التجار: الإقبال على الشراء لا يزال ضعيفاً.. و«المحلى» يسيطر على السوق

كتب: منة عبده

التجار: الإقبال على الشراء لا يزال ضعيفاً.. و«المحلى» يسيطر على السوق

التجار: الإقبال على الشراء لا يزال ضعيفاً.. و«المحلى» يسيطر على السوق

هنا الفجالة المعقل الرئيسى على مستوى مصر لتجارة الأدوات المدرسية، المحال كثيرة منتشرة فى كل زوايا المنطقة سواء بالشوارع الرئيسية أو فى الحارات والأزقة وحتى على الأرصفة.. كشاكيل وكراسات وأقلام منها ما هو متناثر بشكل عشوائى فى فرشات بالشارع ومنها ما هو منسق فى شكل جمالى وبين هذا وذاك الأمور ترجع إلى ذوق وشخصية البائع.. أصوات البائعين تتعالى بالنداء على المنتجات، الكل يحاول أن يركز على الأسعار لجذب أنظار المترددين على المكان سواء من الأهالى أو التجار الباحثين عن الشراء بأقل سعر ممكن لتحقيق أكبر نسبة ربح عند البيع فى محال إقامتهم الأصلية لأن الفجالة يقصدها الجميع لشراء الأدوات المدرسية بسعر الجملة.

{long_qoute_1}

ورغم أن الغرف التجارية أعلنت أنه لا توجد زيادة فى أسعار مستلزمات المدارس عن العام الماضى، فإن عدداً كبيراً من التجار والزبائن كذب هذا الادعاء وأكدوا أن أسعار جميع مستلزمات المدارس زادت بنسبة تزيد على 100%.. «الوطن» من جانبها حرصت على أن ترصد الواقع الفعلى من داخل الفجالة من خلال هذه الجولة.

داخل ممر ضيق، فى أحد الشوارع الفرعية بالفجالة، يفترش البائعون بضائعهم على الجانبين وتعلو فيه الأصوات بالمناداة على البضائع لجلب الزبائن، ويكثر المشترون الواقفون، وقفنا مع الرجل الأربعينى خالد سعد أمام فرشته للتعرف على الأسعار فقال: «الكشكول ده كنت بابيعه بـ15 جنيه، دلوقتى بـ30 جنيه، والكشكول اللى كان بـ4 جنيه ونص، بقى بـ8 ونص، يعنى الزيادة بقت الضعف فى كل حاجة»، مضيفاً: «الزبون بقى عنده فزاعة من الأسعار، خايف يسأل على الحاجة، وبيلف السوق كله، عشان يدور على أرخص حاجة»، وواصل حديثه بالقول: «الناس اللى كانت بتشترى بـ200 جنيه، دلوقتى بقت تشترى بـ100 جنيه بس، عشان مش عارفين يشتروا الحاجة كلها على بعضها حتى الجلاد كان الواحد بربع جنيه، دلوقتى بقى الواحد بـ75 قرش، لكن الناس مجبرة إنها تشتريه، عشان المدرسين بيطلبوه ومش عارفين الأسعار رايحة بينا فين، الله يكون فى عون الناس، مش عارف اللى عنده عيلين وتلاته هيعمل إيه».

وفى جانب آخر من الممر يقف الحاج سمير رجل خمسينى داخل محله الصغير، الذى يحتوى على مجموعة من بكرات البلاستر، وعدد من «رُزم» الورق الفلوسكاب، حيث اشتكى من انعدام الإقبال على محله، قائلاً: «الأسعار غليت بنسبة تقريباً 50%، يعنى رُزمة الورق كانت بـ6 جنيه، دلوقتى بقت بـ8 جنيه، والناس كانت بتشترى الورق بالرزمة، عشان بتكون محتاجاه فى الدراسة، لكن دلوقتى الناس بطلت تشتريه، بيشتروا الحاجات الأساسية زى الكراريس والكشاكيل حتى بكرة البلاستر كانت بـ6 جنيه، دلوقتى بقت بـ7 جنيه ونص، ناس كتير كانت بتشتريه بشكل أساسى، لكن دلوقتى مابقاش فيه بيع ولا شرا، السوق نايم».

