معسكرات الأسرى المصريين.. السكك الحديدية سابقاً!
- الأسبوع الماضى
- الحد الأقصى للأجور
- السكك الحديدية
- تذاكر السفر
- دورات مياه
- دورة مياه
- رئيس الهيئة
- آثار
- أجر
- الأسبوع الماضى
- الحد الأقصى للأجور
- السكك الحديدية
- تذاكر السفر
- دورات مياه
- دورة مياه
- رئيس الهيئة
- آثار
- أجر
المنطقى أنه بعد أى حادث كبير يكشف عن قصور أو إهمال أن تجتمع الإدارة للتخلص من آثاره أولاً ثم لعدم تكراره ثانياً.. إلا أن المؤسف أن ما جرى فى السكك الحديدية بعد حادث الإسكندرية عكس ذلك تماماً وبشكل يدعو للدهشة مما يجرى والرثاء لحال الهيئة العريقة!
وحتى تتضح الصورة أمام من لا يعرفون ماذا يجرى نقول لهم إن الخدمة الأساسية التى تقدمها هيئة السكك الحديدية هى نقل الركاب، ونقل الركاب لا يعنى فقط نقلهم من مكان إلى آخر، بل يعنى أن يتم النقل بأمان وفى الوقت المناسب المقرر لذلك الذى تعهدت الهيئة به، ثم تأتى بعد ذلك الراحة فى الرحلة وأن يحصل منها المواطن على ما تعهدت الهيئة بتقديمه!
ما يجرى فى الحقيقة لا علاقة له بكل ما سبق.. فربما كثيرون لا يعرفون أنه منذ حادث الإسكندرية لم يصل قطار واحد فى موعده! وعندما نقول ذلك فإننا لا ننقل شكوى الناس من تأخر قطاراتهم.. لا.. فالتأخير مستمر منذ سنوات طويلة بعد أن كان ضبط الساعة على مواعيد القطارات ممكناً.. إنما نقصد بالتأخير هو التأخير المجنون غير المقبول لا مهنياً ولا قانونياً ولا هندسياً ولا أمنياً ولا حضارياً ولا إنسانياً بالطبع.. فالتأخير فى القطارات يتراوح الآن بين خمس أو ست ساعات إلى اثنتى عشرة ساعة كاملة.. الفرق حسب محطة الانطلاق ومحطة الوصول، ولذلك فالنسبة الكبرى فى التأخير تحدث بالكامل فى محافظات الصعيد ومنها إلى القاهرة.. وحتى تعرف مدى الجريمة التى ترتكب بحق الناس علينا أن نشرح ما يحدث ببعض من التفصيل!
أنت تخرج من بيتك إلى محطة القطار، تذكرتك فى جيبك محجوزة تمام التمام.. أنت تعرف أن القطار لن يصل أبداً فى موعده.. فكل تجاربك السابقة تقول لك ذلك فلم يصل قطار قط فى موعده.. ولذلك أن تغادر بيتك على أمل أن تقل فترة الانتظار.. فلا يمكن المجازفة بالبقاء بالمنزل تحت سيطرة فكرة تأخر القطار.. فتذهب.. على أرصفة المحطات وحالها واحد من أسوان إلى الجيزة لا تعرف من المسئول بالمحطة لكى تعرف منه أين القطار الآن ولا سيصل بعد كم من الوقت.. كلهم هناك لا يعرفون.. لا توجد إدارة للاستعلامات إلا فى عواصم المحافظات وغالباً لا يعرف من يعمل بها أى معلومات.. وبالتالى تبقى على رصيف المحطة على أمل أن القطار على وصول بعد دقائق ثم ودون أن تدرى تتحول الدقائق إلى ساعة ثم تتحول الساعة إلى ساعات!
