع انتشار خبر عثور الجيش الليبى على رفاته فى الصحراء، مع 14 شاباً آخرين، عبر معهم «محمد» الحدود، سعياً وراء لقمة العيش. {left_qoute_1}

ما إن وصل الخبر المشئوم إلى الأسرة، بعد شهرين من الانتظار، حتى سقطت الأم على الأرض فاقدة الوعى، بينما دخل الأب فى نوبة بكاء هيستيرى، مردداً «يا كسرة ضهرك يا إبراهيم»، و«سندك فى الحياة راح»، وبين النوبات المتعدّدة للبكاء الهيستيرى، قال: «كنت أنتظر عودته لأفرح به، لكنه مات فى الصحراء من العطش والجوع».

حكاية سفر «محمد» بحثاً عن لقمة العيش، رواها لـ«الوطن» ابن العم تامر مرزوق: «محمد سافر قبل عيد الفطر بـ3 أيام، حتى يُجهّز نفسه للزواج، لكن أخباره انقطعت عنا تماماً بعد 4 أيام من السفر، وسط شائعات عن مصيره، إلا أننا تمسّكنا بالأمل، فوصلتنا أنباء عن إلقاء الجيش الليبى القبض عليه، وأخرى عن احتجاز إحدى القبائل الليبية له، واليوم تلقينا خبر الوفاة».

وأضاف «كنا ننتظر أى معلومة عن (محمد)، وتواصلنا مع الخارجية للمساعدة فى العثور عليه»، موضحاً «(محمد) خرج من البلاد بطريقة غير شرعية، بعدما تواصل مع صديقه (أحمد. ا)، المقيم فى إحدى قرى شربين، خلال شهر رمضان الماضى، وطلب منه الحضور إلى ليبيا للعمل، واتفق على لقائه فى مدينة مرسى مطروح، لتبدأ رحلتهما إلى ليبيا عبر الدروب الصحراوية».

وأوضح: «سبق لابن عمى السفر إلى ليبيا عدة مرات، وقضى فى آخرها عامين كاملين، فهو يعمل فى مجال السباكة الصحية، لكنّه عاد إلى مصر بعدما ضاقت الأحوال هناك، إلا أنه فشل فى تدبير نفقات الزواج، مما دفعه إلى التفكير فى السفر مجدّداً، لكن هذه المرة إلى إيطاليا»، مضيفاً «حتى الآن لم نتواصل مع أى جهة للتعرّف على سبب الوفاة، لكن المرجّح أن تكون ناتجة عن الجوع والعطش».

محمود السعيد، أحد أقارب المتوفى، قال: «(محمد) ظل لسنوات يحلم بالسفر إلى إيطاليا، مثل معظم شباب القرية، حتى يُحسّن أحواله المعيشية، ثم اتفق مع أحد السماسرة على مساعدته للسفر فى رحلة هجرة غير شرعية مقابل 60 ألف جنيه، دفع منها 20 ألفاً، ووقّع والده على إيصالات أمانة بباقى المبلغ، وتعهّد بسدادها بعدما يصل ابنه إلى إيطاليا، وبالفعل سافر (محمد) مع أحد السائقين حسب الترتيبات مع السمسار، إلا أن أخباره انقطعت تماماً، وكان ينتظر أن يصل إلى إيطاليا، ويلتقى عدداً آخر من شباب القرية، لكنه لم يصل، ولم نعرف عنه شيئاً حتى علمنا بخبر وفاته فى صحراء طبرق».

وعمّ الحزن قريتى اليوسفى ببنى مزار، والسوبى بسمالوط، التابعتين لمحافظة المنيا، بعد الإعلان عن وفاة اثنين من شبابهما ضمن 15 مصرياً آخرين لقوا مصرعهم فى صحراء طبرق، وقال حاتم رسلان، رئيس رابطة القبائل العربية فى المنيا والفيوم، إن «الرابطة تجرى اتصالات مع الخارجية والقبائل الليبية لتحديد هوية الضحايا»، فيما أشارت المعلومات الواردة من ليبيا إلى أن اثنين من أبناء المنيا ضمن الضحايا، هما صلاح سعيد، من بنى مزار، وتامر بدوى، من سمالوط.

وقال حمدى أبوالليل، ابن خال الضحية تامر بدوى، 28 سنة، إن «تامر سافر إلى ليبيا بعد عيد الفطر، بحثاً عن لقمة العيش، فهو متزوج ولديه طفلان، الأكبر 3 سنوات، والأصغر سنة واحدة»، مضيفاً «أحد السائقين نقل تامر وأصدقاءه فى سيارة أجرة إلى السلوم، قبل أن يتبعوا دروباً غير شرعية فى الطريق إلى ليبيا»، موضحاً أن «آخر مكالمة من تامر كانت قبل مغادرته الأراضى المصرية، وبعد عبوره الحدود، وبعدها لم نسمع صوته مرة أخرى»، وأضاف: «تامر سافر علشان يدور على لقمة العيش».


مواضيع متعلقة