الفنانة دينا: فتوى «خالد الجندى» بحرمانية أموال الراقصة لا تعنينى.. وأستفتى نفسى فى أمور الدين

الفنانة دينا: فتوى «خالد الجندى» بحرمانية أموال الراقصة لا تعنينى.. وأستفتى نفسى فى أمور الدين

الفنانة دينا: فتوى «خالد الجندى» بحرمانية أموال الراقصة لا تعنينى.. وأستفتى نفسى فى أمور الدين

قالت الفنانة دينا، إنها انجذبت للمشاركة فى بطولة مسلسل «غرابيب سود»، لتوغّله داخل تنظيم داعش الإرهابى، كاشفة أن مشاهدها مع ابنها، حسب الأحداث، كانت الأصعب عليها، وروت عدداً من المواقف الغريبة التى تعرّضت لها أثناء التصوير، بما ينبئ عن مطاردة أرواح الموتى لها، بحكم أنها صوّرت عدداً من المشاهد بجانب مقابر فى لبنان. «دينا» فى ندوة «الوطن» كانت صريحة وجريئة، ولم تخشَ إعلان تذمّرها من قنوات الرقص، وطرق حصول الراقصات على تصاريح بمزاولة المهنة، كما تحدّثت عن مسلسلها «الحرباية» مع الفنانة هيفاء وهبى، وردّت على فتوى الشيخ خالد الجندى بحرمانية أموال الراقصة، وتطرّقت إلى الكثير من الأمور الفنية والشخصية خلال السطور المقبلة.

{long_qoute_1}

لماذا اخترتِ «غرابيب سود» لتقديمه فى رمضان الماضى؟

- لأسباب عدة، أبرزها إعجابى بتوغّله داخل دهاليز تنظيم داعش الإرهابى، واختلاف دورى فيه عن سابق أدوارى، لأننى شخصية مُحبّة للاختلاف، حيث وجدت أن الدور رغم كونه لراقصة، إلا أنه يخلو من مشاهد الرقص، ويتضمّن مشاهد درامية غاية فى الإنسانية، لا سيما أن المنتمين إلى «داعش» لعبوا على أوتار جهل «مديحة» وجعلوها «داعشية»، ومن هنا أُعجبت بهذا التحول الجذرى فى الشخصية، وكذلك بالرسالة التى يحملها المسلسل فى طيّات أحداثه، ومفادها الدعوة إلى تثقيف النفس، منعاً لوقوعها فريسة لأى شخص أو جهة، وضرورة التعلم والقراءة فى الدين لعدم الانجراف نحو طريق بلا عودة، ورغم إعجابى بتلك الحالة الفنية، فإننى لم أتوقع إقبال الجمهور المصرى على مشاهدته، لكن توقعى لم يكن فى محله على الإطلاق.

وما أسباب متابعة المصريين لمسلسلك بالمخالفة لتوقعاتك؟

- لأنه مسلسل تعليمى ووثائقى ودرامى، ويتضمّن قصصاً إنسانية حقيقية وواقعية، ودرجة تنفيذه كانت على قدر كبير من الاحترافية، بدليل أن صنّاعه كثفوا أحداثه فى 20 حلقة فقط، رغم أنه كان من المقرر عرضه فى 30 حلقة، وذلك رغبة من مخرجه فى عدم الإطالة على المشاهدين بحشو من المشاهد بلا داعٍ.

هل ترين أن التحول الجذرى الذى طرأ على «مديحة» كان منطقياً؟

- نعم، لأنها كانت مقيمة فى منطقة شعبية، وتلك المناطق تنظر إلى الراقصة بوجهة نظر معينة، مما أصاب ابنها بتشتّت فى أفكاره، حيث لم يعد يعرف الصواب من الخطأ عن والدته، وبات مخه مهيأً لتسلل أى أفكار إليه مهما كانت درجة تعليمه، خصوصاً أن أصدقاءه فى المدرسة كانوا يتحدثون عن أمه بكل سوء، وهى لم تنجح فى تحسين صورتها أمامه، رغم أنها كانت تمتهن مهنتها كمصدر للرزق وليس حباً فى الفن.

وما أصعب المشاهد التى واجهتك أثناء التصوير؟

- المشاهد التى جمعتنى بابنى كانت صعبة نفسياً، بحكم أننى راقصة، ولدى ابن فى حياتى العادية، حيث كنت أُحدّث نفسى قائلة: «يا نهار أسود لو ابنى بيفكر كده»، فكنت أحاول تمالك دموعى أثناء التصوير، والبكاء على حسب حاجة المشهد ليس أكثر، لأننى لو انغمست فيه لكنت انهرت من البكاء.

