«عبدالناصر» دشن العلاقات مع الصين.. و«السيسى» عقد 5 لقاءات قمة بزعماء بكين فى 3 سنوات
![«السيسى» خلال زيارة سابقة إلى الصين](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/1285246971504465565.jpg)
«السيسى» خلال زيارة سابقة إلى الصين
تضرب العلاقات المصرية الصينية بجذورها فى الماضى البعيد، حيث دشن اللقاء الأول الذى جمع بين الرئيس الراحل جمال عبدالناصر ورئيس مجلس الدولة الصينى «شوان لاى» فى أبريل عام 1955، على هامش مشاركتهما فى المؤتمر الأفروآسيوى بمدينة باندونج فى إندونيسيا، دشن هذه اللقاء البداية الحقيقية للتواصل بين القيادات السياسية فى البلدين.
وشهدت العلاقات منذ ذلك التاريخ وحتى الآن عقد نحو 16 لقاءً بين قادة البلدين، 11 منها حتى أغسطس عام 2012، فيما عقدت 5 قمم مصرية صينية خلال السنوات الثلاث الأخيرة جمعت كلها بين الرئيس عبدالفتاح السيسى ونظيره الصينى شى جين بينج، أى إن نحو ثلث لقاءات القمة بين البلدين عقدها الرئيس «السيسى» خلال 3 سنوات فقط.
العلاقات المصرية الصينية شهدت عقد 16 لقاءً بين قادة البلدين.. منها 11 حتى أغسطس 2012
ورصد تقرير أعدته «الهيئة العامة للاستعلامات» هذه القمم ونتائجها، موضحاً أن القمة الأولى التى جمعت بين الرئيسين «السيسى وبينج» عقدت خلال الفترة من 22 إلى 25 ديسمبر عام 2014، وذلك فى أول زيارة للرئيس السيسى للصين عقب انتخابه رئيساً للجمهورية. وقد رحب «السيسى» خلال القمة بمقترح الصين بتطوير العلاقات بين البلدين، ووقع البلدان وثيقة إقامة علاقات شراكة استراتيجية شاملة تضمنت اتفاقيات فى التعاون الفنى والاقتصادى وفى مجال الطاقة الجديدة والمتجددة والتعاون فى مجال الفضاء، كما رحب «السيسى» بمبادرة الرئيس الصينى بإعادة إحياء «طريق الحرير» البرى والبحرى، الذى كان مستخدماً فى العصور الوسطى، والذى يمر فى 56 دولة.
وعقدت القمة الثانية التى جمعت بين الرئيسين «السيسى وبينج» فى الأول من سبتمبر عام 2015، فى «قاعة الشعب الكبرى» بمناسبة احتفال الصين بعيد النصر الوطنى بالذكرى السبعين لانتهاء الحرب العالمية الثانية. وخلال القمة رحب الرئيس الصينى بحضور الرئيس السيسى للاحتفال، وأشاد بمشاركة القوات المسلحة المصرية فى العرض العسكرى الذى أقيم بهذه المناسبة.
كما أثنى الرئيس الصينى على الخطوات العملية التى يتم اتخاذها على صعيد تعزيز التعاون الثنائى، ولاسيما فيما يتعلق بمشروعات الطاقة الإنتاجية، فضلاً عن التنسيق الجارى بين البلدين فى الشئون الدولية، بما يعكس حرصهما على تعميق وتعزيز العلاقات الاستراتيجية بينهما. ورحب الرئيس السيسى خلال اللقاء بالاستثمارات الصينية فى مصر.
أما القمة الثالثة التى جمعت بين «السيسى وبينج» فعقدت فى الفترة من 20 إلى 22 يناير عام 2016، خلال الزيارة التاريخية للرئيس الصينى شى جين بينج إلى مصر، فى أول زيارة لرئيس صينى للقاهرة منذ 12 عاماً، استجابة لدعوة وجهها له الرئيس السيسى. وخلال الزيارة حضر الرئيسان الاحتفالات المشتركة بمناسبة الذكرى الـ60 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وأعلنا عن تدشين «عام الثقافة الصينية» فى مصر، و«عام الثقافة المصرية» فى الصين.
ووفق تقرير «الاستعلامات»، جاءت القمة الرابعة التى جمعت بين الرئيسين السيسى وبينج، خلال يومى 4 و5 سبتمبر عام 2016، وذلك أثناء زيارة الرئيس السيسى لـ«بكين» للمشاركة فى قمة مجموعة العشرين التى عقدت بمدينة هانغتشو الصينية، بدعوة خاصة من الرئيس الصينى شى جين بينج، الذى أشار إلى زيارته الناجحة إلى مصر فى يناير 2016، وقال إن مصر حققت نتائج إيجابية خلال العامين الماضيين، لاسيما على صعيد تزايد التماسك الوطنى والتأثير الإقليمى والدولى لمصر، مؤكداً أن الصين ترى آفاقاً واعدة لمصر فى المستقبل. وأشار التقرير إلى أن «عقد هذا العدد من القمم بين الرئيس عبدالفتاح السيسى ونظيره الصينى شى جين بينج خلال فترة زمنية تعد قصيرة نسبياً بمعيار الزمن يعكس مؤشرات مهمة، تتمثل فى متانة ورسوخ العلاقات بين بلدين صديقين وحضارتين عريقتين».
كما أصدرت الهيئة العامة للاستعلامات كتاباً باللغتين العربية والصينية، تزامناً مع القمة الخامسة التى يعقدها الرئيسان «السيسى ويينج»، والتى تأتى لتجسد التطور الإيجابى المطرد فى العلاقات بين مصر والصين فى السنوات الثلاث الأخيرة. واستعرض الكتاب العلاقات السياسية بين البلدين منذ اعتراف مصر بالصين الجديدة عام 1956، وتواصل العلاقات بين البلدين وتبادل الزيارات رفيعة المستوى وتبادل الوفود الطلابية والثقافية. وعندما تعرضت مصر لعدوان الخامس من يونيو 1967، أعلنت الصين آنذاك تأييدها التام لكل المواقف التى اتخذتها مصر خلال هذا العدوان لرده واستعادة أراضيها. واستمرت العلاقات عبر العقود الستة وتكثفت التبادلات على كل المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية، وتُوجت خلال السنوات الثلاث الماضية بالزيارات والقمم الأخيرة بين الرئيسين «السيسى ويينج».