كسوة الكعبة.. حرير أسود ونقوش ذهبية وعطر لا يزول

كتب: سمر صالح

كسوة الكعبة.. حرير أسود ونقوش ذهبية وعطر لا يزول

كسوة الكعبة.. حرير أسود ونقوش ذهبية وعطر لا يزول

قماش من أجود أنواع الحرير الطبيعى الخالص المقبل من إيطاليا، مبطن من الداخل بطبقة من القطن الأبيض المتين، طُبعت عليه رسوم وكتابات بالحروف البارزة المطرزة بأسلاك مطلية بالذهب والفضة، فى لوحة فنية حالكة السواد شديدة الفخامة تليق بتزيين الثوب الخاص بأطهر بقاع الأرض «الكعبة المشرفة».

يستغرق تجهيز الثوب شهوراً عديدة، يمر خلالها بمراحل متلاحقة، بدءاً من صباغة الحرير ليكتسب اللون الأسود بدلاً من الأصفر، مروراً بمرحلة النسيج الآلى الخاص بكتابة العبارات والآيات القرآنية المنسوجة على الكسوة، ثم تأتى مرحلة اختبار اللون من حيث الثبات والقوة، تليها مرحلة جمالية بتطريز الثوب بالأسلاك الفضية والذهبية، حتى تخرج فى حلتها الجديدة أمام ضيوف الرحمن فى مشهد مهيب مع فجر اليوم التاسع من ذى الحجة لاستقبال الطائفين والعاكفين، الرافعين أياديهم بالدعاء: «اللهم زد هذا البيت تعظيماً وتشريفاً ومهابة وأمناً».

{long_qoute_1}

من داخل مصنع كسوة الكعبة أو «مجمع الملك عبدالعزيز»، الكائن بالمملكة العربية السعودية، يتحدث قاسم جمال الدين، مساعد خياط، عن استعداد المملكة لتجهيز ثوب الكعبة المشرفة، والذى يتم تغييره فى فجر اليوم التاسع من ذى الحجة فى كل عام: «هذا المجمع الذى يضم نحو 200 عامل أو أكثر يهتم بكل ما يختص بصناعة وخياطة كسوة الكعبة، ويضم هذا المصنع أقساماً مختلفة، تباشر كل ما يخص تصنيع الثوب من أول مرحلة صباغة الحرير من اللون الأصفر إلى الأسود حتى تطريز الثوب بالنقوش الإسلامية البارزة، وفى آخر مرحلة يتم تغليفه للحفاظ عليه حتى يتم نقله إلى الحرم فى فجر يوم عرفة لاستبدال الثوب القديم بالجديد».

وأضاف «جمال الدين» لـ«الوطن»: «تتكون الكسوة من خمس قطع تأتى منفصلة عن بعضها البعض، أربع لتغطية جوانب الكعبة، والخامسة هى الستارة التى توضع على باب الكعبة، ويتم توصيل هذه القطع ببعضها البعض، ثم بعد ذلك يتم فرد كل جنب على الكعبة ويتم تربيط الجوانب من أعلى، وبعد الانتهاء من ربط جوانب الكعبة يتم وضع الستارة وتُخصص لها مساحة 33 متراً حتى نهاية الثوب، ويتم حياكتها فى القماش الأسود للكسوة».

وعن تفاصيل النقوش المكتوبة والرائحة العطرة للكسوة يقول «قاسم»: «العبارات المنقوشة فى الثوب هى: لا إله إلا الله محمد رسول الله، يا حنان يا منان، سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم، وتحوى ستارة الكعبة إهداء لخادم الحرمين الشريفين يسجل فيه التاريخ السنوى للكسوة، وفى أعلاها حفر عليها الآية القرآنية: قد نرى تقلب وجهك فى السماء، أما سر الرائحة فيرجع إلى تطهير وغسل الكعبة مرة كل عام بماء زمزم مع عطر خالص من ماء الورد الطبيعى، إضافة إلى تطييبها بدهان العود الفاخر، وتبقى محتفظة بهذه الرائحة طيلة عام كامل».


مواضيع متعلقة