"الوطن" تعيد نشر حوار "حماصة" بعد إحالة أوراقه للمفتي بـ"ملهى الصياد"

"الوطن" تعيد نشر حوار "حماصة" بعد إحالة أوراقه للمفتي بـ"ملهى الصياد"
- إدارة الأعمال
- الإدارة العامة
- الثانوية العامة
- الدراجة النارية
- الدنيا مقلوبة
- السنة الجديدة
- المباحث الجنائية
- الملاهى الليلية
- النادى الأهلى
- أبوتريكة
- إدارة الأعمال
- الإدارة العامة
- الثانوية العامة
- الدراجة النارية
- الدنيا مقلوبة
- السنة الجديدة
- المباحث الجنائية
- الملاهى الليلية
- النادى الأهلى
- أبوتريكة
أحالت محكمة جنايات الجيزة، برئاسة المستشار جلال عبداللطيف، اليوم، 4 متهمين في واقعة حرق ملهى "الصياد" الليلي بالعجوزة، في 4 ديسمبر 2015، والذي راح ضحيته 17 شخصا من العاملين من بينهم 5 سيدات، إلى المفتي، لأخذ الرأي الشرعي في إعدامهم، وحددت المحكمة جلسة 25 سبتمبر المقبل، للنطق بالحكم بعد ورود رأي المفتي.
وتعيد "الوطن" نشر حوار أجرته مع أحد المتهمين في القضية، والشهير بـ"حماصة"، والذي روى تفاصيل الحادث كاملة، وإلى نص الحوار..
كثير ممن تابع حادث الملهى الليلي في العجوزة، والذي أسفر عن مقتل 16 من العاملين، شعر بدهشة وتساءل: "لماذا وكيف؟"، ومن علم منهم بأن مرتكب الحادث شاب اسمه "حماصة" من إمبابة، كان يقول بثقة "الواد حماصة ده خطر، دا بينيّم إمبابة من المغرب، دا بيخلّي السواقين كلها تدفع إتاوة عشان تعدي، دا إحنا ساكنين في بولاق الدكرور وبنسمع عنه"، وعندما تقاطعه: "مين قال كده"، يقسم لك بالطلاق إنه حصل وإن "حماصة" ده خطر.
التقينا "حماصة"، شاب طويل، ممتلئ الجسم، بشرته سمراء، لا يعرف معنى كلمة بلطجة أو بلطجي، يسمع عنها، لكنه مارسها دون علم أو دون تفكير، ممارسة قد تقوده إلى الإعدام، قال الشاب المتهم بقتل 16 ومعه 3 من زملائه: "أنا حاسس إني في كابوس مش عارف أفوق منه، أتمنى يكون كابوس وأصحى منه ألاقيني يوم الخميس، اللي سبق الحادث، والله مش قادر أتخيل إني عملت كده، إحنا كنا بنعمل لقطة بس الموضوع كبر مني، بقيت مش شايف غير الضلمة في اللي جاى، نفسي أروّح لأمي".
عن تفاصيل جريمته يقول: "كنت سهران مع باقي المتهمين، محمد الملقب بـ(المجنون)، وجمال الملقب بـ(ميكي)، والرابع الهارب (سعيد)، والكلام ده كان فجر يوم الجمعة الماضي، ورُحنا ملهى الصياد، قُلنا نسهر شوية ونرقص شوية، والعاملين في المحل طردونا إحنا الأربعة، وكان الكلام ده الساعة 5 فجر الجمعة، أنا اتصرفت واتصلت بأصحابي، واحد منهم بيتشغل بودي جارد في ملهى تاني في المنطقة، و10 دقائق وصاحبي جه، ولما جه الدنيا هديت بس بتوع المحل رفضوا أن إحنا ندخل المحل ونسهر فيه، اتفقنا نروح نسهر في محل تاني، ورُحنا ملهى الدوحة سهرنا فيه، وإحنا قاعدين اتفقنا أن إحنا لازم نعمل (لقطة) على الناس ديه عشان مفيش حد يعلّم علينا، وفضلنا نفكر، وكانت الساعة 6 الصبح، ولقيت المجنون بيقول ليّا إحنا نخطف مدير المحل، وأنا قلت له (خطف) يعني شرطة والدنيا هتتقلب علينا ونتحبس، إحنا نولع فيه بس"، ويبتسم قائلا: "ياريتني كنت سمعت كلام المجنون، بدل الخطف قتلنا 16 واحد".
