بعد "مستريحة الدقهلية".. كيف تحولت النساء لبطلات حوادث النصب؟

كتب: دينا عبدالخالق

بعد "مستريحة الدقهلية".. كيف تحولت النساء لبطلات حوادث النصب؟

بعد "مستريحة الدقهلية".. كيف تحولت النساء لبطلات حوادث النصب؟

قضايا النصب.. أمر ليس بالجديد في مصر والعالم أجمع، إلا أنه في عام 2015 شهدت تلك النوعية من الجرائم تضخما ملحوظا، حيث تم القبض على رجل الأعمال "أحمد م إ"، المعروف بـ"المستريح"، المتهم بالاستيلاء على 100 مليون جنيه من أموال المواطنين بزعم توظيفها في مشروعات استثمارية، وهو ما نشر جدلا ضخما وفجر غضبا شديدا بين المواطنين.

"المستريح" لم يقتصر على تلك القضية فقط، وإنما أصبح ظاهرة انتشرت بقوة منذ ذلك الحين، وأٌطلق الاسم على كل من يُضبط في واقعة مماثلة، وسريعا ما ظهرت النساء لتشارك بقوة في تلك المنافسة، ليظهر مؤخرا عددا من المستريحات، كان آخرهن أمس، بعدما كُشف عن قضية أخرى لسيدة لم تتعد منتصف العقد الثالث من عمرها بمحافظة الدقهلية، لاتهامها بالنصب على عشرات المواطنين بمركز بلقاس، واستولت على مبالغ تصل إلى 40 مليون جنيه بقصد توظيفها لهم، إلا أنها فرت هاربة بعد تجميعها.

وكان مركز شرطة بلقاس تلقى بلاغات من عشرات المواطنين ضد  "منال. ح. ي" ببلقاس، يتهمونها بالنصب عليهم والاستيلاء على أموالهم، وأكد الأهالي في بلاغاتهم أن "منال تمتلك عددا من المحال التجارية لبيع الأجهزة الكهربائية، وأوهمتهم بقدرتها على توظيف الأموال، وأقنعت عدد من السيدات بذلك فأقنعن أزواجهن بإعطائها الأموال لتوظيفها"، وأضافوا أن المتهمة كانت تسدد لهم فوائد كبيرة أعلى من البنوك، مما زاد من عدد ضحاياها.

وأمرت النيابة بسرعة ضبط وإحضار المتهمة، حيث تم تشكيل فريق بحث من ضباط مباحث بلقاس لسرعة الوصول للمتهمة وضبطها، وتمكن الضباط من إقناع المواطنين بفض تجمهرهم من محيط مركز الشرطة.

وعن انتقال هذه الآفة السيئة بين السيدات، يرى الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أنها ليست بالظاهرة الجديدة نظرا لوجودة صفة الطمع بين الصفات البشرية والاضطرابات النفسية المنتشرة لدى العديدون من الرجال والنساء على حد سواء، مشيرا إلى أنه انتشرت مؤخرا الرغبة في جمع المال دون عمل بين عدد كبير من المواطنين.

وأضاف "فرويز" لـ"الوطن"، أن النساء يزداد بداخلهن الإحساس بالخوف، إلا أنه إذا سقط ذلك الخوف والحياء سيصبح لديهن قدرة ضخمة على المكر والدهاء واستخدام الحيل، وارتكاب الجرائم بطرق أكثر احترافية أكثر من الرجال.

وشاركه في الرأي الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية، قائلا إن "النصب أمر منتشر بين الرجال والنساء على حد سواء، إلا أن المرأة عادة لا تلجأ إلى الجرائم العنيفة كالقتل، لذلك تتواجد بشكل ملحوظ في جرائم النصب والمخدرات والدعارة".

وأكد "صادق"، أن السيدات لديهن قدرة ضخمة على ارتكاب الجرائم التي تحتاج للذكاء والحيل والمظهر ولا تحتاج لمجهود، وتميل لتقليد الرجل أيضا في ذلك الأمر لذلك ظهرت العديد من "المستريحات" في جرائم النصب الكبرى.


مواضيع متعلقة