{long_qoute_2}

ويؤكد فارس زايد، صاحب أحد محلات بيع جميع الأدوات المدرسية الكبيرة، أن الإنتاج المحلى هو الأكثر رواجاً فى السوق حالياً، لأن سعره منخفض كثيراً عن المستورد، وتابع: «قرار إننا مانستوردش حاجات المدارس من بره، كان قرار فى صالحنا وصالح المشترى، لأن المحلى رحمة كتير فى السعر عن المستورد، والإقبال كبير على المحلى، لأنه أرخص وجودته كويسة، كما أن المستورد سعره زاد جداً، بنسبة 150% عن السنة اللى فاتت».

وانتقل للحديث عن أسعار الآلات الحاسبة التى زاد سعرها بشكل كبير مقارنة بالعام الماضى، قائلاً: «الآلة الحاسبة اللى كنت بابيعها بـ45 جنيه، دلوقتى بقت بـ130 جنيه، يعنى لو حد عنده عيلين يعمل جمعية عشان يقدر يجيب آلتين لعياله»، مضيفاً: «دستة الكشاكيل الـ60 ورقة كانت بـ23 جنيه، بقت بـ35 جنيه، والمقالم كمان سعرها زاد عن السنة اللى فاتت، يعنى المقلمة اللى كانت بـ12 جنيه بقت بـ25 جنيه المستوردة، لكن فيه مقالم محلى بتبدأ من 10 جنيه».

«الأسعار زادت بنسبة 100% عن السنة اللى فاتت» جملة بدأ بها حديثه معنا الشاب العشرينى، ياسر محمد، أمام فرشته التى تعج بالكثير من الكراريس والكشاكيل بمختلف أنواعها، مؤكداً أن «الزيادة كبيرة فى جميع الأدوات المدرسية، فالكشكول إللى كان بيقف عليا بجنيه، دلوقتى بجيبه بـ3 جنيه، يعنى عشان أبيعه هبيعه بـ3 جنيه ونص، وطبعاً الناس بتستغلى الحاجة، بس بتشترى من الفجالة لأن أسعارها أرخص من بره»، وتابع: «كنت بجيب الكشكول السلك الصغير 80 ورقة بـ5 جنيه، دلوقتى بقى بـ8 جنيه، والكبير منه بـ13 ونص، كنت بجيبه بـ10 جنيه»، وانتقل للحديث عن نسبة الإقبال، فقال: «الإقبال أقل بنسبة 50% عن كل سنة، متعودين إن الإقبال بيكون من أول أغسطس عشان الدروس، وكانت الفرشة كمان بيكون فيها بضاعة أكتر كده، لكن لحد دلوقتى لسه ماشوفناش إقبال».

وعلى العكس تماماً من الحديث السابق، أكد طه النمر، صاحب محل لبيع الأدوات المدرسية، أن الإقبال زاد بنسبة 50% زيادة عن العام الماضى، مبرراً سبب ذلك باضطرار أولياء الأمور إلى الشراء حالياً قبل زيادة الأسعار مع دخول الدراسة، مضيفاً: «الناس بتيجى تشترى رغم زيادة الأسعار، لأنهم خايفين إن الأسعار تزيد أكتر من كده، فبييجى يشترى اللى هو محتاجه قبل ما يغلى وكل حاجة زادت من أول الأستيكة لحد الكشكول والجلاد، بنسبة نحو 3 أضعاف سعرها السنة اللى فاتت»، مؤكداً أن الإنتاج المحلى عليه إقبال كبير من قبل المواطنين: «الغريب السنة دى إن الشغل المصرى هو اللى مالى السوق، وعليه إقبال كبير، عشان أرخص بكتير من الحاجة المستوردة».