يواصل المتهم حديثه: "اتفقنا نروح نحرق واجهة المحل، وجاءت خطة الحرق إني اشتريت زجاجتين فارغتين ومليتهم بالبنزين من تنك الدراجة النارية وهجمنا على المحل، وكان لكل متهم دور، وكان دوري أقود الدراجة النارية ويركب خلفي صديقي الملقب بـ(المجنون)، ليُلقي زجاجات المولوتوف على باب المحل، والثالث (ميكي) يقود الدراجة النارية الثانية، ويركب خلفه المتهم الرابع سعيد (الهارب)، ويحمل معه فرد خرطوش، وعقب وصولنا، أطلق المتهم الرابع رصاصة على واجهة المحل، وألقى المتهم الثاني زجاجات المولوتوف، وهربنا إلى منطقة إمبابة، وبعد ذلك عرفنا أن 16 شخصا قُتلوا داخل الملهى، والدنيا اتقلبت على واقعة الملهى، والشرطة بتدوّر علينا، فقررت أنا وصديقي المجنون الهرب إلى السويس".
يتابع المتهم الحكاية: "وأنا في الطريق إلى السويس اتصلت بـ(أم كريم)، ودي ربة منزل كنت اتعرفت عليها في الإسكندرية من نحو شهرين، وبعدين كنت معجب ببنتها، وكان نفسي أتجوزها، وقلت لها إني في الطريق إليها، وعقب وصولي إلى السويس كنت جعان أنا والمجنون، دخلنا أكلنا كشري، واحنا خارجين من المحل لقيت الشرطة مسكتنا، وجيت قسم العجوزة ولقيت الدنيا مقلوبة، وضباط كتير، وعرفت من العسكري اللي كان ماسكنا ودخلت المكتب، وبدأت أحكىي تفاصيل الواقعة أنا والمجنون قدام العميد محمد عبدالتواب رئيس المباحث الجنائية لقطاع شمال الجيزة، والعميد عبدالحميد أبوموسى مفتش مباحث وسط الجيزة، والمقدم أحمد الوليلي رئيس المباحث، وأنا بحكي لقيت الدنيا اتقلبت في القسم، ودخل عليّا ضابط كبير له هيبة كده، وعرفت من الحرس إن ده اللواء خالد شلبي نائب مدير الإدارة العامة للمباحث، واعترفت بكل حاجة".
رغم حجم الكارثة التي ارتكبها "حماصة" بالاشتراك مع 3 آخرين، إلا أن الابتسامة لم تفارق عينيه، ويتحدث عن أسرته وعن شقيقته التي تأجل حفل زفافها بسبب حبسه والكارثة التي ارتكبها.
يقول "حماصة": "أنا صعبان عليّا إن اللي حصل ده أجّل فرح أختي، اللي كان مقرر عقد قرانها بداية السنة الجديدة، وأيضا والدتي التي لم تتحدث معي حتى الآن، وهي تعلم أنني الآن داخل حجز قسم شرطة العجوزة بتهمة قتل 16 شخصا، عشان كده أنا ماليش نفس آكل ولا أشرب، أنا كل اللي نفسي فيه أن اللي أنا فيه يكون كابوس ويخلص وأروّح بكرة لأمي، إحنا أسرة طول عمرها في حالها، عمري ما دخلت قسم شرطة، وكان نفسي أخلّص تعليمي في (معهد الفراعنة)، عشان أتخرج معايا بكالوريوس في إدارة الأعمال، وتفضل والدتي تفتخر بيّا قدام العائلة، بس أنا كده انتهيت".
