وحدة علاج الإدمان بـ«العباسية».. علاج مكثف للتخلص من السموم بـ«الرسم والمزيكا».. والإقبال ضعيف

كتب: سحر عزازى

وحدة علاج الإدمان بـ«العباسية».. علاج مكثف للتخلص من السموم بـ«الرسم والمزيكا».. والإقبال ضعيف

وحدة علاج الإدمان بـ«العباسية».. علاج مكثف للتخلص من السموم بـ«الرسم والمزيكا».. والإقبال ضعيف

خطوات فاصلة بين البوابة الرئيسية لمستشفى العباسية للأمراض النفسية، و«وحدة الطب النفسى للمراهقين»، إذ قررت مجموعة من الأطباء، على رأسهم الدكتور فادى صفوت، إخصائى الطب النفسى، تخصيص يوم فى الأسبوع لعلاج إدمان المراهقين بالمجان تحت مسمى «sun day fun day»، أى «الأحد يوم المرح»، فكرة ظلت قيد التحضير ما يقرب من عامين حتى هبطت على أرض الواقع منذ ثلاثة أشهر تقريباً، تحمل وسائل عديدة لعلاج الأطفال، من سن 12 حتى 20، من المخدرات بمختلف أنواعها «موسيقى وتلوين وأفلام ولعب كرة» طرق حديثة لعلاجهم وتشجيعهم على الاستمرارية وتحسين سلوكهم وخلق بيئة أفضل للعيش فيها بعد تعافيهم، بجانب الدواء وجلسات الطبيب تصرف جميعها بالمجان، مجهود ملحوظ بذله الأطباء داخل الوحدة لإنقاذ الأطفال من خطر المخدرات وتطوعوا جميعاً إيماناً منهم بدورهم.

الدكتور فادى صفوت، الذى تحمس للأمر وبادر بتنفيذه بمشاركة زملائه يقول: «أكبر مشكلة بتقابلنا انتظام العملاء» يرفض ذكرهم بالمرضى، مؤكداً أن ذلك عطلهم عن خطط كثيرة، نظراً لتطبيقهم برنامجاً علاجياً يتبع منظمة الصحة العالمية «بنوصل لهم معلومات معينة فى إطار جلسات». أنشطة مختلفة يقدمونها لجذب الأطفال «أكتر من نشاط شغال رسم طريقة علاجية وأشكال يدوية» بجانب عرض أفلام تعليمية مدتها 10 دقائق «كل فيلم وله علاج معين»، نقاشات ثرية تفتح أثناء عرض الأفلام «بتخلى لو حد عنده تحفظات أو أفكار يبدأ يخرجها»، يجلس العملاء كما أطلق عليهم دكتور فادى مع الأطباء النفسيين للتعرف على حالاتهم وتحديد خطة العلاج «ناخد الداتا الخاصة بالعميل عشان كل فترة نتصل نطمن عليه».

{long_qoute_1}

يشير د.صفوت إلى أن الصورة الذهنية العالقة لدى الناس بشأن اسم مستشفى العباسية، جعلت الكثير من الأهالى يترددون فى المجىء لعلاج أبنائهم، ومنهم من يأتى متخفياً «الناس بتخاف تيجى»، كان اختيار اسم «الأحد يوم المرح» حيلة لنزع القلق وطمأنة المرضى «عايزين نوصّل للعميل إنه بيجى يتعرف على الناس وبيعمل علاقة كويسة مع الدكاترة وبيتصاحب عليهم وبيلاقى نفسه جو مجتمع علاجى مهتم بيه»، «جروبات» علاجية لتزويد الثقة فى النفس والتحكم فى المشاعر وأشياء أخرى يقدمونها «الإدمان مرض نتيجة المخدرات اللى بياخدها بتأثر على خلايا المخ عنده» مؤكداً أن هناك ما يسمى بجهاز المكافأة فى الدماغ اعتاد على الشعور بلذة بعد فعل أى شىء، أصبحت اللذة تأتى من الخارج عن طريق المخدرات، فيبدأ يبحث عنها بأى شكل «الموضوع محتاج علاج، سواء دوائى أو نفسى».