هل حدثت أى تغييرات فى دورك بحكم تغيير المخرج أكثر من مرة؟

- على الإطلاق، لأنى رسمت ملامح الشخصية مع المخرج عادل أديب، واتفقت معه على جعلها امرأة جاهلة، رغم عدم توصيفها بذلك فى السيناريو، لكننى أردتها غير متعلمة ليكون مبرراً درامياً لحالة ابنها، كما جعلتها شخصية بلهاء بنسبة ضئيلة على مستوى ثقافتها العامة، بحيث لا تدرى معنى «داعش»، أو الفرق بين السنة والشيعة، حيث إن تفكيرها منحصر على المسلمين والمسيحيين واليهود فقط، لكننى فوجئت بعد اعتذار «أديب» برغبة المخرج حسين شوكت فى إجراء تعديلات على الدور، إذ حدثنى قائلاً: «عاوز الشخصية تبقى ناصحة»، فرفضت مطلبه وأبلغته أن تغيير مسار الشخصية سيتطلب إعادة تصوير دورى بالكامل من جديد، ومن ثم استقررنا على استكمال الدور كما بدأ تصويره.

{long_qoute_2}

صرحتِ لـ«الوطن» عن مرورك بحالة اكتئاب أثناء التصوير دون إبداء الأسباب..

- «مقاطعة»: نعم، لأننا صوّرنا فى مواقع تصوير صعبة، منها ما كان فى جنوب لبنان، حيث الدمار يحيط بالمكان وحرائق مندلعة بفعل اندلاع البنزين فى إطارات السيارات، وكانت النتيجة أننا نبصق سواداً طوال اليوم، وكنا نضطر إلى شرب كميات من اللبن للتخلص من هذه الحالة، كما صوّرنا مشاهد داخل المدرسة الإنجيلية، التى تعرّضت للقصف أثناء الحرب، وتحوى بداخلها مقابر جماعية لجثث شهداء كنيسة تعرّضوا للقصف أيضاً، وأصبحت تلك الكنيسة قاعة حالياً، وخلفها غرفة كنت أرتاح فيها، لكننى تعرضت لمواقف غريبة أثناء وجودى فيها.

وما أبرز هذه المواقف؟

- كنت أشعر بوجود أحد معى بالغرفة، وفى يوم ما طلبت ساندوتشات جبن من مساعدتى، حيث وضعتها جانباً لحين انتهائى من تحضير أحد المشاهد، وحينما هممت بتناولها فوجئت باختفائها تماماً، وتكرّرت الواقعة بعدها مع المخرج المنفذ، الذى ترك «أوردر» التصوير وغادر الغرفة، وحينما عاد سألنى عنه، فأجبت: «أوردر إيه؟»، فوجدناه اختفى كحال السندوتشات، ثم فوجئت بإضاءة غريبة منبعثة داخل الغرفة فى اليوم التالى، فظننت أنها انعكاس لمرآة موجودة فى الغرفة، لكننى لم أجد شيئاً عند بحثى عنها، فأغلقت إضاءة الغرفة نفسها، فوجدت انبعاثاً للنور نفسه، فغادرت الغرفة على الفور، علماً بأننى لم أكن أعرف شيئاً وقتها عن واقعة وجود مقابر بجانب غرفتى.

مشاركتك فى بطولة «الحرباية» المختلفة دوراً وموضوعاً عن «غرابيب سود» كانت متعمدة أم صدفة من جانبك؟

- كانت متعمدة، لأننى اتخذت قراراً بعدم تكرار نفسى مجدداً، بعدما ظللت أكرر نفسى لمدة 6 سنوات فى السينما، إلى أن انتابنى شعور بالملل، ومن حينها قرّرت أننى إذا تلقيت عرضاً بفيلمين وآخر لمسلسل، ووجدت الأخير مختلفاً عن سابق أعمالى، سأختاره من دون تردّد رغم عشقى للسينما، لكننى لم أعد أفرق بين السينما والدراما التليفزيونية، لأن الاختلاف بات معيارى الأول فى الاختيار.

بمَ تردين على الانتقادات التى طالتك بسبب أول مشاهدك التى وصف البعض طريقة تصويرها بالمبتذلة؟

- لم أتابع هذه الانتقادات وقت تداولها، لأننى كنت مشغولة فى التصوير، لكنها تظل وجهة نظر مخرجة، تسعى لتعريف الشخصية للجمهور، وإبراز أنها «شمال» مثلما نقول باللغة الدارجة، ومن ثم إما كنت أقدمها هكذا أو أرفضها عندما رشّحونى لتجسيدها، لكننى كنت معجبة بـ«فتون»، لأنها مختلفة تماماً عنى، ولم أقدم مثلها فى أعمال سابقة.

