«فارسكور».. جدران مشققة ومرضى على الأرصفة

«فارسكور».. جدران مشققة ومرضى على الأرصفة
- أشعة الشمس
- إخلاء مبنى
- إغلاق قسم
- الأنف والأذن
- الإهمال الطبى
- الجهود الذاتية
- الحد الأقصى
- الخدمة الطبية
- الشمس الحارقة
- أبواب
- أشعة الشمس
- إخلاء مبنى
- إغلاق قسم
- الأنف والأذن
- الإهمال الطبى
- الجهود الذاتية
- الحد الأقصى
- الخدمة الطبية
- الشمس الحارقة
- أبواب
مبانٍ مشوَّهة من كثرة التشققات، طبقة الطلاء الخارجية تتساقط من على الحوائط بسبب تشبعها بالمياه، الأبواب الخشبية مُتهالكة، المقاعد الحديدية المخصصة لانتظار المرضى وذويهم أكلها الصدأ، هذا هو المنظر العام الذى قد يصدمك بمجرد أن تطأ قدمك داخل المستشفى المركزى فى فارسكور الذى يخدم نحو 7 آلاف مواطن سواء من داخل دمياط أو الضواحى التابعة لمحافظة الدقهلية.. داخل وخارج العيادات الخارجية ضجيج لا ينقطع لعشرات المرضى الذين يقفون فى طوابير أمام العيادات، تحت أشعة الشمس الحارقة التى تسللت إليهم من خلال النوافذ المُحطمة ولجأ بعض المرضى لاستخدام الأوراق للتهوية من الحر.
على بعد خطوات من عيادة العلاج الطبيعى يقف الشاب الثلاثينى «عمر مجدى» أمام غرفة حجز العظام، منتظراً إخطاره بموعد صعود أخيه الذى يستعد لإجراء عدة عمليات جراحية، مردداً بصوت حزين: «الناس بتشتكى من نقص المستلزمات زى الشاش والقطن، لكن الكلام ده كله بالنسبة لى ولا حاجة، أنا أخويا اللى نايم على السرير ده هيعمل 4 عمليات؛ اتنين فى إيده واتنين فى رجله، عاوزين يطلعوه على رجليه إلى غرفة العمليات، واحد زى ده هيطلع على السلم إزاى، وطلع انهارده فعلا على السلم على الرغم أن فى أسانسير فى المستشفى بس عطلان».
{long_qoute_1}
وأوضح «مجدى» أنه لا يجد أحداً يشكو له سوى أفراد التمريض والأطباء، وإذا تحدث مع أى منهم يُصدم بالرد «وأنا مالى ده مش شغلى»، مؤكداً أن المستشفى يعانى من أزمات كثيرة، وهناك الكثير من العمليات تؤجل ويضطرون للانتظار فترات طويلة حتى يأتى دورهم.
على أحد أرصفة المستشفى جلست سعدية رجب «50 عاماً» تنتظر دورها فى نقل الدم لها، حيث أكدت أنها مصابة بالأنيميا الحادة وتحتاج إلى نقل دم بصفة مستمرة، مضيفة: «دايخة السبع دوخات عشان أحصل على الموافقات الخاصة بورق نقل الدم وكأنى فى طابور جمعية مش مستشفى».
وفجأة تلتقط منها انتصار الداودى «سيدة خمسينية» تجلس بجوارها، طرف الحديث قائلة: «والله اللى بيحصل ده حرام كل الأدوية بنشتريها من بره»، موضحة أن نجلها كُسرت قدمه، وأنها تفاجأت بعد كتابة الأطباء للعلاج على الروشتة، أن الأدوية غير متوفرة داخل المستشفى، واضطرت إلى شرائها من الخارج، بالإضافة إلى بعض المستلزمات الطبية الأخرى كالجبس.
