«الخليج» يستعد لمعركة استباقية ضد الدوحة فى «المحافل الدولية»

كتب: بهاء الدين عياد

«الخليج» يستعد لمعركة استباقية ضد الدوحة فى «المحافل الدولية»

«الخليج» يستعد لمعركة استباقية ضد الدوحة فى «المحافل الدولية»

منذ اشتعال الأزمة القطرية سعت الدوحة إلى تدويلها وإخراجها من محيطها العربى إلى ساحة الأطراف الإقليمية من أجل الاستقواء بتلك الأطراف، خاصة تركيا وإيران، وكذلك أروقة المنظمات الدولية بهدف تقديم شكاوى ضد الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، وأكد دبلوماسيون وخبراء سعى الدوحة إلى تجديد محاولاتها لحشد موقف دولى داعم لها خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة فى نيويورك أواخر سبتمبر، ما يستلزم قيام «الرباعى العربى لمكافحة الإرهاب» بتحركات استباقية لفضح دعم قطر للإرهاب وتدخلاتها فى شئون الدول العربية بما يؤثر على أمن واستقرار هذه الدول.

وخلال زيارته الأخيرة إلى المنطقة ولقائه بأمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح فى أواخر أغسطس، جدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش تأكيد المنظمة لدعمها للوساطة التى تقوم بها الكويت لحل الأزمة الناجمة عن قطع السعودية والإمارات والبحرين ومصر العلاقات الدبلوماسية وخطوط النقل مع قطر، إلا أن قطر لا تزال مصممة على استغلال المنظمة لإخراجها عن حيادها من الأزمة، حسبما أكد المحلل السياسى السعودى جاسر الجاسر.

{long_qoute_1}

واعتبر الكاتب والمحلل السياسى البحرينى طارق العامر أنه يوماً بعد يوم يضيق الخناق على النظام القطرى ويقترب أكثر من حافة السقوط، فكل المؤشرات تنذر بعواقب وخيمة ستطال النظام وسيعاقب دولياً عن كل الدماء التى سالت فى البحرين ومصر وليبيا وتونس وسوريا واليمن والعراق، جراء دعم النظام القطرى للإرهاب إعلامياً ولوجيستياً ومادياً.

وأوضح «العامر» لـ«الوطن» أنه لدى الدول الثلاث من المستندات والبراهين والتسجيلات ما يدعم موقفها، وأضاف: «الجميع شاهد وسمع التسريبات الصوتية التى تمت بين كل من، حمد بن خليفة بن عبدالله العطية، المستشار الخاص لأمير قطر السابق، وحمد بن جاسم، رئيس الوزراء القطرى السابق فى عهد حمد بن خليفة مع عدد من قيادات المعارضة الراديكالية فى البحرين، والتى على أثرها قامت النيابة العامة البحرينية بفتح تحقيق فى الواقعة، ومن المقرر وبعد اكتمال أدلة الاتهام توجيه تهمة دعم الإرهاب لحمد بن جاسم وإبلاغ شرطة الإنتربول للقبض عليه وتسليمه للبحرين، وبلا شك فإن هذه الخطوة ستمثل إدانة للنظام القطرى لكون حمد بن جاسم يحمل صفة اعتبارية (وزير خارجية ورئيس لوزراء قطر السابق) ونفس الحال بالنسبة للعطية مما يمثل إدانة لنظام تميم»، وشدد الكاتب البحرينى على أن قطر اليوم تجاوزت كل الحدود الحمراء، بدعمها للإرهاب والميليشيات المتطرفة والانقلابية فى دول المنطقة وباتت أكبر بؤرة تحوى على أرضها إرهابيين مطلوبين من دولهم، فضلاً عن تدخلاتها السافرة فى الشئون الداخلية للدول العربية، ما شكل تهديداً واضحاً للأمن القومى، وأشار «العامر» إلى وجود شكاوى من دول الرباعى العربى إضافة إلى ليبيا، ستعمل تلك الدول على تفعيلها خلال اجتماعات الأمم المتحدة السنوية فى شهر سبتمبر، مضيفاً: «دون شك، الشكوى الثلاثية المقرر تقديمها من ليبيا ومصر والبحرين لمجلس الأمن، منطقية جداً وضرورية، لأنها مقرونة بالأدلة وبالتأكيد ستطغى على اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة فى سبتمبر المقبل، وستحشد دول الرباعى كل طاقاتها الدبلوماسية وإمكانياتها القانونية والدولية لإدانة نظام قطر ومحاكمته أمام مجلس الأمن، والمحكمة الجنائية الدولية، ومن ثم سيكون المجتمع الدولى والدول الأعضاء فى التحالف الدولى ضد الإرهاب أمام مسئولية ضمير ومصداقية.

