اعداء الاصلاح الاجتماعي !

وائل لطفى

وائل لطفى

كاتب صحفي

جمعتني اكثر من جلسه مناقشه مع اصدقاء من رموز المجتمع في الاسبوع الماضي ،كان الحديث يدور في موضوعات شتي من بينها دعوه( الاصلاح الاجتماعي )التي طرحتها علي صفحات الوطن خلال الاسابيع السابقه ،كانت الاراء متنوعه ما بين الحماس الشديد والمعارضه ،كانت الاراء المعارضه نفسها متفاوته ،منها ما هو لغو لا ينفع الناس ،ومنها ما هو موضوعي يستحق التوقف عنده ،كان من ابرز ما سمعت راي لخبيره اقتصاديه مرموقه قالت فيه انه دون اصلاح احوال الناس الاقتصاديه فانه من الصعب البدء في معركه الوعي التي اصطلحت علي ان اسميها بالاصلاح الاجتماعي ،تحدثت كثيرا عن معاناه الطبقات البسيطه والوسطي ،استمعت لها باحترام وكان راي عكس ما تقوله الخبيره الاقتصاديه المرموقه علي طول الخط ،كان راي ان تغيير معتقدات المصريين تجاه قيم مثل التدين الحقيقي ،والاتقان ،والتنافس مع المختلفين وليس الصراع معهم ،والعمل لاعمار الارض ..هذا التغيير هو الذي يمكن ان يحسن الحاله الاقتصاديه للمصريين وليس اي شئ اخر مالم اقله 

ايضا ان اقدام مهاتير محمد وحكومته علي خوض معركه الوعي والتعليم هي التي حولت الماليزيين من صيادين فقراء معدمين الي شعب من الصناع والمبتكرين ،والمعني ان الاصلاح الاجتماعي كان سابقا لتحسن الحاله الاقتصاديه ،مالم اقله ايضا ان معركه الوعي والتثقيف هي التي تجعل اي شعب يرتقي سلمه او اثنان او عشره في سلم الحضاره الانسانيه وليست حقائب النقود التي تملكها حكومه هذا الشعب ،ولو نظرنا حولنا فسنجد دولا تتميز بالثراء لكنها لاتملك رصيدا لا في سباق الحضاره الانسانيه ،ولا حتي في سباقات التصنيع وانتاج المعرفه كمؤشر علي التقدم رغم ان حالتها الاقتصاديه لا غبار عليها لسبب او لاخر ..وكان خلاصه المعني الذي اريد ان اقوله ان الاصلاح الاجتماعي وكسب المعركه حول عقول المصريين وادراكهم للدنيا وللدين وللعلاقه بالعالم سابق لاي اصلاح اخر ومقدم عليه ،وان مايقال عدا ذلك هو مجرد حجج فارغه يقدمها البعض للهروب من المعركه او لافراغها من مضمونها ، والله اعلم !