مبادرات خيرية لإنشاء مدارس جديدة وصيانة «القديمة».. والأهالى: «لن ننتظر الحكومة»

كتب: محمود عبدالرحمن ومحمود الحصرى

مبادرات خيرية لإنشاء مدارس جديدة وصيانة «القديمة».. والأهالى: «لن ننتظر الحكومة»

مبادرات خيرية لإنشاء مدارس جديدة وصيانة «القديمة».. والأهالى: «لن ننتظر الحكومة»

«وفروا قطعة أرض وتعالوا نبنى لكم عليها المدرسة»، جملة أصبحت رداً جاهزاً من مسئولى هيئة الأبنية التعليمية بمحافظة المنوفية، على شكاوى الأهالى من عشرات القرى المختلفة، التى تعانى من عجز شديد فى المدارس بمختلف المراحل التعليمية، سواء بسبب بُعد المسافة واضطرار أبنائهم لقطع مسافات طويلة من أجل الوصول إلى أقرب مدرسة، أو ارتفاع كثافة الفصول داخل مدارس «آيلة للسقوط»، تهدد حياة طلابها، فأصبح العرف السائد الذى يحكم الأبنية التعليمية، أنها لا تتحمل أعباء شراء أراضى المدارس، ومن ثم يصبح أمام الأهالى طريقان، أولهما البحث عن قطعة أرض أملاك دولة، تُناسب اشتراطات بناء مدرسة من حيث الموقع والمساحة، يقومون بإخطار المحافظة بها، ويطالبون بتخصيصها لبناء مدرسة جديدة، بعد الحصول على موافقة الجهة المالكة للأرض، والثانى التبرع بالأرض اللازمة، سواء من جانب أشخاص، أو جمع تبرعات من الأهالى لشراء الأرض، والتبرع بها لصالح هيئة الأبنية التعليمية، التى تتولى إدراجها فى خطتها المالية.

{long_qoute_1}

الأمر ذاته يتكرر مع المدارس التى تحتاج إلى تطوير أو ترميم أو إنشاءات جديدة، للحد من ظاهرة ارتفاع كثافة الفصول وتكدس الطلاب، أو إنشاء سور جديد بدلاً من الأسوار المتهالكة، التى أصبحت تشكل خطراً داهماً يهدد أرواح الطلاب.

«الوطن» ترصد عشرات القرارات، التى أصدرها محافظ المنوفية، الدكتور هشام عبدالباسط، بالموافقة على إقامة مدارس جديدة، مقترنة بتبرع أهالى القرى بالأرض لصالح هيئة الأبنية التعليمية، ولكن لم يتم البدء فى تنفيذها حتى الآن، نتيجة تأخر إدراجها فى الخطة المالية لهيئة الأبنية التعليمية.

بدايةً من قراره بتخصيص 19 قيراطاً، تبرع بها الأهالى لإقامة مدرسة للتعليم الأساسى فى عزبة «الستة»، التابعة لقرية «سمادون» بمركز أشمون، نتيجة معاناة طلاب القرية لسنوات عديدة من الذهاب إلى أقرب مدرسة ابتدائية بـ«سمادون»، التى تبعد عن العزبة بنحو 6 كيلومترات، وفى يونيو الماضى، وافق المحافظ على تخصيص قطعة أرض، بمساحة 12 قيراطاً، تبرع بها الأهالى أيضاً لصالح الهيئة العامة للأبنية التعليمية، لإقامة مدرسة للتعليم الأساسى أيضاً، بزمام قرية «كفر حمام»، التابعة لمركز ومدينة تلا.

كما وافق المحافظ على تخصيص 1710 أمتار مربعة، تبرع بها الأهالى لصالح الهيئة، لإقامة مدرسة ثالثة للتعليم الأساسى بزمام قرية «أبشيش»، التابعة لمركز ومدينة الباجور، وتخصيص قطعة أرض «تبرع»، لإقامة مدرسة ثانوية بزمام قرية «طملاى»، التابعة لمركز ومدينة منوف، وفى الشهر ذاته وافق «عبدالباسط» على تخصيص 2835 متراً مربعاً، تبرعاً من أحد المواطنين لصالح هيئة الأبنية التعليمية، لإقامة مدرسة تعليم أساسى بحوض «جزيرة الحدادين - 4»، بالقطعة رقم 29 بزمام قرية «شنواى»، التابعة لمركز ومدينة أشمون.