كيف وجدتِ التعاون مع هيفاء وهبى؟ وما حقيقة عدم التزامها بمواعيد التصوير؟

- تربطنى علاقة صداقة بهيفاء منذ سنوات، ولكن «الحرباية» كان بمثابة أول تعاون بيننا، وشعرت بالراحة من عملى معها، لأنها لا تتدخّل فى أى تفصيلة خارج نطاق دورها، أما عن الشق الثانى من السؤال، فلم يحدث أن تسبّبت «هيفاء» فى تعطيل التصوير ذات مرة، حيث إنها تحضر قبل موعد تصويرها بساعتين، بل كانت تستجيب لضغوطات الإنتاج بالبقاء لفترة أطول داخل التصوير، دون تذمر منها.

{long_qoute_3}

وهل تلقيتِ ردود فعل سلبية خلال الفترة التى كررتِ فيها أدوارك السينمائية حسبما أشرتِ سلفاً؟

- بالعكس، الجمهور بيحب أفلام «السبكية»، وقرارى بعدم تكرار أدوارى لا علاقة له بكره الناس لها من عدمه، لكننى لا أرغب فى تكرار نفسى مثلما أوضحت، بل أسعى لاقتحام مناطق تمثيلية جديدة، ولكن هذه الأفلام كانت محط اهتمام من الجمهور، لما تحتويه من أغنيات جديدة ووصلات رقص وما شابه، ولذلك لا أتبرأ من هذه الأفلام، ولا أعتبر وجودى فيها تقليلاً من شأنى، بل بالعكس فالشعبيون الموجودون فى حياتى أسهموا فى صنع اسمى.

آراء عدة انتقدت مشاهد المخدرات التى عُرضت فى «الحرباية» وطالبوا بعدم وجودها فى شهر رمضان.. بمَ تردين على أصحابها؟

- «اقلبوا المحطة واتفرجوا على حاجة تانية»، فلا بد أن يكون المنطق حاضراً فى كلامنا، لأننا إذا عرضنا مشهداً لإبراز تعاطى شخصين لمواد مخدرة، فلا بد من إبراز هذه الحالة كى يفهم الجمهور سياق الأحداث، لأننا لن نتعامل بمنطق «المعنى فى بطن الشاعر».

هل ينزعج ابنك من شهرتك؟

- نعم، فهو شخص لا يطيق الشهرة، ويشعر بالضيق عند خروجنا معاً، بحكم التقاط المعجبين صوراً تذكارية معى، ويظل يعاتبنى، قائلاً: «قولى لهم إنك مع ابنك، ومحتاجة وقت تقعدى معايا».

كيف تنظمين وقتك بين أعمالك الفنية ونظيرتها الخيرية، وآخرها مشاركتك فى مبادرة لتحسين مستوى العلاج بالمستشفيات الحكومية؟

- لا أعتبر تلك الأعمال خيرية، وإنما أراها دوراً يكمل نواقص المجتمع، وأستجيب لها فى أى وقت، لإيمانى بأنى «لو ماساعدتش غيرى ربنا مش هيساعدنى»، وأتمنى انتشار تلك الحالة بين جموع الناس، كل منهم على قدر إمكانياته المادية، والحقيقة أننى شعرت بالغيظ عندما قمت بجولة فى بعض المستشفيات، واكتشفت إغلاق غرف عمليات لعدم احتوائها على جهاز تكييف، مما يعنى حرمان ما يقرب من 700 حالة تحتاج إلى التدخل الجراحى.

لكن الشيخ خالد الجندى أفتى بحرمانية أموال الراقصة فى برنامجه «لعلهم يفقهون».

- «جاله هاتف وقال له كده يعنى؟»، لن أنتظر رأياً من خالد الجندى أو غيره، وسأقدم ما أقدمه فى الدنيا، وأنتظر كلمة وحكم ربى يوم القيامة.

من تستشيرينه فى أمور الدين؟

- أنا إنسانة متعلمة، خريجة جامعة، أى أجيد القراءة والكتابة، وأعود دائماً لكتاب الله وتشريعه والفقه والسنة.

وماذا عن أهل العلم الذين يعتبرهم البعض مصدر ثقة؟

- القرآن الكريم وشروحه والسنة النبوية هم مصدر ثقتى، وربما ألجأ إلى شقيقتى حال رغبتى فى معرفة معلومة دينية معينة.{left_qoute_1}

بحكم صداقتك بالفنان عمرو دياب.. كيف تابعتِ أزمته مع الفنانة شيرين؟

- عمرو دياب لا يعانى من أزمات، وهو خط أحمر «محدش ييجى جنبه»، لأنه نجم كبير داخل مصر وخارجها، و«أكبر من إنهم يتكلموا عليه»، فأنا أحبه كثيراً على المستوى الشخصى، وأفتخر بوجود مطرب مصرى مثله، لأنه يشرفنا فى جميع أنحاء العالم، وهو المطرب الوحيد الذى تدفع نقوداً للاستماع إلى أغنياته فى أمريكا.