وقال الكاتب والمحلل السياسى الإماراتى الدكتور جاسم خلفان إنه من المتوقع أن يشمل خطاب أمير قطر فى الأمم المتحدة تصعيداً ضد دول المقاطعة، كما يفعل الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، الذى دأب على استهداف خصومه السياسيين خلال خطابه فى الأمم المتحدة، كما فعل كثيراً ضد النظام المصرى أثناء خطاباته فى المنظمة الأممية، وتابع «خلفان» لـ«الوطن»: «اجتماعات الأمم المتحدة المقبلة ستكون ساحة جديدة للأزمة القطرية، خاصة بعد أن استطاعت الرباعية أن تخرج للعالم بعض الأدلة بالصوت والصورة التى تدين قطر فى اتهامها بالإرهاب الموجه للدول الأربع، الآن يتحتم على هذه الدول أن تستغل الدبلوماسية التى تفوقت فيها مصر والسعودية والإمارات والبحرين وعلاقاتها العالمية وتحشد لهذا اللقاء المقبل، شريطة أن تتقدم بشكوى إلى مجلس الأمن كى تحول كل الادعاءات المثبتة إلى شكاوى دولية ضد نظام الدوحة، لتنتهى إلى حقيقة أن هؤلاء مجرمو حرب ولا بد من القصاص، لأن الفرص التى أعطيت لم تستغل من قبل حكومة قطر بل قاموا بالتسويف وأساءوا للكل وجندوا الأقلام المستأجرة والألسن البذيئة، سواء عبر قناة الجزيرة أو كل القنوات التى يمولونها، للإساءة لدول الرباعية، ولا بد من وضع النقاط على الحروف، فلا نستبعد أن تستعمل الخسة من قبل هذه المجموعة والتوجه بالشكوى ضد الرباعية، وأن تستغل قطر بعقلية حمد بن جاسم وضعف حمد بن خليفة فى اتباعه واقتياد تميم بن حمد، لكى تتقدم فى الأمم المتحدة بطرح مظلوميته ويقلب المقاطعة إلى حصار، ويأتى بكل المتناقضات التى يظن أنها ستفلح، ولذلك لا بد من الأخذ فى الحسبان أن تكون الردود جاهزة إن لم نكن قد سبقنا بتقديم الشكوى بالفعل والحصول على أصوات تساند هذه الدول أثناء عرض المسألة على الأمم المتحدة، حتى يتحول الرأى العام العالمى لإدانة قطر من خلال المنظمة الأممية»، ودعا «خلفان» إلى ضرورة أن تتضمن كلمات زعماء الدول الأربع إدانة الإرهاب ودعمه وتمويله وتوجيه الاتهام إلى قطر بالتحديد والقائمين على هذه «الدويلة» وإلى قناتها الناطقة باسم عزمى بشارة»، مؤكداً أن كل الدول التى لجأ إليها أمير قطر ووزير خارجيتها خلال حملة «الهروب إلى الأمام»، كانت هذه الدول نفسها تدعو لضرورة إيقاف تمويل الإرهاب، وأن تتوجه قطر إلى الرياض لحل الأزمة، فالحل فى الرياض إذا كانت تريد الحل، وليس فى الشكاوى الدولية وادعاء المظلومية، مؤكداً أن «تميم» سيستغل كلمته من أجل تكرار نفس الشكاوى مما يسميه الحصار.


مواضيع متعلقة