{long_qoute_2}
وفى جولة داخل قسم الباطنة بالمستشفى قالت «فوزية صالح» إحدى الممرضات، إن قسم الباطنة يوجد به غرفة واحدة بها 7 أسرة، ومن الممكن أن يدخل ١٥ مريضاً فى الفترة الواحدة، وتوضع مريضتان على سرير واحد، متابعة: «إزاى قسم زى الباطنة يبقى فيه غرفة واحدة فقط لاستقبال المرضى»، مؤكدة أنهم ليس لديهم غرفة للتمريض داخل المستشفى، مما يدفعهم للجلوس بساحات المستشفى.
وأكد محسن محمد، محامٍ، أحد أهالى فارسكور، أنه تقدم ببلاغ ضد مدير المستشفى بصفته، أوضح فيه وجود إهمال جسيم وعدم وجود أطباء إخصائيين أو استشاريين بسبب وجودهم فى عياداتهم الخاصة.
من جانبه أكد الدكتور «أكرم أبوالنجا»، مدير المستشفى، أن المستشفى يعانى من نقص الأدوية والمستلزمات مثل باقى المستشفيات ويتم توفيرها بالجهود الذاتية، موضحاً أن لديهم نقصاً فى بعض التخصصات مثل «الجراحة، الأطفال، النساء والتوليد، والمسالك البولية والعظام»، مشيراً إلى أنه تم إغلاق قسم العناية المركزة لحين توفير مكان آخر أما قسم الغسيل الكلوى فتم نقله لمستشفى الروضة.
وبالنسبة لوقائع الإهمال الطبى داخل المستشفى أوضح «أبوالنجا» أنه يتم التحقيق فيها من قبل النيابة الإدارية والنيابة العامة، وأظهرت نتائج بعض الحالات وفاتها نتيجة مضاعفات وحالات أخرى لم يبت فيها بعد وبانتظار تقرير الطب الشرعى، مؤكداً صدور قرار من محافظ دمياط بإحالة الأطباء المتهمين فى هذه الوقائع للتحقيق وإيقافهم عن العمل، وطالب «أبوالنجا» وزير الصحة بسرعة التدخل إما بإزالة مبنى المستشفى بالكامل أو ترميمه والانتهاء من المبنى الإدارى الذى كان مُعداً للطوارئ وتوقف العمل به قبل 4 سنوات.
وأشار مدير المستشفى إلى أنه تقدم مؤخراً باستقالته من منصبه كمدير للمستشفى نظراً للنقص الشديد فى الكوادر البشرية، حيث لا يوجد سوى 160 طبيباً من أصل 450 طبيباً من المفترض وجودهم بالمستشفى كى يتمكنوا من تقديم الخدمة الطبية لأكثر من 600 ألف مريض.
وأوضح «أبوالنجا» أن القوة البشرية داخل المستشفى لا تتناسب مع حجم العمل، وحينما تم مدهم بأطباء لحل الأزمة تفاجأ بأنهم جاءوا للحصول على إجازات وجوبية كإجازة وضع أو رضاعة بالنسبة للسيدات، وتابع: «ما لدىّ يمثل نحو 25% من أطباء المستشفى العام والمطلوب منى توزيع 160 طبيباً على 3 شيفتات، مع العلم أن معظمهم استشاريون ويتم منح الحد الأقصى من النبطشيات لكافة النواب».
وقال «أبوالنجا» إنه «تم إغلاق العناية المركزة والقسم الفندقى وتم نقل أقسام المسالك والجراحة والأنف والأذن وباطنة رجال إلى مبنى قسم العظام الذى كان يعد أفضل قسم عظام فى مستشفيات دمياط وتحول إلى غرفة واحدة بها 3 أسرة رجال و6 نساء وأطفال، وتقلصت الأقسام الأخرى واضطررت لإخلاء مبنى الجراحة وإغلاق قسم جراحة ٢ وتحويله لعيادات خارجية، ثم أغلق مرة أخرى لوجود صدأ بالحديد».