وفى شهر أبريل الماضى، وافق المحافظ على إقامة مدرسة تجريبية للتعليم الأساسى، على مساحة 4200 متر، تبرع بها الأهالى بناحية «ساقية المنقدى»، مركز أشمون، بهدف تطوير الخدمات المقدمة لأهالى القرية، بعد مخاطبة المحافظ لوزير الزراعة واستصلاح الأراضى، لاستثناء هذه المساحة من الحظر الوارد بقانون الزراعة رقم 116 لسنة 1983، وذلك لكونها من المشروعات ذات النفع العام، وتنطبق بشأنها الشروط الواردة للقرار رقم 615 لسنة 2016.

أمثلة عديدة شهدتها قرى محافظة المنوفية على مدار الأعوام الماضية، التى لم يجد فيها الأهالى بديلاً عن جمع التبرعات وعمل «جمعيات»، من أجل إقامة مصلحة أو خدمة عامة لأبناء قريتهم.

الشيخ مجدى صلاح، أحد الكوادر الشعبية بقرية «كفر البتانون»، قال إن «الجهود الذاتية من الممكن أن تصنع المعجزات فى مجال الخدمات والمنافع العامة، فى ظل فقر الحكومة، لذلك سلكنا طريق جمع التبرعات من الأهالى، للانتهاء من أى خدمة نرغب فيها»، وأضاف: «كنا القرية الوحيدة التى أنشأت محطة سكك حديدية بالجهود الذاتية، بالإضافة إلى عشرات المشروعات والأعمال الخيرية، التى تمت بتبرعات كافة المنازل فى القرية، وبتضامن رجال الأعمال»، مشيراً إلى أنه «فى مجال التعليم بالتحديد، شهدت القرية حملة تبرعات كبيرة، نجحت فى جمع 800 ألف جنيه خلال أسبوع واحد، من خلال دفع كل فرد فى القرية مبلغ 200 جنيه، وقمنا بشراء 22 قيراطاً، تم تسجيلها باسم عمدة القرية، الذى تبرع بها لصالح هيئة الأبنية التعليمية، من أجل إنشاء مدرستين للمرحلتين الإعدادية والثانوية»، ولفت إلى أنه باكتمال المشروع سوف تصبح مدرسة «كفر البتانون» مخصصة للمرحلة الابتدائية فقط، حتى يتم تقليل كثافة الفصول، وكذلك إنهاء معاناة أبناء القرية، الذين يقطعون مسافات طويلة للالتحاق بالمدارس الثانوية بمدينة شبين الكوم، ولكنه أكد أنه حتى الآن لم يتم البدء فى بناء المدرستين، وأوضح أنه «عندما ذهبنا للهيئة من أجل الاستفسار، أبلغونا بأنه تم إدراج المدرستين فى خطة الهيئة لعام 2018». ولم يقف جمع التبرعات فى القرية عند هذا الحد، حيث أضاف «مجدى» أن الأهالى عندما رغبوا فى إصلاح وترميم مدرسة «كفر البتانون»، التى تضم طلاب المرحلتين الابتدائية والإعدادية، وتجنب انتظار الدور فى دفاتر هيئة الأبنية التعليمية، تم جمع نحو 100 ألف جنيه، لصالح مبادرة ترميم وتطوير المدرسة، من خلال تمهيد أرض الحوش وزراعته بالنجيلة، وتركيب حديد على الأسوار، وبناء وتجديد عدد من جدران المدرسة، وتركيب سيراميك بالحمامات، وكذلك تشجير كامل المدرسة وصيانة وتركيب الشبابيك، وإنشاء حديقة للطفل، واختتم تصريحاته لـ«الوطن» بقوله إن «الأمر المحمود فى المبادرة، أن جميع العاملين بالمدرسة، بدايةً من المدير والمدرسين والعمال، شاركوا فى تجديد وترميم وتطوير المدرسة، من خلال مساعدة الصنايعية، الذين تبرعوا أيضاً بمجهوداتهم لصالح المدرسة، رغم ضيق الحال»، على حد قوله.

تطوير المدارس وصيانتها يتم بجهود الأهالى


مواضيع متعلقة