«إدمان المراهقين غير الإدمان العادى» تقولها الدكتورة فيبى ملك، طبيبة نفسية بمستشفى العباسية، مؤكدة أن أغلب المشاكل من المراهقين «عندنا بيتم حجزه 3 شهور وبعدها 3 متابعة»، علاج المراهقين ليس أقل خطورة من الكبار، لكنه سهل التغلب عليه قبل أن يتمادى لمراحل متأخرة، لذا حرصنا على تأسيس هذه الوحدة «مشاكلهم اهتمام، تحقيق ذات، صغر نفس، أو أمراض نفسية أخرى كلها تختبئ خلف الإدمان».

{long_qoute_2}

خبرتهم جعلتهم يتمكنون من التعامل مع هذه السن المحيرة «واخدين بالنا من النقطة دى كويس»، يسعون لنشر فكرتهم وتوصيل الخدمة لكل الأطفال فى جميع المحافظات «بنحبهم فعلاً وعايزينهم يخفّوا مش بنسعى للربح»، ينقصهم قلة العدد «بدأنا بـ3 حالات والعدد بدأ يزيد نوعاً ما»، يخشى الناس المجىء خوفاً مما يسمى بـ«وصمة العار»، «بيبقى خايف من المجتمع والناس تبصله إزاى وهو جاى يتعالج»، يدعون الناس للتجربة وإنقاذ أطفالهم قبل فوات الأوان «بنبدأ معاه من خطوة ما قبل الإدمان»، تؤكد الطبيبة أن إقناع الطفل بشىء من الأمور الصعبة جداً، خاصة لو كان مركز على الجانب المشرق منها فقط متجاهلاً خطورتها «طول ما هو مركز على الحاجة الحلوة اللى فيها صعب تقنعه بمساوئها». يأتى الأطفال عن طريق الأهل غالباً سواء بالتراضى أو بالغصب «مجرد إنه جه هنا فهو فكر أنه يبطل وده شىء جيد»، تبدأ رحلة البحث عما جعله يسلك هذا الطريق، وتفكيره فيمن حوله مؤكدة أن أغلب الحالات التى جاء للعلاج تتعاطى الحشيش والترامادول «لو تعمق بيوصل لحاجة أخطر وهى الهيروين».

تتوالى سلمى أشرف، بكالوريوس فنون جميلة، مسئولية العلاج بالفن، والتى جاءت عملها فى هذا المجال منذ 9 سنوات من خلال العمل التطوعى كانت البداية فى مستشفى 57357 «عملنا ورش للأطفال والكبار» تدربت على يد متخصصين ومعالجين بالفن «الفن فى حد ذاته وسيلة علاجية وليس علاج» تؤكد أن الرسم أو الفن بشكل عام يساعد فى رفع نسبة المناعة عند المرضى، وتحديداً مرضى السرطان، أثبتتها الأبحاث والتجارب العلمية.

طبقت «سلمى» الأمر على الإدمان منذ فترة «قلت أشارك وأتطوع بيوم كامل» تقدم ورشاً فنية للمراهقين «تجربة مختلفة أتعامل مع مراهقين وإدمان» حالات متباينة تتعامل معهم «سلمى»، «بنعمل لوحات فنية جماعية بنصحى فيهم فكرة المشاركة كل واحد بياخد جزء من اللوحة بشكل عشوائى وفى لوحات فردية»، تترك الأطفال أحياناً لخيالهم لتشجيعهم على الابتكار «هدفنا لقدام نعمل حاجات يشاركوا بها بعد كده فى معارض عشان يحسوا إنهم بيعملوا حاجة وفى نفس الوقت حاجة بتشغلهم عن أنهم يلجأوا لحاجات تانية»، ليس شرطاً أن يكون الطفل موهوباً، ولديه مهارات خاصة «معظم حالاتنا فى البداية بييجوا يقولوا ما بنعرفش نرسم، بيكون فى رفض فى الأول للفكرة بعد كده بيلاقوا الموضوع حلو» تساعد الموسيقى والرسم على طرد الطاقة السلبية والتوتر لدى الطفل وتخلق له عالماً جديداً يشغله عما كان يعيش فيه «بنختار الموسيقى التى لها علاقة بالعلاج موسيقى علاجية» منها موسيقى التأمل تساعد على الاسترخاء، وتحسن من الحالة النفسية للأشخاص «بيعيشوا حالة مزاجية معينة عن اللى هما عايشين فيها».


مواضيع متعلقة