صور| «طارق» يحوّل تذاكر المترو إلى لوحات: خذوا جولة عسى أن تغرموا بها
صور| «طارق» يحوّل تذاكر المترو إلى لوحات: خذوا جولة عسى أن تغرموا بها
- تذاكر المترو
- رسم
- بورتريهات
- ألوان
- إيفل
- بيزا المائل
- ديزني لاند
- تذاكر المترو
- رسم
- بورتريهات
- ألوان
- إيفل
- بيزا المائل
- ديزني لاند
تذكرة مترو الأنفاق.. ربما تُعتبر مجرد وسيلة لحظية للعبور من مكان لآخر أو الانتقال لمقر العمل، فلم يتأملها الكثيرون وكان مصيرها بالنسبة لهم هي سلة القمامة، إلا أن «طارق» اعتبرها أساسا للوحة فنية بلونها الأصفر والخط البني الفاصل بها، لتتحول إلى برج إيفل تارة، وأخرى لمكان يجمع حبيبين، أو مستقرا لأحد الحيوانات المنقرضة.
طارق أحمد.. طالب بقسم العمارة في كلية الهندسة بمعهد الصفوة بمدينة الشروق، أجبرته الدراسة الجامعية على ترك منزله بإحدى قرى الشرقية والانتقال للقاهرة، ليكون مترو الأنفاق هو وسيلته الأساسية في السفر إلى مسقط رأسه، ليقضي به أوقاتا طويلة، دفعته للتفكير في وسيلة لتمضية تلك الفترات، ليستخدم موهبته في الرسم منذ صغره في ذلك.
حبه الشديد للرسم، كان سببا في التحاقه بقسم العمارة في بادئ الأمر، ويحاول من خلاله تنمية موهبته برسم البشر و«الإنيمشين» لعمل «بورتريهات»، إلا أنه مع انغماسه بالدراسة أصبح يعشق تصميم المباني، ليتجه فيما بعد إلى تقليد الرسومات الشهيرة، بعد زيارته للمتحف المصري وكنيسة مارجرجس مع مجموعة من الفنانين.
«مدمن بورتريه وبعشق الألوان».. هو الوصف الذي أطلقه الشاب العشريني على نفسه، في حديثه لـ«الوطن»، وهو ما كان يدفعه إلى شراء كميات كبيرة من الألوان واسكتشات الرسم طوال الوقت، ليقرر في فبراير الماضي، أن يبدأ تحديا جديدا من نوعه مع نفسه، برسم لوحة يوميا لتطوير قدراته الفنية، على أن تكون الرسمة جذابة للآخرين، فصوَّر عددا من النقوش الفرعونية وغيرها من الرسوم الشهيرة، وهو ما نجح فيه لمدة شهر كامل.
محاكاة تلك الرسومات لم يعد مرضيا فيما بعد لدى طالب الهندسة لذلك فكَّر في استخدام شيء خاص به، فبادر إلى ذهنه «تذكرة المترو» فقرر سريعا الرسم عليها بأشكال جديدة وجذابة خاصة به بالأقلام الحبر والألوان الأكواريل، فكانت أولى رسوماته لشاب وفتاة يسيران في اتجاه معاكس، وينشرها على صفحته الشخصية بـ«فيسبوك»، والتي لاقت إعجابا كبيرا لدى أصدقائه، فحرص بعضهم فيما بعد على تجميع التذاكر وإهدائها له.
الخط الفاصل بالتذكرة.. لم يكن عائقا أمام طارق، 21 عاما، وإنما عامل مساعد في الرسومات وتوضيح التناقضات، ما يجعله مميزا عن غيره ممن رسموا على التذاكر، فطوعه لأعماله الفنية البسيطة، التي تجاوز عددها 37 رسمة، اختار موضوعاتها بعناية بين الحب والفراق والحيوانات.
المباني العالمية الشهيرة نالت حظا ضخما من رسومات طارق لرغبته الشديدة في زيارتهم مستقبلا، فرسم برج إيفل وبيزا المائل والمسجد الأزرق، وسرعان ما تطور الأمر لديه حتى تمكن من الرسم على 19 تذكرة لتصميم مبنى «ديزني لاند»، بالإضافة إلى المعابد الفرعونية والأهرامات وأبو الهول.
لم يقتصر الرسم لدى الشاب العشريني على ذلك، حيث استخدمه أيضا في تصميم عدد من رسوماته المعمارية، التي كان يقضي في رسمها من 60 دقيقة إلى 3 ساعات، مستخدما فيها الألوان المختلفة أيضا، كما رسم على تذاكر الأتوبيس والقطار.
قرر «طارق» الأسبوع الماضي، تجميع تلك الرسومات ونشرها على صفحته ليذيلها بتعليق: «مجرد تذاكر عادية ولكني أضفت عليها بعض الحبر والألوان.. خذوا جولة عسى أن تغرموا بها كما أغرمت أنا بها، أتمنى أن يراها الجميع»، والتي لاقت بدورها إعجابا بين أهله وأصدقائه، وانتشر بين الآلاف من رواد موقع التواصل الاجتماعي.
ورغم ذلك إلا أن طالب الهندسة لا ينتوي الاستمرار في الرسم، وإنما سيستمر في مجاله المعماري، حيث يتمنى تصميم مبنى مختلف تماما بالمستقبل يترك بصمته الهندسية به، فيما بعد.