"حماصة" يتحدث طوال الوقت عن خوفه الشديد من والده وتربيته في أسرة ملتزمة ومتدينة، وعن شربه السجائر، وعن حبه للكرة والنادي الأهلي، قائلا: "أنا طول عمري شاب مستقيم بصلّي وعارف ربنا، بعد الثانوية العامة بدأت أشرب سجاير، وكنت بخاف من والدي جدا، كنت أشتري السجاير وأروح أشربها في شارع جامعة الدول، كنت أمشي من بولاق الدكرور عشان أروح أشرب السجاير في جامعة الدول عشان كنت خايف من والدي، ولحد دلوقتي بخاف أشرب قدامه سيجارة، وكنت بحب الكرة وبشجع النادي الأهلي، وكنت بحب أبوتريكة، لحد بعد ثورة 30 يونيو، زعلت منه، لأن صحابي كلهم زعلوا منه، بس معرفش إيه السبب".
شعوره بالندم على ارتكابه للواقعة، لم يفارقه منذ الحادث، وحتى حبسه، وأيضا كلما شاهد باقي المتهمين المحبوسين معه "المجنون وميكي"، يتشاجر معهما، ويردد عبارات "أنا كان مالي ومال الملاهي الليلية، 5 أيام فقط كانوا السبب في ضياع مستقبلي".
ويشرح المتهم كيف تعرف على باقي المتهمين، وسبب شهرة المتهم الثاني بلقب "المجنون"، قائلا: "كنت بتردد كتير على محل والدي في إمبابة، عشان أساعده في الشغل أنا وأخويا الأكبر مني، إحنا 3 إخوات فقط أنا وليّا أخ أكبر مني وأخت أصغر مني، ومن نحو 6 أشهر، الموتوسيكل بتاعي عطل ورحت صلّحته عند محمد المجنون، أصله ميكانيكي، وبعدين اتكلمت معاه، وبعدين بقينا أصحاب، وعرّفني على مكي وسعيد المتهم الرابع الهارب، وبدأنا نخرج كل يوم بعد ما أخلّص شغل نروح نقعد على الكورنيش أوقات.. أوقات أخرى.. نقعد على القهوة، ولما سألت محمد عن اسمه «المجنون»، قال ليّا أنا أخدت اللقب من أخويا الكبير أصله اسمه سيد المجنون ومشهور فى المنطقة، بس إحنا ماكُناش بنعمل أى حاجة غلط، لحد يوم الأحد من الأسبوع اللي فات، محمد المجنون، قال ليّا أنا ومكي وسعيد أن إحنا نسهر في ملهى ليلي، بصراحة أنا وافقته، كان نفسي أشوف الدنيا فيها إيه، وأدخل أشوف الناس ديه زي ما بشوف في التليفزيون، ومرة رُحت ملهى ليلى في شارع سوريا ودفعنا كل واحد مننا 150 جنيه، ولقيت أن الموضوع عادي مش زي التليفزيون، الموضوع مكانش حلو، وقلت مش هروح تاني لحد يوم الجمعة اللي فات والكارثة اللي ضيّعت مستقبلي".
وعن سر ذهابه لملهى الصياد تحديدا، يقول المتهم: "الساعة كانت 11 مساء يوم الخميس اللي فات، كنت قاعد أنا والمجنون على قهوة في إمبابة، وكنا بنشرب شاي وبنشرب شيشة، والساعة جت واحدة بعد منتصف الليل، لقيت المجنون اتصل بـ(مكي وسعيد)، والاتنين عدوا علينا وقلنا نتمشى شوية على الكورنيش، وإحنا بنتمشى المجنون قال ليّا تعالى ندخل ملهى الصياد، أنا سمعت ان هو بار كويس وفي بنات حلوة، رديت عليه قلت له ماشي بس هو فين، أصل أنا معرفش حاجة والله العظيم، المجنون قال ليّا في شارع النيل، وصلنا المحل إحنا الأربعة وكانت الساعة الرابعة والنصف فجر يوم الجمعة اللي فاتت، وإحنا لسنا داخلين الكاشير بتاع المحل قال لينا تدفعوا 400 جنيه عشان تدخلوا المحل وحصلت بينا مشادة كلامية والعاملين والبودي جارد بتاع المحل اتلموا علينا وكانت هتحصل خناقة كبيرة.