«متعودين دايماً قبل العيد إن الدنيا بتكون زحمة هنا، ماكناش بنقعد من كتر الزباين اللى بتشترى»، هكذا بدأ عماد السيد، بائع، حديثه وهو يعطى أحد الزبائن متطلباته من الكراريس، وتابع: «السنة دى أضعف إقبال على الفجالة، دلوقتى ماحدش بيشترى غير المضطر، اللى محتاج يجيب الحاجات المدرسية دلوقتى»، وبنتمنى إن الإقبال يزيد بعد العيد، يمكن قليل اليومين دول عشان الناس بتجهز للعيد أكتر من المدارس»، مضيفاً: «راح زمن الدست، ماحدش بقى بيجيب حاجة السنة كلها زى الأول، كله دلوقتى بيجيب بالعدد اللى هو محتاجه، يادوب يقضى التيرم الأول»، وأنهى حديثه بالقول: «سبب الزيادة أن سعر الورق زاد 3 مرات خلال السنة دى، وهو اللى خلى كل الحاجات سعرها زاد».

ويرى أيمن العشرى، بائع أقلام، أن الزيادة طالت جميع أنواع الأقلام، والأساتيك، والألوان، حيث قال: «علبة الألوان الخشب 6 لون كانت بجنيه ونص، دلوقتى بقت بـ5 جنيه، والـ12 لون كانت بـ4 جنيه بقت بـ8، والألوان الفلوماستر الـ6 لون كانت بـ2 جنيه بقت بـ6 جنيه، وأقل براية بقت بجنيه ونص بعد ما كانت بنص جنيه، وأقل أستيكة بجنيه ونص أو 2 جنيه، وأقل دستة أقلام رصاص بـ10 جنيه، والكريكتور الكبير عامل 7 جنيه ونص اللى كان بـ5 جنيه، والصغير كان بجنيه ونص بقى بـ4 جنيه، مش عارف الإقبال هيزيد ولا لأ بعد العيد، ربنا يسهل».

وكشف عمرو محمد، صاحب محل لبيع الشنط المدرسية، أن نسبة الزيادة فى الشنط المدرسية تخطت 300%، قائلاً: «الأسعار زادت فى الشنط بشكل مش متوقع، الناس بتيجى تسأل عن السعر وتمشى، ماحدش بيشترى، بيسمعوا السعر ويجروا»، وتابع: «يعنى الشنطة اللى كانت بـ200 جنيه بقت بـ420 جنيه، كل الشنط سعرها زاد أكتر من الضعف».

وأضاف: «زبائن المحل هما اللى بييجوا يشتروا الشنط، لأنهم عارفين إنهم هيشتروا حاجة كويسة وهتستحمل معاهم طول السنة، لكن الغريب على المحل بيستغلى السعر ويمشى، ويمكن ربنا يصلح الحال والإقبال يزيد بعد العيد عشان أغلب الناس فى المصايف».

ويؤكد محمد حسين، صاحب مكتبة لبيع الكتب الخارجية، زيادة أسعار الكتب الخارجية بنسبة تتراوح بين 4 و7 جنيهات فى الكتاب، حيث قال: «الكتب غليت عن السنة اللى فاتت بس فيه ناس بتيجى وتشترى، لأنها قلقانة إن الكتب تخلص مع بداية الدراسة، فبتضطر إنها تشتريها بأى سعر»، مشيراً إلى أن الإقبال حالياً ضعيف، ولكنه سيزيد بنسبة 100% بعد العيد، وأنهى حديثه بالقول: «الناس خلاص مابقاش معاها فلوس زى الأول، بس مجبرين عشان دروس عيالهم».

صاحب محل أثناء حديثه لـ«الوطن»


مواضيع متعلقة