فى المدن الصغيرة تكون المسافة بين بيتك ومحطة القطار دقائق معدودة بالسيارة أو حتى بالتوكتوك، لكنك لا تستطيع المغادرة لأنك تعتقد كل مرة أن القطار على وشك الوصول! وسوف تضيع التذكرة التى ارتفع ثمنها عدة مرات السنوات الماضية، وعلى هذه الأرصفة لا توجد دورة مياه محترمة يمكنك استخدامها وأحياناً لا توجد دورات مياه حتى غير محترمة.. أغلب الدورات تم غلقها بأقفال حديدية ولا تعرف السبب.. وأغلب هذه المحطات لا توجد بها كافتيريا مناسبة أو مقهى مقبول الخدمات للجلوس به ولا يوجد طبعاً مطعم لتناول أى شىء.. وبهذه الصورة من الجحيم عليكم أن تتخيلوا حال كبار السن والمسنين والنساء والأطفال، وعندما نضيف أن عدداً كبيراً من محطات الصعيد تم خلع بلاط الأرصفة لتجهيزه من جديد ولم يتم ذلك منذ أشهر أو سنوات ولذلك ينتظر هؤلاء فى مقاعد أسمنتية فوق رمال صفراء!
الأسبوعان الماضيان قيل إن أسباب تأخر القطارات هى أعطال أصابت الجرارات!! فكيف تجمعت الأعطال بالجملة بعد حادث الإسكندرية؟ ما تلك اللعنة التى أصابت كل جرارات الهيئة فى وقت واحد؟ وكيف تحدث الأعطال ووزير النقل تعليماته واضحة بعدم خروج أى جرار إلا بعد فحصه تماماً؟! وإن كان العطل أصاب قطاراً فى قنا مثلاً ووصل متأخراً إلى أسيوط مثلاً.. فلم لا يقطع المسافة المتبقية من أسيوط إلى القاهرة فى وقتها الطبيعى؟ لا يحدث طبعاً إذ يحدث تأخير فوق التأخير.. ولا أحد يعرف السبب حتى الآن!
هل نكمل مأساة المصريين وتعذيبهم فى هيئتهم العريقة؟ هل نروى لكم مأساتهم للحصول على تذاكر السفر وأن مافيا خفيه تهيمن عليها ولها سوق سوداء دائمة؟ هل نحدثكم عن النظافة داخل العربات؟ هل نحدثكم عن مكيف العربات الذى لا يعمل؟ أم عن تليفزيون العربات مدفوع الأجرة، الذى لا يعمل أيضاً؟ كلها إجراءات بسيطة يتقاضى المسئولون عنها رواتبهم كاملة فلماذا لا يقومون بها؟ أى سر وراء ذلك؟ لكن ماذا سيكون حال القراء الأعزاء إن عرفوا أنه بعد كل هذه المآسى، التى تُرجمت إلى خسائر فعلية أن دخل رئيس هيئة السكك الحديدية شهرياً يتجاوز الربع مليون جنيه، منها الحد الأقصى للأجور والباقى حوافز ومكافآت؟ بل وجزء من الأرباح النوعية مثل الإعلانات أو بيع الخردة؟!! وماذا سيفعل القارئ العزيز عندما يعرف أن 6 من نواب رئيس الهيئة يزيد مرتب كل واحد منهم على الـ110 آلاف جنيه شهرياً حاصل جمع المرتب مع الحوافز والمكافآت والأرباح؟ هذه الأرقام نشرت مراراً ولم ينفها أحد، آخرها الأسبوع الماضى، وبالطبع سيظل سقف المرتبات مرتفعاً هكذا ويتناقص بالتدريج حتى العشرات من مسئولى الصفين الأول والثانى بالهيئة.. فهل هذا يصح مع هيئة تخسر وتخسر؟ وتبحث عن تمويل؟ ثم نعاقب موظفين هنا أو هناك إن احتجوا من أجل عشرات الجنيهات لكنها بالنسبة لهم تعنى أشياء كثيرة؟ هل هكذا سينصلح حال الهيئة العريقة؟ وهل هكذا يكون العدل؟!!