«طوخ».. أدوية منتهية الصلاحية.. وعبوات تخدير فاسدة والنيابة الإدارية: المخالفات بالمستشفى خطيرة

كتب: شيماء عادل وحسن صالح

«طوخ».. أدوية منتهية الصلاحية.. وعبوات تخدير فاسدة والنيابة الإدارية: المخالفات بالمستشفى خطيرة

«طوخ».. أدوية منتهية الصلاحية.. وعبوات تخدير فاسدة والنيابة الإدارية: المخالفات بالمستشفى خطيرة

المشهد يبدو أقرب إلى جزء من فيلم سينمائى بعد أن وقفت سيدة أمام شباك التذاكر تستجدى الموظف لتبديل تذكرة العلاج الاقتصادى بأخرى للعلاج المجانى حتى تستفيد بمزايا التذكرة التى تتيح لها الحصول على العلاج الذى يحتاجه طفلها «مازن» من صيدلية المستشفى مجاناً خاصة أن حالتها المادية لا تسمح لها بشراء الدواء من الخارج، لكن كل محاولات السيدة باءت بالفشل بعدما رد عليها الموظف بأنه لن يتمكن من تبديل التذكرة لأن موعد قطع التذاكر المجانية ينتهى فى الحادية عشرة صباحاً وتبدأ بعدها مرحلة الحصول على تذاكر العلاج الاقتصادى وقيمتها ثلاث جنيهات وهى لا تمنح صاحبها الحق فى الحصول على علاج مجانى من صيدلية المستشفى.

{long_qoute_1}

ولأن المشهد كان مؤثراً للغاية؛ اقتربت «الوطن» من النافذة وأخبرنا الموظف أن تذكرة العيادات الخارجية (العلاج المجانى) مدون عليها أن العيادات المجانية تعمل من 9 صباحاً حتى 12 ظهراً وأن عيادات العلاج الاقتصادى بعد 12 ظهراً. لكن الموظف نفى هذا الأمر قائلاً: «الكلام دا مش عندنا إحنا بنقطع العلاج الاقتصادى من الساعة 11 صباحاً والنظام دا ماشيين به بقالنا 5 سنين».

بعد أن فشلت محاولات السيدة فى استبدال التذكرة وقفت بجوار الشباك على أمل أن تبيع التذكرة لأحد المرضى، وفجأة اقتربت منى وسألتنى عن العيادة التى سوف أكشف بها، أخبرتها أنها عيادة العظام، فقالت لى: «بدل ما تقطعى تذكرة خدى تذكرتى ونخلى الممرضة تغير الاسم اللى عليها»، وعندما سألتها عن السبب قالت: «جئت من قرية بعيدة عن المستشفى لأننى لا أملك ثمن الكشف بالمستشفيات الخاصة أو ثمن الدواء الخاص بعلاج ابنى وبالفعل كشفت عليه والدكتور قال لى إن علاجه موجود فى صيدلية المستشفى ولما جيت أصرف العلاج قالوا لى مش هينفع إنتى معاكى تذكرة علاج اقتصادى مش علاج مجانى، وعندما عدت إلى شباك التذاكر لاستبدال التذكرة رفض الموظف وأخبرنى أن تذاكر العيادات الخارجية المجانية تنتهى فى الحادية عشرة وقال لى لو عايزة تذكرة علاج مجانى تعالى بكرة بس للأسف مش هقدر آجى بكرة تانى لأنى ساكنة فى مكان بعيد».

مشكلة التذكرة الخاصة بوالدة الطفل مازن عبدالرحمن ليست حالة فردية ويتعرض لها عدد كبير من المرضى يومياً ويتفاجأون أثناء توجههم لصرف الأدوية من صيدلية المستشفى، برفض الصيدلية صرف الأدوية لأنهم يحملون تذاكر علاج اقتصادى وليس مجانياً، وهو ما أدى إلى حالة من الاستياء والغضب بين المرضى حيث قال مصطفى موسى: «أغلب الناس اللى بتيجى المستشفيات العامة أو المركزية ناس تعبانة ظروفها على قدها معندهاش قدرة تدفع كشف بـ20 و50 جنيه بره، فبتيجى المستشفى العام تكشف وتصرف علاج مجانى على التذكرة ببلاش، سبت شغلى واستأذنت عشان أعرف أكشف وأصرف العلاج بس للأسف قالوا لى مش هينفع نصرف لك العلاج».

{long_qoute_2}

وعلى بعد خطوات قليلة من صيدلية المستشفى، جلس العشرات من المرضى أمام صيدلية صرف الأدوية التابعة لنظام العلاج على نفقة الدولة، بعدما قاموا بتسجيل أسمائهم فى انتظار الحصول على العلاج.. استلقت سيدة خمسينية على الأرض على جانبها الأيسر بعدما غلبها الانتظار أمام الشباك غير عابئة بمن حولها، استلقت على جانبها الأيسر وغطت وجهها بوشاح أسود، اقتربنا منها لسؤالها عن سبب نومها على الأرض وسط المستشفى فقالت إنها على هذا الحال من السابعة 7 والساعة الآن 12 ظهراً وحتى هذه اللحظة لم تحصل على العلاج هى وغالبية الموجودين.

الانتظار 5 ساعات أمام صيدلية العلاج على نفقة الدولة رغم صعوبة الموقف جعل المرضى يحاولون الخروج من حالة الملل بإطلاق النكات لتسلية أنفسهم والتغلب على رتابة الوقت فالبعض قال إنه من الأسهل والأسرع الذهاب إلى القاهرة لصرفه فالطريق يستغرق على أقصى تقدير ثلاث ساعات ذهاباً وعودة، بينما قامت سيدة أخرى بتسلية وقتها بشراء «سبحة» من أحد الباعة الجائلين داخل المستشفى حتى تستغل وقتها فى الاستغفار.

وخلال حملة لها بالتعاون مع وزارة الصحة كشفت النيابة الإدارية منذ فترة عن وجود مخالفات خطيرة بمستشفى طوخ المركزى تتلخص فى سوء الخدمة الصحية المقدمة للمرضى ووجود كميات كبيرة من الأنسولين منتهية الصلاحية بسبب عطل فى ثلاجات الحفظ بالمستشفى، فضلاً عن غلق غرف عمليات المناظير وعدم تشغيلها بكامل طاقتها الأمر الذى نتج عنه انتهاء صلاحية عبوات التخدير بالكامل وتعطل بعض المعدات الطبية، كما تبين وجود بعض الأدوية المنتهية الصلاحية رغم شكوى المرضى من شراء كل شىء على حسابهم الخاص فى الوقت الذى توجد فيه بعض المستلزمات الطبية بالمخازن.


مواضيع متعلقة