قصيدة منسية

(محاولة لاستعادة قصيدة كتبتها منذ أكثر من عشرين عاما.. وضاعت فى زحام الحياة)

كانت بالفصحى

لأ.. كانت عامية

أو يمكن كانت زى فصاحة مواويل

سهرانة ف ناى وحدانى

معجونة من طمى الدلتا ودم الأنبيا

فيها شيىء من طعم الأيام اللى اتحسبت م العمر

والأحلام اللى اتمسخت كوابيس

فيها طيبة روح

فيها قسوة وقهر

فيها شيء م الصدق

وشيء م الكدب الأنبل م الصدق

كانت تشبه بنت بنوت

نامت بالغصب لطوب الأرض

وقامت بِكر

.....................................

أنا فاكر لحظة كتابتها فى ضل الجميزة العالية

جنب مدار الساقية

(على فكرة الجميزة اتقطعت)

حرقوا بها قماين طوب

واتقلعت شجرة توت

كانت ويا الجميزة فاكهة أيامنا وضلتنا

وبيوت لطيور الغيط

ومدار الساقية (اتهدم).. واتردم البير

..................................

أنا فاكر يومها قصيدتى اتكتبت فى الوقت الطيب

بعد العصر وقبل المغرب

كان الزرع حصير مفروش على مَد الشوف

ومشاعرى مسنونة بتلقَّط ملايين أشواق

وحنين محدوف

على زند قصيدة بتتركب

_ من عش يمام مكشوف على نبلة صياد

_ من ريحة فلاح متوضى وبيصلى..

والجسر بساط ربانى

_ من ندهة تلميذ راكب محرات

وحصان شارد من صاحبه

بيسابق سرب طيور سابح فى الملكوت

_ من شهقة عيِّل مخطوف..

ورا خصر صبية

وضفاير سودا مقصوصة ومرمية على وش الميه

ونايات بتحنن قلب الصخر

والأرض بتشغى خصوبة وخوف

..................................

يومها.. أنا كنت حزين

بس ف عز سواد الدنيا ف عينى

كانت أحزانى خفيفة وشفافة

تقدر تلمح ورا منها إنسان بيحب..

إنسان متحقق فى الحب

تِلمس فيها مشاعر أُم

م الغُلب بتدعى على عيالها وبتستغفر فى السر

.............................

يومها جريت على صاحبى

وريته قصيدتى.. واتأكدت

وهو بيقراها بصوت فرحان

إن مافيش فى الكون أجمل من بنت

راجعه من الجامعه بفستان فيه ريحة زرع

تقطع ع الشعر طريق

وتسيب للشاعر واصحابه بَلِّة ريق

تجبر خاطر مكسور

تسند عود مايل

وتخلِّى المجروح يتحامل على روحه

ويشيل أيامه بطينها وأشواقها

ويعيش مستور

مليان بكرامة إحساسه إنه بيكبر

والدنيا بتصغر

...........................

دارت ساقية عمرى مليون دَوره

شالت فوق قُدرة قواديسها على الشيل

غنيت للبنت اللى خرطها الإحساس

وبكيت ع الحلوة اللى دهسها النخاس

واتحجر قلبى فى مياتم أغلى الناس

اتحدفت أيامى ورا ضهرى

زى العواميد اللى بتجرى من شباك القطر

وبتسكن قلب الليل

زى البَكَرَة اللى بتفرُط خيطها قبل ماتوصل فاضية

تاهت منى السكة

واصفرت جوايا الضحكة

واتهد الحيل

............................

ياااااااااااه.. لو الاقى قصيدتى اللى اتكتبت

وانا لسه حصان مطلوق

لا استنيت الشهر يعدِّى.. ولا فُت على السوق

ولا شُفت عنيا ف مرايتى بتصغر

والدنيا بتكبر وبتتجبر على طير مخنوق؟

لو ألاقى الحلم اللى حلمته

لو ألاقى الحلم اللى اتحقق.. وخذلته؟

يااااااااااااه.. يا حبيبتى

لو ألاقى قصيدتى؟