هل تندرج تصريحات «شيرين» تحت بند العفوية فى رأيك؟

- «شيرين» عفوبة بطبعها، وربما استفزها أحد بكلام معين، لكن عمرو «أتقل من إن كلمة تستفزه»، وهى ستصل لتلك المرحلة مع كبر عمرها، وستدرك الكلام الذى يمكن قوله من عدمه، لأنه لا يجوز أن تقول على الهواء: «أبو سلسلة قال لى إن حد شتمنى»، فهذا كلام طفولى مع احترامى لها، علماً بأنها نجمة جميلة ما زال أمامها الطريق متسعاً، وربما تصبح فنانة عظيمة فى يوم من الأيام، لكن كى تصبح عظيماً لا بد أن تحترم الجيل الذى يسبقك عمراً وفناً.

لماذا لا تفتتحين مدرسة لتعليم الرقص الشرقى فى مصر؟

- هذا الموضوع شائك، وإجراءات تنفيذه تتطلب التحايل على القانون، وهو ما يعد مرفوضاً من جانبى، لأننى درست الرقص الشرقى فى كل دول العالم، وحصلت على جوائز كثيرة هناك، لكنها ليست مؤرخة فى مصر، وربما تعلمون الكثير عنها بعد وفاتى.

لكن البعض يفتتح صالات للألعاب الرياضية بغرض تعليم الرقص فيها؟

- هذا ما قصدته بالتحايل على القانون، لأن المسألة ليست بشراء ماكينات للجرى تحمينى من جهات التراخيص، وإنما رغبة حقيقية فى افتتاح مدرسة لتعليم الرقص الشرقى.

وما الذى يعيق تحقيقك لهذه الرغبة؟

- التراخيص لا تُمنح حالياً لمدارس الرقص، وذلك على عكس حقبة الستينات، التى أسس فيها عدد من الأرمن مدارس للرقص بمنطقة وسط البلد، وبالتالى لا أملك خياراً سوى نقل تلك التراخيص باسمى وإعادة افتتاحها من جديد، لكن الأزمة أن أصحاب تلك المدارس ماتوا والورثة غير موجودين فى مصر.

ما الحلول المقترحة لمواجهة اندثار فن الرقص الشرقى بما أنك الوحيدة الموجودة حالياً على الساحة؟

- «هل يُمكن لمطرب الحصول على تصريح بالغناء دون اختبار؟» عليه أن يتوجه لنقابة الموسيقيين والوقوف أمام لجنة استماع للحكم على موهبته، أما عن الرقص الشرقى فبات كل من «هب ودب» يملك تصريحاً بمزاولته، لعدم وجود اختبارات للتعرّف على موهبة الراقصة من عدمها، وهنا أدعو أى صحفية محجّبة للتوجه إلى مكتب المصنفات، وإبلاغهم برغبتها فى العمل كراقصة، وتجهيز الأوراق المطلوبة منها وتسديد الرسوم المستحقة عليها، وحينها ستحصل على المُصنف بسهولة ويسر، وبعدها ستتوجّه إلى نقابة المهن التمثيلية للحصول على التصريح، بعد أن تُسدد الرسوم المطلوبة، وستأخذ الكارنيه بحجابها، وهنا السؤال: هل يُمكن أن تجد راقصات متميزات فى ظل هذا الأسلوب المتبع؟ أسسوا لجنة تضم نجوى فؤاد وفيفى عبده ولوسى وسهير زكى للحكم على الموجودات حالياً، وتأكد أنه سيتم طردهن لعدم كفاءتهن، كما أن قنوات الرقص أصبحت تعرض فقرات لراقصات غاية فى السوء، وفى رأيى أنها «جابت المهنة الأرض»، لذلك أرى أن الراقصة الأجنبية الفاشلة أفضل من المصرية إذا كانت تؤدى عملهاً جيداً وتحترم مواعيدها.

أخيراً.. لماذا أعلنتِ تضامنك مع غادة عبدالرازق بعد مقطعها المصور المثير للجدل؟

- «غادة» نجمة كبيرة لا تستحق التعرّض لهذه الحرب، لأنه معروف عنها أنها مريضة وتتعاطى أدوية، وهذه المعلومة أعرفها منذ سنوات، وهى أعلنت عنها بنفسها حين انهارت باكية أمام جمهورها، فماذا مطلوب منها إذاً؟ من وكّل نفسه إلهاً لمحاسبة البشر؟ فالسيدات فى أفريقيا التى ننتمى إليها يسرن فى الشوارع وصدورهن عارية، والسيدات المصريات يرضعن أولادهن فى محطات المترو، لكننا لم نعد «نستر على بعض، بل أصبحنا بنفضح بعض».


مواضيع متعلقة