ميانمار «تفخخ» حدودها لمنع عودة «الروهينجا»

كتب: محمد الليثى، ووكالات

ميانمار «تفخخ» حدودها لمنع عودة «الروهينجا»

ميانمار «تفخخ» حدودها لمنع عودة «الروهينجا»

تأتى حلقة اضطهاد أقلية «الروهينجا» المسلمة فى «ميانمار» الحالية ضمن سلسة طويلة من الممارسات التى تدخل فى إطار جرائم الإبادة والتطهير العرقى التى تمارسها الحكومة سعياً وراء أهداف سياسية واقتصادية وغيرها بقطع علاقة «الروهينجا» بالأرض الموجودين عليها بشتى الطرق، وكانت آخر ممارسات السلطات الميانمارية هى تلغيم الحدود حتى لا يعود مسلمو الروهينجا الذين فروا إلى بنجلاديش، حيث أعلنت حكومة بنجلاديش، أمس، أن جارتها ميانمار تقوم منذ 3 أيام بزرع ألغام أرضية على مسافة قريبة من حدودها المشتركة، مؤكدة أنها علمت بالأمر من خلال أدلة تصويرية وأفراد مراقبة، ورجحت حكومة بنجلاديش، طبقاً لقناة «العربية» الإخبارية، أن يكون هدف ميانمار من الخطوة الحيلولة دون عودة مسلمى الروهينجا الذين فروا من العنف إلى بنجلاديش التى أكدت سلطاتها أنها ستتقدم باحتجاج رسمى على زرع الألغام الأرضية. {left_qoute_1}

وذكرت قوات حرس الحدود فى بنجلاديش أن خمسة أطفال على الأقل لقوا مصرعهم إثر غرق العديد من القوارب التى كانت تقل أفراداً من «الروهينجا» الفارين من ميانمار.

وقال مسئول بوزارة إدارة الكوارث فى بنجلاديش إن بلاده ستقوم بإنشاء معسكر جديد لإيواء مسلمى «الروهينجا» الفارين من ميانمار إلى بنجلاديش منذ 25 أغسطس الماضى، ونقلت شبكة «إيه بى سى» الأمريكية، أمس، عن المسئول «شاه كمال» قوله، إنه سيتم إنشاء المعسكر فى إحدى المناطق الواقعة جنوب مقاطعة «كوكس بازار» وبالقرب من أحد المعسكرات الذى يوجد به أكثر من 50 ألفاً من «الروهينجا» المسلمة منذ شهر أكتوبر الماضى، إلا أنه لم يُشر إلى موعد الانتهاء من المعسكر الجديد. من جانبها، طالبت رئيسة الوزراء البنجالية «شيخة حسينة» المسئولين بإعداد قاعدة بيانات ببصمات الأصابع للوافدين الجدد إلى بلادها.

وأفادت وكالة «رويترز» إن مسئولين فى داكا قالوا إن بنجلاديش تخطط لتطوير جزيرة منعزلة ليقيم فيها مؤقتاً عشرات الآلاف من الروهينجا المسلمين الفارين من العنف فى ميانمار، مشيرة إلى أن «إتش تى إمام» مستشار رئيسة وزراء بنجلاديش «الشيخة حسينة» قال: «نمنعهم حيثما استطعنا لكن توجد مناطق لا نستطيع أن نمنعهم فيها بسبب طبيعة الحدود مثل الغابات والتلال، طلبنا المساعدة من الوكالات الدولية لنقل الروهينجا مؤقتاً إلى مكان يستطيعون العيش فيه (جزيرة تسمى ثينغار تشار).. ينبغى النظر بجدية فى تطوير الجزيرة».

وأدانت مصر، فى بيان صادر عن وزارة الخارجية، أعمال العنف التى يشهدها إقليم الراكين بدولة ميانمار، والتى أدت إلى مقتل ونزوح الآلاف من مسلمى الروهينجا، مطالبة السلطات فى ميانمار باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف العنف، وتوفير الحماية اللازمة لمسلمى الروهينجا، للحيلولة دون المزيد من تدهور الوضع الإنسانى فى البلاد، مؤكدة دعمها لكل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى معالجة الوضع الإنسانى المتفاقم نتيجة هذه الأزمة، كما طالبت بالتجاوب مع المساعى التى تبذلها منظمة التعاون الإسلامى لإيجاد حل فعال ومستدام لهذا الوضع السياسى والإنسانى الخطير.

واستدعت وزارة الخارجية الماليزية سفير ميانمار لدى ماليزيا «يو سين أوو» للتعبير عن استياء ماليزيا من تطورات حالة العنف فى «أراكان»، وقال وزير الخارجية الماليزى «حنيفة أمان» فى بيان، إن ماليزيا تشعر بقلق بالغ إزاء أعمال العنف المستمرة ضد أقلية «الروهينجا» المسلمة، مشيراً إلى أنه بالرغم من النداءات المتكررة من دول رابطة جنوب شرقى آسيا لميانمار من أجل إيجاد حل للقضية بطريقة سلمية فإن تلك البلاد لم تظهر الإرادة ولا الرغبة فى ذلك.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، أمس الأول، السلطات فى بورما لوضع حد للعنف فى «أراكان» واتخاذ إجراءات لمنح الروهينجا المسلمين «حياة طبيعية». وأعلن نائب وزير الخارجية الروسى «إيجور مورجولوف»، أمس، أن بلاده تدعو ميانمار لبذل الجهود للحفاظ على الأوضاع فى البلاد، وأنها تدين هجمات المسلحين على القوات الحكومية. ومن أول رد لزعيمة ميانمار أونج سان سوتشى، قالت إن الأزمة فى أراكان التى يسكنها أقلية الروهينجا المسلمة قد شُوهت بـ«المعلومات الخاطئة»، مضيفة أن الأخبار المزيفة تعد سبباً فى إشعال التوتر فى المنطقة، لافتة إلى أن ذلك جاء لخلق الكثير من المشكلات بين مختلف المجموعات ولصالح «الإرهابيين». وتعود أزمة الروهينجا إلى «الاستعمار البريطانى» الذى كان موجوداً فى آسيا، مع استقلال ميانمار عام 1948 حُرمت «الروهينجا» فى أراكان من أى أوضاع قانونية فى الدولة، وعزز ذلك اضطهاد المسلمين على مر السنين بسبب الأغلبية البوذية التى تسيطر على البلاد.


مواضيع متعلقة